شبكة أخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
يشهد الساحل السوري موسمًا هو الأشد جفافًا منذ نحو ستين عامًا، ما أدى إلى انهيار كبير في إنتاج الزيتون والزيت، وتحول البساتين التي كانت تعج بالعمال إلى مساحات شبه متوقفة عن الإنتاج. وتراجع المحصول إلى أقل من نصف المعدّل السنوي، وفقدت عائلات كثيرة مصدر رزقها الأساسي.
ويستعيد الخبير الزراعي سمير نصير فترة ازدهار هذا القطاع، حين كانت سورية ـ قبل عام 2011 ـ تملك نحو 110 ملايين شجرة، وتنتج ما يصل إلى مليون طن في السنوات الجيدة، مع فوائض تصديرية تصل إلى 90 ألف طن.
أما اليوم، وبرغم بقاء عدد الأشجار قريبًا من مستواه السابق (نحو 101 مليون شجرة)، فإن الإنتاج انخفض إلى 400 ألف طن فقط.
ويرجع نصير ذلك إلى ارتفاع أسعار الوقود واليد العاملة، وغياب التسعيرة الرسمية للمنتج، إضافة إلى الجفاف الذي فاقم ظاهرة “المعاومة”.
وتشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى أن الموسم الحالي هو “الأقسى منذ ستة عقود”، مع تسجيل بعض المناطق عجزًا مطريًا بلغ 59% مقارنة بالمعدلات الطبيعية، ما أدى إلى تراجع حاد في الإنتاج.
وفي ريف طرطوس، يقول محمود إسماعيل، المشرف على معصرة حمين، إن العمل هذا العام لم يتجاوز 3% من إنتاج الموسم الماضي، إذ توقفت المعصرة بعد خمسة أيام فقط، مقابل 64 يومًا في العام السابق.
كذلك خسر كثير من العمال الموسميين فرص عملهم، ومنهم نوفا التي كانت تعتمد على موسم القطاف كدخل شبه وحيد لأسرتها.
ويؤكد المزارعون والتجار أن الأزمة الحالية تتجاوز “المعاومة الطبيعية” وأنها تهدد موردًا اقتصاديًا جوهريًا. ويشير علي، أحد تجار الزيت في ريف اللاذقية، إلى أن عائلته الكبيرة لم تتمكن من تأمين مؤونتها السنوية، بعدما كانت تعتمد بشكل كامل على تجارة الزيت.
ورغم ذلك، يرى نصير أن التعافي ممكن “إذا توفرت الحماية والدعم للمزارعين”، مؤكدًا أن الزيتون لا يزال ثروة قابلة للنهوض، لكن ذلك يتطلب برامج فعلية للإرشاد الزراعي وتحسين أساليب القطاف والعصر والتخزين.
الأخبار












Discussion about this post