شبكة أخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
بعد مرور عام على سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، لا يزال المشهد السوري يعيش حالة من التناقض بين التفاؤل والقلق. فبينما خرج السوريون إلى الشوارع للاحتفال بانتهاء أربعة عشر عاماً من الحرب الأهلية، كشفت منظمة “أوبن دورز” الدولية، المعنية بدعم المسيحيين المضطهدين، أن المجتمع المسيحي شعر بالفرح لكنه في الوقت نفسه يعيش حالة من الخوف وعدم اليقين.
تغييرات إيجابية في الحياة اليومية
أشارت المنظمة إلى أن هناك مؤشرات إيجابية ظهرت خلال العام الماضي، منها تحسن خدمات الكهرباء، وانفتاح الأسواق، وتوفر فرص عمل جديدة، إضافة إلى زيادة ملحوظة في حرية التعبير والانخراط مجدداً مع المجتمع الدولي.
أزمات اقتصادية وأمنية
لكن هذه الصورة المتفائلة لا تعكس الواقع بالكامل، إذ تعاني البلاد أزمة سيولة خانقة تحد من قدرة المواطنين على الوصول إلى أموالهم ورواتبهم. كما فقد كثيرون وظائفهم في المؤسسات الحكومية والجيش السابق، ما دفع عائلاتهم إلى الفقر.
الأمر الأكثر خطورة يتمثل في انعدام الأمن وانتشار جرائم السطو والقتل، نتيجة ضعف الأجهزة الأمنية وتغير القوانين بشكل متكرر.
تصاعد العنف والاضطهاد
شهد العام الماضي أحداثاً دامية، منها مجازر استهدفت العلويين وأسفرت عن مقتل مسيحيين، إضافة إلى أعمال عنف في السويداء وتفجير كنيسة “مار إلياس” في دمشق. وأكدت المنظمة أن الحياة اليومية للمسيحيين أصبحت أكثر صعوبة بسبب أشكال متعددة من الاضطهاد، مع تزايد النفوذ الإسلامي داخل مؤسسات الدولة.
أوضحت تقارير أن الأطفال المسيحيين يتعرضون لإهانات في المدارس الحكومية، ما دفع بعض العائلات إلى نقل أبنائها إلى قرى ذات غالبية مسيحية. كما تواجه النساء المسيحيات مضايقات في الشوارع، بينما يتعرض رجال الدين للإساءة العلنية.
وفي المناطق الكردية، أغلقت السلطات 14 مدرسة مسيحية بعد فرض المناهج الكردية، قبل أن تسمح بإعادة فتحها بعد تأخير طويل.
البحث عن الأمان
كل هذه الظروف دفعت عدداً من المسيحيين إلى التفكير بالهجرة والبحث عن مكان آمن خارج سوريا. ورغم ذلك، تؤكد “أوبن دورز” أن المجتمع المسيحي لا يزال متمسكاً بإيمانه، وإن كان يعيش بين الأمل والخوف في سوريا الجديدة.
زمان الوصل












Discussion about this post