اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
مع دخول زمن الصوم المبارك لمدّة 50 يوماً، لدى الطوائف المسيحية ،تختلف طقوس تناول الطعام عند الكثيرين. فبين من يصوم من الساعة 12 ليلاً حتى الـ12 ظهراً، وبين من “يقطع” الأطعمة من مصادرها الحيوانية، يبقى الهدف واحد، وهو الحفاظ على صحّة جسمنا في هذه المرحلة التي تحمل قدسيتها ورمزيتها. فكيف نتبع عادات غذائية صحية لنظام نباتي متكامل خلال زمن الصوم؟
فوائد الصوم
فوائد الصوم لا تعد ولا تحصى، وفق ما أكّدته خبيرة التغذية عبير أبو رجيلي، مستندة إلى أبحاث علمية متقدّمة التي أظهرت قدرة الصوم على مكافحة الإلتهابات وأنواع عدّة من الحساسية.
وأشارت أبو رجيلي إلى أن الصوم يمكن أن يساعد في التصدي لالتهابات المفاصل مثلاً والصدفية، كما أنه يؤثر على مستوى السكر في الدم من خلال أثره الإيجابي على إنتاج الطاقة في الجسم، ممّا يعمل على خفض إنتاج الأنسولين.
إلى ذلك، يساعد الصوم على خفض نسبة الشحوم في الدم أي الكوليسترول، ما يحمي القلب والشرايين، كما أنه يقلل من ارتفاع ضغط الدم ويعود ذلك إلى تقليل الكثير من الصائمين من تناول الملح والصوديوم، ويلجأون بدلاً من هذه المواد إلى الخضار والفاكهة فيصومون عن تناول رقائق البطاطس “Chips” والمكسّرات المملحة.
كما أن الصوم قد يؤدي إلى خسارة الوزن من خلال اتباع نظام غذائي معيّن بحسب ما أفادت به أبو رجيلي، عن طريق اختيار الأطعمة التي يستهلكها الصائم خلال هذه المدة بطريقة ذكية وصحية كي لا يصاب بفقر الدم الناجم عن سوء التغذية وقلّة استهلاك اللحوم.
التعويض بالأطعمة النباتية
وشددت على أنه يجب على هذه الفئة من الأشخاص، التركيز على مصادر الحديد النباتية ودمجها مع الفيتامين سي، مثلاً، يمكن تناول العدس مع الحامض لأفضل توازن نباتي يؤمن الحديد للجسم بالطريقة الأمثل.
كما أنه على من “يقطع” اللحوم، الدجاج والبياض مثل الحليب والبيض والأجبان، الحرص على تناول الورقيات الخضراء بكل أنواعها بالإضافة إلى البقوليات، وفق أبو رجيلي.
وأشارت إلى أنه بما أن اللحوم معروفة باحتوائها على بروتينات أساسية لصحة الجسم وتعمل على مدّه بالطاقة، يجب البحث عنها في مصادر نباتية، كالبقوليات والحبوب مع الرز الأسمر، وذلك لتأمين كافة الأحماض الأمينية الأساسية.
من هنا، شددت على تناول المصادر النباتية كالكينوا الغنية بالبروتينات والفيتامنيات مثل الحديد، الفوسفور، الزنك، البوتاسيوم والمغنيسوم، والألياف الغذائية التي تساهم بتعزيز صحة الجهاز الهضمي ومحاربة أمراض مزمنة عدّة.
وبالنسبة لمن يصومون عن منتجات الألبان والأجبان، فلفتت أبو رجيلي إلى أنه من المرجّح أن يعانوا من النقص بالكالسيوم، لذلك يجب التعويض عن هذه المنتجات بمأكولات أخرى مثل السردين، السمسم، الورقيات الخضراء والبروكولي، مشددة أيضاً على أن الصوم عن البياض يعزز فقدان “الفيتامين د “وهو أساسي لدعم الجهاز المناعي، ويمكن إيجاده في الفطر على سبيل المثال.
كما دعت ابو رجيلي إلى ضرورة التركيز على البدائل الصحية وعلى أهمية الحصول على حصص جيدة من الخضار والفاكهة خلال فترة الصوم، لتأمين الفيتامينات اللازمة للجسم والمواد المضادة للأكسدة، كما يجب تناول الأطعمة المليئة بالفيتامين E مثل اللوز.
وأكدت أن تقسيم الوجبات خلال اليوم أمر أساسي لعدم اكتساب الوزن، مع أهمية الإنتباه لنسبة الزيوت المستخدمة في الطعام.
Discussion about this post