اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
تحسّن طفيف على حضور الطلاب.. الخوف يتحكّم بالأهالي لا ضمانات ولا طمأنة
ما تزال عشرات المدارس في الساحل السوري وريفه شبه خالية من الطلاب، مع دخول الأسبوع الخامس على التوالي من غياب العملية التعليمية، وسط استمرار مخاوف الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس نتيجة الأحداث الأخيرة والانتهاكات التي شهدتها المنطقة.
في مدرسة يونس حبيب سعيد المهنية باللاذقية، اقتصر الحضور اليوم على 15 طالباً فقط من أصل 80 طالباً في مادة تقنيات الحاسوب القسم العملي، وقال أحد الطلاب في المدرسة، إن كل زملائه في الريف غابوا عن الدوام اليوم، في مؤشر واضح على استمرار حالة القلق والرهبة لدى الأهالي.
وفي مدرسة ابتدائية تقع على شارع الثورة، لم يحضر سوى 15 طالباً من أصل 35 في إحدى شعب الصف الرابع الابتدائي، فيما أكدت إحدى المعلمات لـ”سناك سوري” أن نسبة الحضور في باقي الصفوف لم تتجاوز نصف العدد المسجل ولم يتجاوز عدد الطلاب الحاضرين 200 طالبا وطالبة، مشيرة أن يوم غد سيكون مذاكرات وتوقعت أن تكون نسب الحضور أفضل.
يختلف الحال في الريف، ففي إحدى المدارس التابعة لناحية الفاخورة، قال المدير لـ”سناك سوري”، إن 5 طلاب داوموا فقط طالبتان و3 طلاب من أصل 120 طالباً، مع دوام 8 معلمات من الكادر التعليمي، وهو ما يجعل إعطاء الحصص الدراسية أمراً شبه مستحيل بحسب إحدى المدرّسات، التي أضافت: «نأتي للمدرسة يومياً، ولكن الصفوف فارغة والأهالي لا يزالون خائفين».
في مدرسة القطرية ومزار القطرية، يبدو الوضع أفضل قليلاً بعض الأهالي أرسلوا أبناءهم للمدرسة الابتدائية، في حين لم يحضر طلاب المرحلة الثانوية.
في جبلة.. الحال ليس بأفضل
في مدرسة الضاحية الابتدائية، تواصل “سناك سوري” مع إحدى المعلمات التي أفادت بأن الدوام الصباحي شهد حضور 7 طلاب فقط، مع وجود الكادر الإداري والتدريسي بشكل كامل، وأضافت: «في الدوام الثاني حضر 25 طالبا وطالبة معظمهم من أبناء المعلمات أنفسهن العاملات بالمدرسة».
هذا الواقع ينسحب على غالبية المدارس الواقعة في المناطق القريبة من الطرقات الرئيسية أو المناطق التي شهدت توترات أمنية مثل الجبيبات، حيث تؤثر المخاوف اليومية بشكل مباشر على قرار الأهالي بإرسال أبنائهم للمدرسة، رغم محاولات الكوادر التعليمية الإبقاء على سير العملية التدريسية قدر الإمكان.
لكن الوضع في الريف بدا أفضل حالاً قليلاً، وتقول معلمة في قرية “الرعوش” بريف جبلة إن وضع الدوام اليوم أفضل بكثير، ووصفته أنه شبه طبيعي مع بعض الغيابات معربة عن أملها بتحسن الوضع شيئاً فشيئاً.
بانياس.. الأهالي خائفون
في مدينة بانياس تحديداً في حي القصور التي شهد مجزرة مروعة بحق المدنيين، لا دوام مدرسي إلا بالحدود الدنيا جداً، كما أن الحي قد أفرغ بشكل شبه كامل من سكانه، ومن تبقى منهم على قيد الحياة ينقل أغراض منزله باتجاه مناطق أخرى وغالباً ما يقصد الأرياف.
في قرية حريصون التابعة لمدينة بانياس، والتي شهدت مجزرة هي الأخرى، قالت والدة لثلاثة طلاب في الثالث الابتدائي والتاسع الإعدادي والعاشر الثانوي، إن صفحة المدرسة نشرت إعلاناً عن مذاكرات اليوم ومع ذلك فإنها لم ترسل أطفالها وكل جيرانها مثلها، مشيرة أنها تفضّل أن يخسروا عاماً دراسياً على أن تخسرهم خصوصاً مع استمرار الخوف والرعب الذي يجعل سكان القرية حبيسو منازلهم.
في بعض أرياف بانياس البعيدة مثل الجويبات وغيرها يبدو الوضع أفضل قليلاً، والحركة التعليمية لم تتأثر بدرجة كبيرة، في معظم القرى التي لم تشهد أي توترات وانتهاكات.
ويؤكد معلمون أن الخوف ما يزال سيد الموقف، خصوصاً في ظل غياب إجراءات حقيقية تبعث الطمأنينة في نفوس الأهالي، سواء عبر ضمان سلامة الطرق المؤدية إلى المدارس أو إصلاح الأضرار التي لحقت ببعض المباني التعليمية.
ويخشى العاملون في القطاع التربوي أن يؤدي استمرار الوضع الراهن إلى تعميق أزمة التعليم في المنطقة، خصوصاً مع اقتراب موعد الامتحانات وانتقال الطلاب إلى مراحل دراسية جديدة دون استكمال المناهج المطلوبة.
سناك سوري
Discussion about this post