اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
كشف محمد جابر، القائد السابق لميليشيا “صقور الصحراء” الموالية للنظام السوري، عن دعمه وإشرافه على الهجمات التي استهدفت قوات الأمن العام في الساحل السوري خلال شهر آذار الماضي. جاء ذلك خلال مقابلة أجراها مع قناة “المشهد” التي تبث من الإمارات.
وردّ جابر في حديثه على اتهامات مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، رامي عبد الرحمن، بتمويله للعملية، موضحًا أنه لم يكن مجرد ممول، بل كان المنسق والمشرف العسكري الفعلي بالتعاون مع العميد في الجيش السوري السابق، غياث دلة.
وبرّر جابر مشاركته في هذه العمليات بما قال إنها “انتهاكات” ارتكبها عناصر الأمن العام ضد المدنيين من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها، مشيرًا إلى أن النظام السوري الجديد قام بمصادرة ممتلكاته وأصوله في الساحل السوري، بما في ذلك عقارات وأموال.
وأكد جابر أن العميد غياث دلة هو من قاد العمليات ميدانيًا، مهدداً بتكرارها في حال استمر النظام في تجاهل مظالم الطائفة، ومعلناً رفضه التام للاعتراف بالحكومة السورية الحالية.
وكانت هجمات قد اندلعت بتاريخ 6 آذار في محافظتي اللاذقية وطرطوس، ونُسبت إلى مجموعات مرتبطة بفلول النظام السابق. ووفقًا لتقارير الشبكة السورية، فقد أسفرت تلك العمليات عن مقتل 172 من عناصر الأمن والجيش، بالإضافة إلى 211 مدنيًا، من ضمنهم عامل إنساني. كما تم توثيق سقوط 420 ضحية، من بينهم طواقم طبية وصحفيون، في حملات أمنية شنتها الفصائل الموالية للحكومة ردًا على تلك الهجمات.
من هو محمد جابر؟
محمد جابر يُعد من أبرز قادة “الشبيحة” الذين دعموا نظام بشار الأسد منذ بداية الثورة عام 2011. وهو مؤسس ميليشيا “صقور الصحراء” و”مغاوير البحر”، التي لعبت دورًا رئيسيًا في معارك متعددة بدعم روسي مباشر.
نشأ جابر في قرية الشلباطية بريف اللاذقية، وسط ظروف مادية صعبة، وبدأ مسيرته في التهريب قبل أن يقترب من فواز الأسد، ابن عم بشار الأسد، ويصبح أحد أبرز رجاله. لاحقًا أسس مع شقيقه أيمن شركة تُعنى بنقل الحديد، والتي استخدمت كغطاء لأعمالهم العسكرية والاقتصادية.
قاد محمد جابر معارك شرسة في حلب وحمص عام 2013، زاعمًا آنذاك أنه يحارب تنظيم “داعش”، فيما وجّهت له اتهامات بالإشراف على عمليات تعذيب وقتل خارج القانون ارتكبتها عناصره.
وانتشرت صورة له وهو يحمل رأسًا مقطوعًا في ريف حمص الشرقي، ما أثار موجة غضب عبر مواقع التواصل. تراجع نفوذه بعد دمج ميليشياته ضمن “الفيلق الخامس”، ومصادرة أموال شقيقه أيمن من قبل النظام.
بعد خلافات مع بشار الأسد، غادر جابر سوريا عام 2016، وحصل لاحقًا على الجنسية الروسية بوساطة من الرئيس فلاديمير بوتين، حيث يقيم حاليًا في موسكو.
أنقرة تحذّر من تدخل خارجي في أحداث الساحل
وفي سياق متصل، صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بأن أطرافًا خارجية تسعى لزعزعة الاستقرار في سوريا عبر تغذية الانقسامات الطائفية والعرقية، مشيرًا إلى أن تركيا تمتلك تقارير استخباراتية تؤكد تورط بعض الدول في أحداث الساحل الأخيرة، ويجري حاليًا تحليلها وتقييمها.
وأوضح فيدان خلال مقابلة مع قناة “UTV” العراقية أن عناصر من النظام السابق، وبعد أن فشلوا في استمالة الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، عمدوا إلى إثارة الفوضى بأنفسهم، مما تسبب بسقوط ضحايا من كافة الطوائف.
وشدد على أن تلك الممارسات مرفوضة بالكامل، سواء استهدفت السنّة أو العلويين، داعيًا الحكومة السورية إلى التزام الحياد، والعمل على التهدئة، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الجرائم المرتكبة.
سوريا اليوم
Discussion about this post