اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
دمشق – هالة إبراهيم
انضمت سورية رسمياً لمبادرة «الحزام والطريق» في كانون الثاني من عام 2022 واعتبر الرئيس الأسد في تصريحات سابقة له أن المبادرة شكلت تحولاً استراتيجياً على مستوى العلاقات الدولية في العالم، حيث تعتمد على الشراكة والمصالح المشتركة عوضاً عن محاولات الهيمنة التي يتبعها الغرب، لافتاً إلى أن الصين كدولة عظمى تحاول أن تعزز نفوذها في العالم بالاعتماد على الأصدقاء والمصالح المشتركة التي تؤدي إلى تحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية لدى كل الدول الموجودة في هذه المبادرة وتعزيز الاستقرار والازدهار في العالم.
تربطُ الصينَ وسورية علاقاتُ صداقةٍ تضربُ بجذورها في أعماق التاريخ. وقد أقامَ البلدان العلاقاتِ الدبلوماسيةَ رسميا في الأول من آب أغسطس عام 1956، حيث كانت سورية ثانيَ دولةٍ عربيةٍ، بعد مصر، أقامت جمهوريةُ الصين الشعبيةُ معها العلاقاتِ الدبلوماسية والعلاقاتِ الاقتصاديةِ والتجارية
بدأ التبادلُ التجاريُ بين الصينِ وسورية منذ زمنٍ بعيدٍ، حيث وصلَ طريقُ الحريرِ القديم المشهورِ دمشقَ وتدمر في سورية // وقَّعت الصينُ وسورية كثيرا من اتفاقياتِ التعاون الاقتصادي والتجاري، من أهمها: اتفاقيةُ التجارةِ والدفعِ واتفاقيةُ التجارة والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي ، اتفافيةُ التجارة ، اتفاقيةُ التجارة الطويلة المدى ، اتفاقيةُ تشجيعِ وحمايةِ الاستثمار، اتفاقيةُ التجارة والتعاونِ الاقتصادي والتكنولوجي (، اتفاقيةُ منعِ الازدواجِ الضريبي // بعد ذلك أقامت الحكومتان الصينيةُ والسوريةُ لجنةً اقتصاديةً وتجاريةً مشتركة،
وفي إطار العلاقاتِ المتميزةِ وقفت الصينُ إلى جانب سورية في أزمة الكورونا حيث سلمَت وزارةُ الصحةِ مساعداتٍ طبيةً لدعم استجابةِ القطاعِ الصحي لجائحة كورونا مُقَدَمَةً من جمهورية الصين الشعبية
وفي كانون الثاني / يناير 2022 وقعَت الصينُ وسوريا على مذكرة التفاهمِ الخاصةِ بالتعاون بين الحكومتين الصينية والسورية ضمن مبادرةِ الحزامِ والطريقِ في دمشق
شكّلَ دخولُ سوريا إلى مبادرةِ الحزامِ والطريقِ بدايةً جديدةً أكثرَ عمقا للعلاقات الصينية السورية ورسمَ أهمَّ معالمِ العلاقاتِ وسبلَ تطويرها
كما وقعت سورية والصين على مشروعٍ لتوريدِ تجهيزاتٍ خاصةٍ بالاتصالات والبرمجيات
في حزيران / يونيو 2022، أعلن السفيرُ الصينيُ السابقُ لدى دمشقَ، فينج بياو بدءَ المساهمةِ في إعادة الإعمار
قدمت الصينُ مساعداتِ اللقاحِ لسورية كما سلمت الحكومةَ السوريةَ مئةَ باصٍ مقدمةً من الصين كما إن الاستثمارَ الصيني في المعداتِ الطبيةِ يعتبرُ من أهم توجهاتِها
قدمت منحةً ماليةً بقيمة أربعين ألفَ دولارٍ أميركي لصالح “الأمانة السورية للتنمية” بحيِ باب شرقي بدمشقَ ومنحةً ماليةً تصلُ إلى سبعةٍ وثمانين ألفَ دولارٍ أميركي لمصلحة مستشفى الأطفال بدمشق
كما تقدمُ الصينُ دعمًا للحكومة السورية في مجال مشاريعِ التنميةِ وقدمت دعما كبيرًا خلال الزلزالِ الذي ضربَ البلادَ بدايةَ شباط / فبراير الماضي حينها قدمت الجاليةُ الصينيةُ في سورية مساعداتٍ إنسانيةً للمتضررين من الزلزال و مئتين وخمسًا وعشرين وحدةً سكنيةً مسبقةَ الصنعِ إضافةً إلى المساعداتِ الغذائيةِ وغيرِها من جمهورية الصين الشعبية
تُعدّ الصينُ “شريكاً موثوقاً” لسورية ، خصوصاً في المجال الاقتصادي وإعادةِ الإعمار // حيث إن الصينَ لديها القدرةُ على إنجاز البنى التحتيةِ في الإعمار في المناطق السكنية والمدنيةِ بسرعةٍ استثنائية
زيارةُ الرئيسِ الأسدِ والسيدةِ أسماء إلى الصين واللقاءاتُ مع الرئيسِ شي جين بينغ ومع مسؤولي القيادةِ الصينية، وكذلك الوفدُ السوريُ الكبيرُ المرافقُ في هذه الزيارةِ يُكسبُها أهميةً كبيرةً، ستشكلُ نقطةَ انطلاقٍ مهمةً على طريقِ التعافي الاقتصادي والسياسي في ظروفٍ دوليةٍ جديدةٍ تُنهي تدريجياً القطبية التي كانت أمريكا خلالها تسوقُ العالمَ باتجاه الهاوية.
Discussion about this post