نسج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اللذان يمسك كل منهما بمقاليد الحكم منذ أعوام طويلة، علاقة شخصية وثيقة اكتسبت أهمية أكبر بعد الحرب في أوكـ.
ـرانيا، ما يدفع للاعتقاد بأن بوتين كان ليقترع لصالح أردوغان فيما لو أتيح له الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية التركية؛ لتأثيرها على ملفات متشعبة من بينها سوريا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والطاقة.
ويقول الخبير السياسي الروسي فيودور لوكيانوف، إنّ أردوغان بالنسبة إلى بوتين هو حالة خاصة لأنه يمكن الاتفاق معه على مواضيع عدة، مضيفاً: إنّ “العلاقة الشخصية القديمة بين الرئيسين تساهم في ذلك بشكل كبير، فإنهما يفهمان بعضهما البعض بشكل جيد”، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، يرى دبلوماسي غربي عمل في موسكو والعاصمة التركية أنّ الروس تنفّسوا الصعداء بعد الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية، متابعاً: “كيف يمكن لهم أن يفضّلوا رئيساً غير أردوغان، زعيم القوة العسكرية الثانية في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة، والذي اختار الأسبوع الماضي أن يتحدث، وعبر شبكة “CNN” الأمريكية تحديداً، عن العلاقة المميّزة التي تربطه ببوتين؟”.
وكان أردوغان قد أكد، أنّ “تركيا وروسيا دولتان قويتان تربطهما علاقة إيجابية وتحتاجان بعضهما البعض في كل مجال”.
بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في وقتٍ سابق، رداً على سؤال بشأن أسباب التفاهم بين الرئيسين بوتين وأردوغان: “رجلَي دولة يحترم كل منهما كلمته”.
في المقابل، أثار كيليتشدار أوغلو حفيظة روسيا بعدما اتهمها مطلع أيّار الجاري، بالتدخل في الحملة الانتخابية، وهو ما نفته موسكو بشدّة.
وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير الروسي لوكيانوف أن “فوز كيليتشدار أوغلو في الانتخابات سيمثّل خطراً على مستقبل العلاقات الروسية- التركية”، مشيراً إلى “إمكان أن يؤدي فوز كهذا إلى تحسن العلاقات بين أنقرة وبعض حلفائها في الناتو، بعدما شابها توتر على خلفية قيام أردوغان بشراء أنظمة “إس-400″ للدفاع الجوي من روسيا، ما أثار انتقادات واسعة من حلفائه خصوصا الولايات المتحدة”.
وفي الملف السوري، لم تكن العلاقات بين موسكو وأنقرة في أفضل أحوالها، إذ شهدت توتراً حاداً في 2015 عندما أسقطت تركيا طائرة حربية روسية عند حدودها مع سوريا، كانت تشارك في إطارعمليات بدأتها موسكو تلبيةً لدعوة من الجانب السوري في هذا الخصوص، غير أنه في كانون الثاني 2017، شكّلت روسيا رفقة تركيا وإيران، صيغة “آستانة” للمفاوضات التي نتج عنها خمس مناطق لخفض التصعيد في سوريا.
وفي كانون الأول 2022، شهدت موسكو أول اجتماع علني بين وزراء دفاع واستخبارات روسيا وتركيا وسوريا، تتويجاً لمسار التقارب التركي- السوري.
وكالات
Discussion about this post