كشفت محاولة جديدة من جانب بريطانيا وهولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز F-16 عن أحدث خطوط الصدع بين الحلفاء الغربيين الذين تجادلوا مرارًا وتكرارًا بشأن إرسال أسلحة حرب قوية.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، “فإن العديد من الحلفاء الأوروبيين على استعداد لتسليم طائراتهم من طراز F-16 إلى أوكرانيا. لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي يجب أن توافق على أي نقل للطائرات الأميركية الصنع، لا تزال غير مقتنعة بأن أوكرانيا بحاجة إلى الطائرات الباهظة الثمن، والتي تعد عنصرًا أساسيًا في العديد من الترسانات العسكرية الحديثة. إن شكوك واشنطن عميقة للغاية لدرجة أن طياري كييف لا يُسمح لهم حاليًا بالتدريب على طائرات F-16 المملوكة من دول أوروبية، وفقًا لمسؤول أوكراني كبير تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة القضية الدبلوماسية الحساسة بصراحة”.
وتابعت الصحيفة، “إن التردد الأميركي في السماح بالتدريب سيحد بشدة من تحالف أوروبي جديد مقترح لمساعدة أوكرانيا في الحصول على طائرات F-16 والطيران، سواء في الصراع الحالي أو للحماية من أي اعتداءات مستقبلية من جانب موسكو بعد أن حول الغرب تركيزه عن الحرب التي استمرت 15 شهرًا. وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس يوم الأربعاء في برلين إن “المهم حقًا هنا هو الإشارة إلى روسيا بأننا كدول ليس لدينا اعتراض فلسفي أو مبدئي على تزويد أوكرانيا بالقدرات التي تحتاجها، اعتمادًا على ما يجري في ساحة المعركة”. وأضاف: “الأمر متروك للبيت الأبيض ليقرر ما إذا كان يريد إطلاق تلك التكنولوجيا”.”
وأضافت الصحيفة، “في واشنطن، قال مسؤول أميركي كبير إن إدارة بايدن لا تزال مترددة في إرسال طائرات F-16 الخاصة بها إلى أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن سعر الطائرة الذي يبلغ ملايين الدولارات سيستهلك الكثير من الأموال المتضائلة بالفعل من تمويل الحرب. وبدلاً من ذلك، قال المسؤول الأميركي، فإن الإدارة مهتمة أكثر بتسريع وصول أسلحة أميركية أخرى إلى أوكرانيا في الوقت المناسب لشن هجوم مضاد ضد روسيا، وعلى أي حال، لن تصل الطائرات إلى ساحة المعركة قبل عدة أشهر على الأقل. وتحدث المسؤول الأميركي أيضًا شريطة عدم الكشف عن هويته، كما فعل أربعة مسؤولين غربيين كبار آخرين في واشنطن وأوروبا تمت مقابلتهم من أجل هذه القضية”.
وبحسب الصحيفة، “لن تكون هذه هي المرة الأولى التي تقاوم فيها إدارة بايدن مطالب الحلفاء بإرسال أسلحة أكثر قوة وتطوراً إلى أوكرانيا. ولم يستبعد المسؤول الأميركي إمكانية قيام إدارة بايدن بإصدار تراخيص إعادة تصدير للجيوش الأوروبية. وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، بعد أن أعلنت بريطانيا وهولندا ما يسمى بـ “التحالف المقاتل”، تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الهولندي، ووبكي هوكسترا، عبر الهاتف لمناقشة الملف الأوكراني وقضايا أخرى. وقال هوكسترا يوم الأربعاء “لم نتوصل إلى حل بعد” في ما وصفه دبلوماسي أوروبي كبير آخر بأنه مناقشة بطيئة الحركة وصعبة”.
وتابعت الصحيفة، “هولندا هي واحدة من أربع دول أوروبية قال المسؤول الأوكراني الكبير إنها أشارت بهدوء إلى أنها مستعدة لإرسال طائرات F-16 إلى كييف. يمكن لأسطولها، إلى جانب أسطول الدنمارك وبلجيكا، توفير ما لا يقل عن 125 طائرة من طراز F-16 جاهزة للقتال، وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث بريطاني يقيم المخزونات العسكرية على مستوى العالم. وقال المسؤول الأوكراني إن النرويج مستعدة أيضًا للمساهمة. وقال المسؤول إن كييف تطلب – في الوقت الحالي على الأقل – ما بين 24 و36 طائرة فقط”.
وأضافت الصحيفة، “في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إن المملكة المتحدة ستبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين، بدءًا من هذا الصيف. جاء إعلانه خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن. ومع ذلك، فبدون الموافقة الأميركية الصريحة، من المرجح أن يقتصر التدريب على ما وصفه المسؤول الأوكراني الكبير بأنه مجرد لغة تقنية ودروس تكتيكية يمكن أن يتعلمها الطيارون، دون لمس طائرة F-16. مع رادارها القوي الذي يمكنه رصد الأهداف من على بعد مئات الأميال والصواريخ الحديثة، تحتوي الطائرة F-16 على أنظمة سرية وأنظمة أخرى شديدة التقييد. ولا ترغب الولايات المتحدة في الكشف عن طريقة بنائها لهذا الأنظمة كما ولا ترغب في وقوعها في أيدي معادية”.
وبحسب الصحيفة، “في الشهر الماضي، قالت بولندا وسلوفاكيا إنهما أرسلتا إلى أوكرانيا أكثر من 20 طائرة مقاتلة من طراز MiG-29 من الحقبة السوفيتية قبل الهجوم المضاد. لكن قادة أوكرانيا قالوا إن مقاتلات F-16 مجهزة بشكل أفضل للحماية من الضربات الجوية وتجنب الطائرات الحربية الروسية. لقد قاومت إدارة بايدن مرارًا إرسال أسلحة أكثر قوة إلى أوكرانيا خوفًا من تصعيد موسكو لهجماتها. وحث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الشهر الماضي على أن “إرسال طائرات F-16 لأوكرانيا سيساهم في ردع روسيا بدلاً من”استفزازها”. وأضاف: “حان الوقت لاتخاذ هذه الخطوة”.”
وتابعت الصحيفة، “قال الخبير العسكري دوغلاس باري إن الطائرات المقاتلة يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في الدفاع عن أوكرانيا، بما في ذلك “الاستمرار في حرمان الروس من نوع التفوق الجوي الذي فشلوا في تحقيقه”. لكن المسؤولين الأوكرانيين يقولون إنهم قلقون بشكل خاص من الولايات المتحدة، حيث يتساءل بعض الجمهوريين، بمن فيهم المرشحون في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، عن مدى الدعم الذي يجب أن تقدمه البلاد إلى أوكرانيا”.
ترجمة رنا قرعة
Discussion about this post