أكّد الإعلامي ورئيس تحرير جريدة رأي اليوم الإلكترونية عبد الباري عطوان أنّ دمشق تتعافى وتعود بقوّةٍ رغم كلّ المؤامرات التّي رُصدت لها مئات مليارات الدّولارات، فقد استطاعت أن تظلّ قوية ومتماسكة بشعبها.
وخلال حوار خاص مع “شام إف إم” أشار عطوان إلى أنّ العرب ارتكبوا خطيئةً بانخراطهم في مؤامرات ضدّ سورية، والآن هم يحاولون التّكفير عن هذه الخطيئة، مضيفاً أن دمشق لم تغادر موقفها أو موقعها ولم تستجدِ أحداً ولم تقدّم أيّ تنازل.
وبيّن عطوان أنه عند استبعاد سورية من الجامعة العربية اتفقت 20 من أصل 22 دولة على الإبعاد، أمّا العودة فتمّت بالإجماع، منوّهاً إلى أن قطر تتعرّض لضغوطٍ أمريكيّة حتى ترفض عودة دمشق إلى الجامعة، ومضيفاً أن الدول العربية هي المستفيدة من عودة دمشق، التي هي أول ضربة شبه قاضية لقانون قيصر.
وفي سؤال عن الاتّفاق السعوديّ الإيرانيّ أوضح الإعلامي عبد الباري عطوان أن ذريعة محاربة سورية طيلة فترة الأزمة، قربها من إيران وتحالفها معها، لكنّ العرب أدركوا حالياً أنّ العَدَاء مع طهران لا يفيدهم، مشيراً إلى أنّ أوّل ثمار الاتفاق هو هدوء اليمن واعتراف المملكة السعودية بحكم الحوثيين، الأمر الذي وفّر عليهم 200 مليار دولار سنوياً، وهي تكاليف حرب اليمن، أما سورية فاستفادت من دفن الفتنة المذهبية بعد هذا الاتفاق.
وأضاف عطوان أن الرئيس الأسد أصبح متأكداً من تغيّر سياسة السعودية بشكلٍ جذريّ وعنوان هذا التغيّر هو “التمرّد على الهيمنة الأمريكية” على العرب بشكلٍ عام وعليها بشكلٍ خاص، وأضاف: “الولايات المتحدة تقول إنّ الرياض لم تعد حليفتنا والتغيّر بدأ بسبب الخذلان الأمريكي في الحرب اليمنية وخرق اتفاقية الحماية الموقعة بين عبد العزيز آل سعود وروزفلت”، مضيفاً: ” السعودية أدركت أنه لا يمكن اعتماد واشنطن كحليف، فكانت أوّل خطوةٍ لها هي التوقيع مع بوتين والاتفاق مع “أوبك بلاس”، ما أدى إلى ارتفاع سعر برميل النفط من 40 إلى 100 دولار، الأمر الذي انعكس اقتصادياً بشكل جيّد على موسكو”، كما تُوّجَ التمدّد أيضاً بالتوجّه إلى الصين وعقد العديد من الاتفاقيات.
وذكر الرئيس تحرير “رأي اليوم” أنّ الأردن كانت آخر العائدين إلى دمشق بعد عودة العرب سورية، رغم كلّ ما قدّمته لها الأخيرة من مساعدات في الكثير من المراحل السابقة، والسببب هو الإملاءات الأمريكية.
وشدّد عطوان على أنه لن يكون هناك تطبيعٌ سوريّ تركيّ إلّا بعد الانسحاب التّركي الكامل من الأراضي السورية التي احتلتها أنقرة، قائلاً: “الآن الرئيس الأسد هو من يحدّد الفائز في الانتخابات التركية”، مؤكداً أنّ هذا التطبيع لن يؤثّر على العلاقات السورية الإيرانية التي وصفها بالاستراتيجية، والتي لا يمكن أن تتأثّر بأيّ علاقاتٍ أخرى منذ عهد الراحل حافظ الأسد.
وتحدّث عطوان عن موقف حركة حماس الأخير قائلاً: “حماس أخطأت لكن كانت سبّاقة للتكفير عن أخطائها مع سورية، التي قالت لهم أهلاَ وسهلاَ رغم كلّ ما عانته، مشيراً إلى أن “إسرائيل” لم تقتحم غزّة منذ 2004 بسبب الصواريخ التي كانت تصل من سورية إلى الفصائل الفلسطينية ومنهم حماس في غزّة.
وبكلمةٍ أخيرة أشار عطوان إلى أن العملية الروسية الأوكرانية “نعمة” لأن الأزمات والحروب انتقلت للغرب وأمريكا وشغَلتهما عنّا،
مضيفاً أن نظام العالم يتغيّر اليوم وستنتهي هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي، ونحن كعربٍ مقدمون على مرحلة جديدة مختلفة لم يعد فيها لواشنطن وحلفائها دور.
Discussion about this post