شبكة أخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
مع اقتراب الذكرى الأولى لسقوط النظام السابق وتسلّم الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع زمام البلاد، تبدو سوريا غارقة في شبكة معقّدة من التحديات الأمنية والسياسية، داخلياً وإقليمياً. ورغم الدعم الإقليمي القوي الذي تلقّته السلطة الجديدة، خصوصاً من السعودية وتركيا، إلا أن حالة الاستقرار الهشّة ما تزال مهددة بالانهيار في أي لحظة وسط تصاعد المخاطر في الجنوب والشمال.
الجنوب السوري.. إسرائيل تعيد رسم قواعد اللعبة
أحدثت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمنطقة الحدودية السورية المحتلة صدمة سياسية واسعة، لا سيما أنها ترافقت مع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي على ارتفاعات منخفضة فوق عدة محافظات سورية وصولاً إلى محيط إدلب.
الزيارة جاءت في وقت حساس، تزامن مع تعثر المفاوضات الأمنية بين دمشق وتل أبيب برعاية أمريكية، نتيجة إصرار إسرائيل على عدم الانسحاب من المناطق التي احتلتها بعد سقوط النظام السابق في ديسمبر 2024.
وترى مراقبة أن هذه التحركات تحمل رسالة واضحة مفادها أن:
إسرائيل بصدد فرض واقع جديد في الجنوب
لا نية لديها لتقديم تنازلات
وهي مستعدة لتوسيع قواعد الاشتباك خارج الجولان
نتنياهو نفسه أكد خلال زيارته الأخيرة أن إسرائيل لن تفرّط بأمن حدودها، وأن حماية الأقليات – ولا سيما الدروز – “مبدأ ثابت سواء تم التوصل لاتفاق مع دمشق أم لا”.
ورغم إدانة سوريا السريعة للزيارة واعتبارها “اعتداءً خطيراً على السيادة”، إلا أن تل أبيب تدرك حدود قدرة دمشق على الرد، مهما كان الدعم الأمريكي قائماً، ما يثير مخاوف من:
عودة ملف السويداء إلى الواجهة كورقة ضغط إسرائيلية
تجميد الملف الأمني وربما انهيار المفاوضات بالكامل
الشمال السوري.. احتكاك متصاعد بين دمشق و”قسد”
في الشمال، عاد التوتر الميداني إلى الواجهة بعدما هاجمت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” نقاط انتشار للجيش السوري في منطقة معدان بريف الرقة، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة آخرين، وفق وزارة الدفاع السورية.
الجيش ردّ بعملية عسكرية استعادت المواقع، لكن الحادثة أعادت تسليط الضوء على:
اتساع فجوة الثقة بين دمشق و”قسد”
رفض الأكراد العودة إلى نموذج الحكم المركزي السابق
قائد “قسد” مظلوم عبدي أكد بشكل واضح أن:
“سوريا لن تعود إلى النظام المركزي بعد 15 عاماً من الحرب.”
وشدد خلال مشاركته في منتدى دهوك للسلام على ضرورة:
إقرار صيغة دستورية لا مركزية
تثبيت التمثيل السياسي الكردي
ترسيم العلاقة المستقبلية لـ”قسد” مع الجيش الجديد
دمشق، بالمقابل، ترفض بشدة اللامركزية بالشكل الذي تطالب به “قسد”، لكن الطرفين يؤكدان – ولو شكلياً – الاستعداد للحوار وتجنّب الانزلاق إلى مواجهة شاملة، الأمر الذي يجعل:
المشهد مفتوحاً بين التصعيد المستمر
أو تسوية سياسية بضمانات دولية
سلطة انتقالية تحت الضغط.. ومسار هشّ يحتاج تثبيتاً
وسط تحركات إقليمية متسارعة، وضغوط أمنية داخلية، تجد الحكومة الانتقالية نفسها أمام واحدة من أخطر مراحل عملها:
كيف يمكن تثبيت الدولة ومنع انهيار مسار الانتقال، في ظل تصاعد التوتر جنوباً وشمالاً؟
الجواب حتى الآن غير محسوم، لكن المؤكد أن سوريا تعيش لحظة فارقة، وأن أي خطأ في الحسابات قد يعيد البلاد إلى نقطة الصفر.
هاشتاغ سوريا












Discussion about this post