اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
بدأت الكثير من المعلومات تتكشف عن منفذ هجوم الدهس بسيارة الذي استهدف حشدا في سوق لعيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ في ألمانيا.
وكانت آخر حصيلة للهجوم بلغت خمسة قتلى وإصابة نحو 200 آخرين، كثيرون منهم في حالة خطرة، وفقا للسلطات الألمانية.
كان المُنفّذ يقود سيارة دفع رباعي سوداء اخترقت حواجز أمنية، ثم أكمل القيادة في شكل مُتعرّج داخل السوق، وفقا لروايات زوار نقلها موقع “فولكسشتيمي” الإخباري المحلي.
وأظهر مقطع مصور منشور على مواقع التواصل الاجتماعي من موقع أعلى السوق سيارة تسير بسرعة وسط حشد يسير بين صفين من أكشاك السوق. ويمكن رؤية الناس وقد يسقطون على الأرض ويهرولون مبتعدين.
ونشرت صحيفة “بيلد” الألمانية صورا لمنفذ هجوم الدهس، ولقطات شاشة من تغريداته على تويتر.
طبيب نفسي
لا تزال دوافع منفذ الهجوم غير واضحة حتى الآن، إلا أن الكثير من المعلومات بشأن نشأته وأفكاره بدأت تتكشف شيئا فشيئا.
ألقت السلطات القبض على رجل سعودي للاشتباه بتنفيذه الجريمة وهو طبيب يبلغ من العمر 50 عاما ويدعى طالب عبد المحسن، وفتشت الشرطة منزله الليلة الماضية.
وصل عبد المحسن إلى ألمانيا عام 2006 وحصل على وضع لاجئ، كما عمل في منطقة ساكسونيا أنهالت التي تقع عاصمتها ماغدبورغ على بُعد 160 كيلومترا من برلين.
ووفقا لصحيفة “فايننشال تايمز” كان الرجل معروفا بين المهاجرين السعوديين، كما كان يساعد طالبي اللجوء خصوصا النساء.
وتنقل الصحيفة عن تقارير إعلامية ألمانية القول إن المشتبه به ولد في مدينة الهفوف التابعة للإحساء في السعودية وجاء إلى ألمانيا في مارس 2006 للدراسة.
وفي يوليو 2016، تم منحه وضع اللاجئ بعد أن ادعى أنه تلقى تهديدات بالقتل بسبب خروجه عن الإسلام.
قالت السلطات إنه كان يعمل كطبيب ومعالج نفسي في بيرنبورغ، وهي بلدة تضم 32 ألف نسمة.
أفادت صحيفة “دير شبيغل” أنه كان ناشطا ساعد الأشخاص، وخاصة النساء، على الفرار من السعودية، وكان يدير موقعا على الإنترنت يقدم معلومات حول نظام اللجوء الألماني.
معادٍ للإسلام
بحسب وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر فإن المشتبه به، الذي أعتقل بعد الهجوم، معادٍ للإسلام.
أحجمت الوزيرة عن التعليق على الانتماءات السياسية للرجل، إلا أن مجلة دير شبيغل ذكرت أن المشتبه به متعاطف مع أفكار حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، دون أن تذكر مصدر هذه المعلومة.
وقالت صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ” إنها أجرت مقابلة مع المشتبه به في عام 2019، ووصفته بأنه ناشط مناهض للإسلام.
ونقل عنه قوله “أناس مثلي، لديهم خلفية إسلامية لكنهم لم يعودوا مؤمنين، لا يقابلهم المسلمون هنا بتفهم أو تسامح. أنا أشد منتقدي الإسلام. إذا كنت لا تصدقني، اسأل العرب”.
في إحدى المقابلات مع صحف ألمانية قال إنه “ارتد” عن الدين في عام 1997.
وأضاف: “كنت أجد الحياة في السعودية معاناة، عليك أن تتظاهر بأنك مسلم وتتبع جميع الطقوس. كنت أعرف أنني لا أستطيع العيش في خوف، وعندما أدركت أنه حتى النشاط السري سيعرض حياتي للخطر كمسلم سابق من السعودية، تقدمت بطلب للجوء”.
وفي مقابلة أخرى، قال إنه كتب منشورات تنتقد الإسلام في منتدى على الإنترنت كان يديره الناشط رائف بدوي، وتلقى بعدها تهديدات بالقتل.
وأضاف: “كانوا يريدون ذبحي إذا عدت إلى السعودية. لم يكن من المنطقي أن أعرض نفسي لخطر العودة ثم القتل”.
تقول صحيفة “فايننشال تايمز” إن عبد المحسن تبنى في الأشهر الأخيرة موقفا منتقدا للغاية تجاه السلطات الألمانية بسبب سياساتها في الهجرة.
وفي منشور له على “إكس” في نوفمبر دعا ألمانيا إلى “حماية حدودها ضد الهجرة غير القانونية”.
وكتب في المنشور: “أصبح من الواضح أن سياسة الحدود المفتوحة لألمانيا كانت خطة المستشارة السابقة أنغيلا ميركل لأسلمة أوروبا”.
كما طالب ألمانيا بإلغاء أجزاء من قانون العقوبات التي يقول إنها “تحدّ من حرية التعبير” من خلال “جعل إهانة أو التقليل من شأن العقائد أو الممارسات الدينية جريمة”.
يحتوي ملفه الشخصي على “إكس” على صورة لرشاش آلي ويدعي أن “ألمانيا تطارد طالبي اللجوء السعوديين النساء، داخل وخارج ألمانيا، لتدمير حياتهن”.
في وقت سابق من هذا الشهر، أجرى مقابلة مع مدونة معادية للإسلام، حيث اتهم السلطات الألمانية بتنفيذ عملية سرية لملاحقة السعوديين الذين تركوا الإسلام، في حين تمنح اللجوء للجهاديين السوريين، وفقا للصحيفة.
وأعربت السعودية عن “إدانتها” لواقعة الدهس مبديةً “تضامنها” مع برلين.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان عبر منصة “إكس” السبت “تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية حادثة الدهس… معبرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا. وتؤكد المملكة موقفها في نبذ العنف”.
وقال مصدر سعودي لرويترز إن المملكة حذرت السلطات الألمانية من المهاجم بعد أن نشر آراء متطرفة تهدد السلم والأمن على حسابه الشخصي على موقع إكس.
الحرة – واشنطن
Discussion about this post