اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
نجح الجيش السوري في وقف تقدّم المسلحين، وبدأ رسم خريطة سيطرة جديدة بعد إبعادهم عن مناطق عديدة في ريف حماه حاولوا اختراقها.
كما نجح في التقدم في ريفَي حماه وحلب الجنوبي، حيث تدور اشتباكات على محور خناصر الاستراتيجي، الذي يمثل بوابة حلب الجنوبية الشرقية. ويأتي ذلك في وقت يستمر فيه الحراك السياسي العربي – الإقليمي حول سورية، بعد الزيارة العاجلة التي أجراها وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى دمشق، وانطلق منها نحو أنقرة، حيث أكّد من تركيا دعم بلاده المطلق للحكومة السورية في حربها ضد الإرهاب، مشدّداً على أن «المقاومة ستساند الجيش السوري».
وأشار عراقجي، الذي عقد اجتماعاً مطوّلاً مع نظيره التركي، حاقان فيدان، إلى أن «المنظمات الإرهابية» في سورية تنسّق مع إسرائيل وأميركا، داعياً أنقرة إلى لعب دور أكبر وفق مسار «أستانا»، الذي اعتبره عراقجي مرجعية يمكن الاعتماد عليها، وهو ما وافق عليه الوزير التركي، الذي تحدّث عن احتمال عقد لقاء ثلاثي للدول الضامنة لهذا المسار (تركيا وروسيا وإيران)، محمّلاً في الوقت ذاته الحكومة السورية مسؤولية التطورات الأخيرة.
وقال فيدان إن «غياب الحوار بين النظام والمعارضة أوصل المشكلة إلى هذه النقطة»، مضيفاً أن «التطورات الأخيرة تظهر مرة أخرى أنه يتعيّن على دمشق التوصل إلى تسوية مع شعبها والمعارضة الشرعية»، على حد تعبيره.
وفي اتصال هاتفي بين الرئيسين، السوري بشار الأسد، والإيراني مسعود بزشكيان، أكّد الأسد أن ما يحصل من تصعيد إرهابي يعكس أهدافاً بعيدة في محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد وفقاً لمصالح وغايات أميركا والغرب، مضيفاً أن «هذا التصعيد لن يزيد سورية وجيشها إلا إصراراً على المزيد من المواجهة للقضاء على أذرع الإرهاب في كامل الأراضي السورية».
ونبّه الرئيس الإيراني، بدوره، إلى أن «المساس بوحدة سورية هو ضرب للمنطقة واستقرارها ووحدة دولها»، مشيراً إلى أن «الأطماع الإسرائيلية الأميركية واضحة في استهداف دول المنطقة وشعوبها، وأن ما يحصل في سورية هو وجه لتلك الأطماع».
وفي وقت أكّد فيه العراق دعمه لسورية، نفى رئيس هيئة «الحشد الشعبي» العراقية، فالح الفياض، «بشكل قاطع» ما أشيع عن دخول وحدات من «الحشد» إلى مناطق في سورية، مضيفاً أن «الحشد لا يعمل خارج العراق» وأن «الخطوط الدفاعية مع سورية حصينة». وشدّد على أن «الحشد والقوات الأمنية كافة تحت إمرة العمليات المشتركة (القيادة العسكرية في الجيش العراقي)».
يعقد «مجلس الأمن» جلسة طارئة لمناقشة الهجوم الإرهابي على الشمال السوري والوضع في حلب
إلى ذلك، عقد اجتماع طارئ في «مجلس الأمن»، بطلب من دمشق، لمناقشة الهجوم الإرهابي على الشمال السوري والوضع في حلب.
وحظي الطلب السوري بدعم من الجزائر (العضو العربي في مجلس الأمن) وروسيا والصين وغويانا وموزامبيق وسيراليون. كما عقد السفير السوري في روسيا، بشار الجعفري، اجتماعاً مطوّلاً مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الذي أكّد تضامن موسكو مع القيادة السورية، مضيفاً أن روسيا تدعم جهود دمشق لتحقيق استقرار الوضع في البلاد. وذكر بيان للخارجية الروسية أن الجانب الروسي أكّد «موقفه المبدئي والثابت الداعم لضرورة احترام وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها».
على الصعيد الميداني، تؤكد مصادر ميدانية تحدّثت إلى «الأخبار»، أن القيادة العسكرية السورية أوكلت مهمة قيادة العمليات الهجومية لاستعادة المناطق التي دخلتها الفصائل المسلحة، بقيادة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة – فرع تنظيم القاعدة السابق في سوريا)، للقائد العسكري الشهير، سهيل الحسن، الذي قاد عمليات استعادة حلب عام 2016، كما تم تعيينه قائداً لـ«الفرقة 25»، التي شكّلت العمود الفقري لتلك العمليات.
ويستبطن هذا التعيين، بحسب المصادر، إشارة إلى أن الجيش السوري، وبعد استعداداته الطويلة نسبياً، يتجهز لمعركة كبيرة قد يذهب فيها بعيداً، وتتجاوز حدود «أستانا» ومناطق «خفض التصعيد»، خصوصاً أن الفصائل هي التي خرقت هذه الاتفاقية، وأن من يقود الهجوم فصيل مصنّف على لوائح الإرهاب.
وكانت وزارة الدفاع السورية أكّدت، في بيان، أن قوات الجيش السوري تتابع تصديها للفصائل الإرهابية، مشيرة إلى أن سلاح الجو السوري دمّر، بإسناد من القوات الجوية الروسية، 5 مقرات قيادة و7 مستودعات للإرهابيين في ريفي حلب وإدلب، في وقت أعلن فيه «مركز التنسيق الروسي» في حميميم أنه «تم القضاء على أكثر من 400 إرهابي في ريفي حلب وإدلب خلال الساعات الأخيرة».
وفي خطوة استباقية، حذّرت مصادر روسية من استعدادات تجريها «هيئة تحرير الشام» الإرهابية لتلفيق هجمات كيماوية على يد الجيش السوري، في وقت نقلت فيه وكالة «سوبتنيك» عن مصادر أن ضباطاً من الاستخبارات الأوكرانية دخلوا إلى الأراضي السورية وأجروا جولة في «مركز البحوث العلمية» في السفيرة، علماً أن هذا المركز – الذي تعتبره إسرائيل أحد أبرز المراكز التي ساهمت في تقديم الدعم لـ«حزب الله» – تعرّض لاعتداءات إسرائيلية عديدة، وقام مسلّحون باغتيال مديره، الدكتور يروانت أرسلانيان، بعد وصولهم إليه.
وتلعب أوكرانيا دوراً كبيراً في الحرب الدائرة في الشمال السوري عبر دعم «هيئة تحرير الشام» التي قادت الهجوم بطائرات مُسيّرة فرنسية، شكّلت أحد أبرز الأسلحة التي تم استعمالها لاستهداف الجيش السوري.
وفي هذا السياق، لا تستبعد المصادر الميدانية تورط فرنسا بشكل مباشر في دعم «الهيئة»، في سياق محاولاتها المستمرة للانخراط في الحرب السورية من جهة، واستهداف المصالح الروسية من جهة أخرى.
وعلى الصعيد المعيشي في حلب، يعيش أبناء المدينة حالة خوف وترقب، في انتظار معرفة ما ستؤول إليه الأمور، في وقت قامت فيه «هيئة تحرير الشام» بقطع الاتصالات الخلوية السورية عن بعض المناطق، وبدء تشغيل المشغّل التركي الذي يعمل في إدلب بشكل تدريجي، بدءاً من أحياء غرب المدينة التي باتت جميع الطرق المؤدية إليها مقطوعة.
الأخبار
Discussion about this post