اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
دمشق -الدكتور محمد الجبالي
أنظار المواطنين تترقب ما ستقوم به الحكومة الجديدة متأملين أن تكون أولى قراراتها تصب في صالح المواطن والاقتصاد.
ولا يخفى على أحد حجم العقبات الكبيرة التي تواجه العملية الإنتاجية وأيضا حجم التحديات التي يخوضها المواطن في ظل ارتفاع الأسعار وضعف الخدمات حاليا.
ومن يراقب تصريحات قطاع الأعمال يستطيع ان يبلور هذه العقبات والتي تم طرحها في الكثير من المناسبات واللقاءات عبر الإعلام الوطني، ومنها قضية حوامل الطاقة وندرتها وأيضا منصة تمويل المستوردات والضرائب والرسوم المرتفعة، وعدم استقرار التشريعات التجارية والتي من شأنها إرباك العمل وغيرها الكثير من المعوقات
ونجد أن قطاع الأعمال من صناعيين وتجار، قد طرحوا هذه المشكلات في مناسبات عديدة، والأمل معقود على الحكومة الجديدة أن تفعل دور التشاركية في اتخاذ القرارات الاقتصادية التي تمس عمل قطاع الأعمال بشقيه التجاري والصناعي، والعمل على تذليل هذه الصعوبات، ولو بشكل تدريجي، للنهوض بالاقتصاد الوطني ودفع عجلة التنمية والإنتاج وتحقيق الفائدة القصوى من مقدرات البلاد.
أما المواطنين، فهواجسهم كثيرة، اولها ضعف الدخول، والذي دفع بالكثير من المواطنين إلى اتباع سياسات تقشفية، واقتصر انفاق معظم الأسر على الأساسيات فقط وبحدودها الدنيا، وفق العديد من الخبراء والباحثين، فالفجوة كبيرة بين الدخل والإنفاق، ولا يمكن تنشيط أي عملية تجارية أو صناعية إلا بتحريك الدخل ليصبح متوازي مع الإنفاق، ومحاربة الغلاء، ومحاسبة المستغلين والمحتكرين والمتلاعبين بقوت المواطن وخدماته وسلعه.
ولا يمكن لأي عمل أن ينجح دون أن يكون مبني على قاعدة بيانات دقيقة وواقعية، وهنا تبرز أهمية أن تعمل الحكومة على تفعيل العمل الإحصائي الدقيق في كل المجالات سواء الصناعية أو التجارية أو الزراعية والخدمية والمعيشية، وإعادة تقييم أي قرار صادر لمعرفة أثاره الإيجابية ومعالجة السلبية منه.
الآمال معقودة على الحكومة الجديدة، في تذليل كل ماذكرته أعلاه، وفي الكثير من النقاط التي لم اذكرها، كتجفيف منابع الفساد، عبر سن تشريعات لا تحمل أي ثغرات، وتسهل الأعمال، والسماع للمواطنين وإيجاد حلول ناجعة لمشكلاتهم.
وفق الله هذه الحكومة لما فيه خير العباد والبلاد ..
الدكتور محمد الجبالي رئيس المجموعة الاقتصادية للاستشارات والتنمية
Discussion about this post