اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.ne
السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم…
جاري أبو ابراهيم ليس موظفاً حكومياً أو عاملاً لدى القطاع الخاص…
هو مجرد ناطور بناية قيد الإنشاء يتقاضى نظير عمله أجراً شهرياً رمزياً، كون صاحب البناء قد سمح له ولأسرته بالإقامة في إحدى الشقق التي لاتزال على الهيكل.
لهذا فهو يضطر مع زوجته وأولاده للعمل بغية تأمين أبسط مقومات البقاء وعدم سؤال الناس. ففي كل مرة ترفعون فيها أسعار السلع والخدمات تجبر الأسرة على الدخول مجدداً في شكل آخر من التأقلم… التأقلم مع الجوع، وليست هناك تسمية أخرى.
جاري هذا خذلته الحكومات المتعاقبة كثيراً، فهو عندما نزح من محافظته إلى حيث الدولة لم يجد ما يطمئن قلبه على مستقبل أولاده، وعندما أسعف طفلته الصغيرة إلى مشفى حكومي تركت لساعات بلا معاينة وهي المصابة بمرض السحايا، فكانت النتيجة أن فقدت بصرها.
وحتى عندما قصد الهلال الأحمر للحصول على سلة إغاثية تعينه قليلاً على تأمين الطعام لأسرته، كان عليه أن ينتظر أشهراً في كل مرة يحين دوره، وغالباً لا يحصل على السلة الإغاثية إلا بعد تدخل موظف ضميره لايزال حياً.
زوجته تقضي ساعات وساعات أمام المخبز الآلي لتحصل على مخصصات أسرتها من الخبز، فالأسرة غير قادرة مادياً على تحمل تكلفة المعتمدين، فالمئة أو المئتي ليرة، والتي هي بنظركم لا يمكن أن تحدث فرقاً، تصبح في نهاية الشهر مبلغاً يمكن أن يشتري ما يسد جوع الأطفال الصغار… مثلاً كيلو بندورة في الصيف، وبعض اللبنة في الشتاء… هكذا يقيس الفقراء في بلدنا أمور حياتهم…
في الشقة التي تسكنها الأسرة المذكورة، والتي هي على الهيكل، ليس ثمة أثاث أو سجاد أو أدوات كهربائية، ومع ذلك فإن النظافة والترتيب يعبران عن حالهما بوضوح كما هي غالبية بيوت السوريين.
هذه الأسرة، وكغيرها من آلاف الأسر، كانت ولا تزال تسمع عن إعادة توجيه الدعم إلى مستحقيه، لكن إلى اليوم لم يصلها شيء، رغم أن قرارات زيادة الأسعار التي أصدرتها حكومتكم الرشيدة فتكت بحياتها ومعيشتها.
كل يوم يخرج أبو إبراهيم إلى الشارع الرئيس في البلدة ناطراً أن يصل الدعم إليه، وعندما يفقد الأمل يعود إلى منزله ليجد أن أسرته نامت من دون أن تتناول أي طعام…
فإذا كان تحسين المستوى المعيشي للمواطن لم يبدأ من عند أسرة أبو ابراهيم، فمن أين يمكن أن يبدأ؟
وإذا كنتم ترفعون أسعار السلع كي يصل الدعم فعلاً إلى مستحقيه…. فلماذا جرى استثناء أسرة أبو إبراهيم؟
ما نطلبه منكم لا يتعدى إعلامنا بموعد وصول الدعم لمستحقيه، وذلك كي نعلم الجار الطيب ونوفر عليه جهد الانتظار اليومي… وهو يدعو لكم بطول العمر.
زياد غصن
دمتم بخير
Discussion about this post