إعداد: فادية محمد عبدالله
شاب فلسطيني من مواليد عام 2001. شاب ككل الشباب الفلسطيني الذي يحمل هموم فلسطين وشعبها في قلبه وعلى أكتافه، كل حسب ما يستطيع وما يجتهد. يقطن مع والديه وأخيه في مخيم جرمانا جنوب شرق دمشق، حيث امتشق الفن سلاحاً وأبدع في موهبة الفلكلور الشعبي والدبكات والرقصات التراثية والعديد من أنواع الفنون الشعبية التي من خلالها يعزز انتماءه القومي.
في “براعم بيسان” ومن عمر 4 سنوات بدأ كرمل تظهر عليه إرهاصات الموهبة من خلال ما قدّمه في فرقة براعم بيسان. هذه الفرقة التي كانت تابعة لروضة براعم بيسان في منطقة سكنه في مخيم جرمانا. قدّم مع هذه الفرقة على خشبة المركز الثقافي في مخيم اليرموك بمناسبة انتهاء العام الدراسي باقة من فنه الجميل. وهنا كانت نقطة انطلاق واضحة ليبدأ في مسيرته الوطنية الفنية. وبعد أن بدأ دراسته في الحلقة الأولى كان كرمل يقدّم مساعدته لفرقة براعم بيسان بمتابعته في تقديم الحفلات السنوية، ما عدا ذلك كان يحاول وبجدارة أن يدرب الأطفال على الدبكات الشعبية وهو في عمر 8 سنوات على موسيقى يا ظريف الطول وأغاني الثورة الفلسطينية. استمرّ في يفاعته مطوّراً من نفسه وحاول أن يكون ضمن برنامج اليافعين في مخيم جرمانا، حيث شارك في العديد من الرقصات والمسرحيات رغم أنه أصغر يافع بين المشاركين.
وفي فرقة إنانا للمسرح، وعن عمر 12 سنة التحق كرمل بفرقة إنانا للمسرح الراقص. وكان أصغر راقص فيها، حيث من هنا كانت نقطة تحوّل أخرى يرتقي بها. فتعلم على أساسيات رقص الباليه على يد المدربة الروسية البينا. بقي عاما كاملاً وهو يطوّر نفسه وإبداعاته في هذه الفرقة العريقة التي كانت تضمّ عشرات الراقصين والراقصات.. وفي هذه الأثناء كان كرمل يعمل مع العديد من فصائل الثورة الفلسطينية في إحياء المناسبات الوطنية بتدريب فرقها على الفولكلور الشعبي والرقصات الهادفة لمختلف الفئات العمرية، منها فرقة أشبال وزهرات الحكيم وفرقة لن ابقى لاجئ وفرقة اشبال بيسان..
تواصلت معه فرق وطنية سورية عدة بعد أن نقلت فرقة انانا مقرها الى خارج القطر العربي السوري. توجّه للعمل مع فرقة زنوبيا وبعدها فرقة سورية للمسرح الراقص. وكما قدّم عروضاً كثيرة مع فرقة المهرة السورية وفرقة نداء الأرض الفلسطينية واتحاد شبيبة الثورة السورية وقدّم العديد من العروض لإحياء المناسبات المجيدة.
شارك في أحد أكبر العروض التي أقيمت بمناسبة ذكرى حرب تشرين التحريرية على أرض ملعب العباسيين وهو في عمر 10 سنوات، وكانت له فرصة لرحلة دولية لكن تمّ رفضه لأنه يحمل الجنسية الفلسطينية السورية..
حاول دمج الفولكلور الشعبي برقص الباليه المعاصر ليشكل فسيفساء فن وطني.. كل ذلك ما عدا العروض التي قدّمها بشكل فردي في مراكز الطفولة ودور الأيتام ودور المسنين وكل ما يؤول اليه ان يتابع في مسيرته الفنية وثقافته المهنية والوصول الى درجات أعلى ومستويات دراسية بهذا النوع من الفنون، لأنه فطر عليه وليكون مقاوماً وظف موهبته في خدمة القضية والشعب الفلسطيني. وأن يتابع في دراسته الجامعية بكل نجاح وإتقان.
في سنة 2021. وخلال جائحة الكورونا شارك بمسابقة عالمية. للباليه في الولايات المتحدة وبمشاركة 170 دولة وفاز بالمرتبة الأولى عالمياً، وكان هذا الفوز محطة تحول كبيرة له في مسيرته الفنية، بعد هذا الفوز حصل على 4 منح دراسية من ولاية مونتانا الأميركية لأكثر من دولة بامريكا وكندا وإيطاليا وكوبا، وولاية فلورنسا، وكانت أسرع هذه المنح من إيطاليا، فدخل المدرسة الايطالية الوطنية للباليه والتي تعتبر اقدم أكاديمية في العالم للباليه.
وتم تكريمه من قبل السفارة الفلسطينية بدمشق من قبل السفير الراحل محمود الخالدي.
وفي عام 2022 شارك في المسابقة نفسها في الولايات المتحدة. وايضا حصل على ثلاث ذهبيات عالميات بعد فوزه بالمركز الاول للسنة الثانية على التوالي، وأيضاً حصل على منح دراسية إلى أكثر من 7 دول.
وبعد ان اتم المنحة الدراسية الاولى في إيطاليا انتقل إلى سويسرا وحالياً هو في سويسرا لمتابعة دراسته في جنيف.
ومن ثلاثة اشهر تقريباً شارك بمسابقة في ولاية مونتانا الأميركية بمسابقة باليه ما وراء الحدود وفاز بذهبية، وطبعا كل مشاركاته بتلك المسابقات كانت باسمه الشخصي، وهو كرمل الشاب الفلسطيني ابن مخيم جرمانا وليست باسم اي جهة او مؤسسة وحتى اللحظة لم تتبناه لا دولة ولا فصيل، عندما كان يعرف عن نفسه بقوله: أنا كرمل احمد سليمان ابن دولة فلسطين وشعبها.
كرمل احمد سليمان.. من فلسطين.. وكفاه فخراً.
المصدر:ألف ياء جريدة العرب
Discussion about this post