مقولة تصلح كبداية ومقدمة لكل مادة إعلامية يتم الحديث عنها : ( إن الإعلام لا سيما في عصرنا هذا علم وفن واختصاص ) والعامل في هذا المجال كالقابض على الجمر لما يواجهه من أتعاب ومصاعب ومعوقات .
لكن إيمانه برسالته هو الدافع هو المحرك الاساس لعمله ومحاولاته التغلب على صعوبات العمل ومشاقه وتحدياته .
عاش العالم عصر الإعلام المقروء والمكتوب والمسموع بتطوراته وجزئياته التي أخذت حيزا بمرتبة شرف وكانت المعاناة أكبر وكان وقع العمل ومكانة العاملين بمرتبة عليا أطلق عليها السلطة الرابعة والبعض يقول أنها السلطة الأولى . وبقيت تلك الوسائط الإعلامية سيدة تربعت على عرش القلوب ينتظرها الجميع بعواجلها وبرامج وموادها المتعددة المصادر والمعلومات والاهتمامات .
وكان للشبكة العنكبوتية هذا الالتفاف وتلك السرعة في الانتشار وأساليب التعامل وطرقها وأهدافها ومستخدميها وطرق التعامل معها , حتى بات في متناول الجميع لكأن العالم باكمله بات إعلاميا لما وفرته وسائل التواصل الاجتماعي من مساحة للنشر .
من هنا كان لزاما علينا مواكبة العصر ولجهة عملنا في هذا المجال أن نفتح هذا الباب أملين أن نوفق في الطرح
منيرة أحمد \ كاتبة ومديرة موقع نفحات القلم الالكتروني
****************************************************
مفهوم الإعلام الإلكترونى
نظرا لحداثة مصطلح الإعلام الإلكتروني فقد اختلف العلماء والخبراء في وضع تعريف محدد له، ولكننا سنركز على تعريف اللجنة العربية للإعلام فتعُرف الإعلام الإلكتروني بأنه (الخدمات والنماذج الاعلامية الجديدة التي تتيح نشأة وتطوير محتوى وسائل الإتصال الإعلامي آلياً أو شبه آلي في العملية الإعلامية باستخدام التقنيات الالكترونية الحديثة الناتجة عن اندماج تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات كنواقل إعلامية غنية بإمكاناتها في الشكل والمضمون ويشمل الاشارات والمعلومات والصور والأصوات المكونة لمواد اعلامية).
ويمكن وضع تعريف مختصر للإعلام الإلكتروني (هو نوع جديد من الإعلام ينشط في الفضاء الإفتراضي ويستخدم الوسائط الالكترونية كأدوات له تديرها دول ومؤسسات وافراد بقدرات وإمكانيات متباينة، يتميز بسرعة الانتشار وقلة التكلفة وشدة التأثير).
نظرية الاعلام الالكتروني
************************
إن الاسس النظرية للإعلام الإلكتروني مبنية على النظرية التي صاغها الفيلسوف الألماني المعاصر يورغن هابرماس والتي تسمى بنظرية المجال العام.
حيث كثرت الحوارات والمناقشات العلمية حول مفهوم المجال العام منذ أن قام هابرماس بنشر كتابه التحول البنائي للمجال العام ،عام 1989 (Structual Trsnsformation of the Puplic Sphere) .
إذ يشرح في هذه النظرية كيف أن وسائل الإعلام نقلت النقاش من المجال العام إلى المجال الخاص تتم فيه صناعة منتج إعلامي قادر على إختراق العقول و إيهامها و إبعادها عن الحقائق، كما أكد فيها أن وسائل الاعلام الالكتروني تخلق حالة من الجدل بين الجمهورو تتيح تأثيرا كبيرا في القضايا العامة وتؤثر على النخبة والنخبة الحاكمة والجمهور مما يعني أن ثقافة الانترنت أصبح لها جماهيرها وشعبيتها وهي في إزدياد مطرد على العكس من قراء الصحف والكتب لاعتبارات عدة، إذ تشير الاحصائيات التي جرت مؤخرا بأن أكثر من 80 من فئة الشباب يفضلون التعامل مع الإعلام الإلكتروني، لأنه يتيح لهم إمكانيات تفاعلية عديدة مثل الدردشة والتعليق بسرعة والتزامنية الشديدة، مما يؤكد بأنه المستقبل للإعلام الإلكتروني.
يؤكد هابرماس على الدور الكبير لوسائل الاعلام في المجال العام،إذ تقوم وسائل الإعلام (كمجالات عامة) بدور مزدوج، فهي تقوم بأتاحة الفرصة للأفراد للتعبير عن الرأي والحوار، لكنها أيضا تنقل رأي السلطة وتوجهاتها للمواطنين. أن دور وسائل الاعلام التقليدية ( التلفزيون ، الاذاعة ، الصحف ، المجلات ) في الديمقراطية الحديثة قلت ، وقد أثيرت تساؤلات هامة حول قدرتها كمواقع للنقد الإعلامي أو الجدال المنطقي، إن الديمقراطية أصبحت الأيدولوجية السائدة في الحياة الاعلامية الحديثة ومع ذلك فالفجوات بين الأيدولوجية والم ة ظاهرة لان دور وسائل الإتصال الجماهيرية في دعم النماذج الديمقراطية لم تلغ وجود المراكز القديمة للمجال العام، لكنها لم تعد أماكن للنقد السياسي أو الجدال المنطقي. فمثلا التليفزيون يبعد الأفراد عن بعضهم فالجدال العام في التليفزيون والصحف ينتج القليل من الجدال المنطقي الإنتقادي حسب نظرية هابرماس. وبدلا من إعداد تقارير عن السياسات فإن وسائل الاعلام أصبحت مشاركا فعالاً في العملية السياسية من خلال دورها في الانتشار، وأصبحت هامة للحياة السياسية والسياسيين. فالأحداث التي يتم تناولها في التليفزيون يمكن أن تحدث قدراً من التأثير التليفزيوني فالمجادلات والمناظرات التليفزيونية تسمح لوجهات النظر المختلفة أن تتصادم فيحدث التأثير لكن يبقى دور التليفزيون في تشكيل الارادة العامة أو الراي العام دور بسيط ، فاختيار الموضوعات في التليفزيون يعكس نفوذ المعلنين حتى أن برامج الجمهور في التليفزيون التي تقدم منتدى للجماعات المهمشة تحكمها بعض القيود رغم أن هذه البرامج يمكن أن تقدم فرص للمواطنين للمشاركة خاصة المواطنين الذين يشعرون بأن حقوقهم الديمقراطية مفقودة.
خصائص الاعلام الالكتروني
يتمتع الإعلام الإلكتروني بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن بقية أنواع الإعلام الأخرى وهي
خاصية التوفر فالاعلام الالكتروني متوفر دائما إذ يمكن للاعلامي أو المواطن أن يحصل على أية معلومة تم نشرها على موقع الكتروني أو صحيفة الكترونية دون طلب الرخصة لاعطائه تلك المعلومة وفي أي وقت كان، ويوفر أرشيفاً إعلامياً إلكترونياً للجميع دون قيود.
خاصية الشمولية أي التنوع والشمول في المحتوى، إذ كان الإعلامي في الاعلام التقليدي يعاني من مشكلة عدم وجود فسحة كافية أو مساحة مخصصة لطرح موضوع أو إنجاز عمل إعلامي أو كتابة مقالة في الوسائل المقروءة أو المسموعة أو المرئية، لكن بفضل الانترنت الذي سمح بأنشاء مواقع ومدونات وصحف ومجلات الكترونية.
خاصية المرونة تبرز خاصية المرونة بشكل جيد بالنسبة للمتلقي (مستخدم الانترنت) إذ يمكن له إذا كان لديه الحد الأدنى من المعرفة بالانترنت أن يتجاوز عدداً من المشكلات الاجرائية التي تعترضه، وكلما إزدادت قدرات الكومبيوتر تزداد مرونة التعامل مع الانترنت من الناحية التقنية، أما على المستوى الإعلامي فتبرز خاصية المرونة من خلال قدرة المستخدم على الوصول بسهولة إلى عدد كبير من مصادر المعلومات والمواقع وهذا ما يتيح له فرصة انتقاء المعلومات التي يراها جيدة وصادقة والتمييز بينها وبين المواقع التي تقدم معطيات مزيفة مع العلم أن القدرة على تزييف المعلومة قد ازدادت كثيراً مع ظهور الانترنت الذي سهل كثيراً من عمليات تركيب الصور وتعديل الأصوات وغيرها.
خاصية الانفتاحية ونسبة كبيرة منه تتسم بالاستقلالية عن المؤسسات الحكومية، وهو نوعا ما مجاني وساهم إلى حدود معينة في إضعاف الهيمنة الكبيرة لرأس المال والشركات الكبرى والحكومات على الإعلام في العالم.
خاصية الانسيابية من الرقابة إذ أعطى الحرية المطلقة وتخطى الحدود والحواجز المحلية والدولية وحدود القانون والرقابة المرتكزة على تقييد حرية الاعلام والمعتقد والتعبير في معظم بلدان العالم، فهو يتميز بسرعة تغطية الاحداث ونقل الخبر بشفافيه بدون قيود وسهولة التصفح والحصول على المعلومة والبحث عنها، وسمح للفرد من إبداء رأيه دون قلق أو خوف من الملاحقة وللنقد والتعليق على الموضوع الالكتروني.
خاصية التعددية الثقافية فالإعلام الإلكتروني يسر موضوع التعبير عن الذات والحوار الحضاري، إذ روج لثقافة احترام الرأي الأخر عن طريق توفير فرص التفاعل والمداخلات المستمرة والتواصل بين الإعلامي والجمهور وبطرق مختلفة، وأعطى فرصة للجمهور من مختلف شرائح المجتمع لأن يكونوا إعلاميين من خلال مساهماتهم وكتاباتهم وتقديمهم البرامج الاعلامية المحترفة وتبادلها فيما بينهم وعدم اقتصارها على النخب.
خاصية التواصلية ساهم الاعلام الالكتروني بشكل ملحوظ في بناء جسور من التواصل بين القائم بالاتصال ومستقبل الرسالة مما كان له بالغ الأثر في تفاعل كل من الجانبين مع الأخر حيث أتاحت التكنولوجيا الرقمية أداة تمكن الجمهور من التعبير عن رأيه حول المادة المقدمة من حيث تبادل التعليقات وتشكيل شبكة للاتصالات والتواصل التجمع بين الكثير من التوجهات وتنمية الحوار الهادف والتعود على تقبل الآخر مهما اختلفت وجهات النظر.
خاصية التطور السريع ان الاعلام الالكتروني يتطور بشكل سريع ومتواصل وأصبح ظاهرة عالمية لا يمكن الاستغناء عنها بحيث اصبح الاداة الاساسية في تسيير الاقتصاد الرأسمالي المعولم والادارة الحكومية وذلك بفضل الانترنت الذي يعتبر وسيلته الاساسية، فالاحصائيات والدراسات العالمية تشير إلى ان استخدام الانترنت في العالم يتزايد بشكل كبير جدا، ويتطور بشكل سريع ومتواصل.
خاصية البناء الثقافي إذ يساهم في انتشار الثقافة الإلكترونية بين أفراد المجتمع وخاصة في مجال التعليم الإلكتروني9 (والحقيبة الإلكترونية للطالب، وزيادة استخدام التسويق الإلكتروني أو التجارة الإلكترونى و هي عملية ترويج الأعمال والبيع للعملاء من خلال استخدام الانترنت، بالاضافة إلى ارتفاع أعداد مستخدمي الانترنت بشكل عام وانخفاض تكلفة أسعار النشر الالكتروني مقارنة بأسعار النشر الورقي.
خاصية المستقبلية انه اعلام المستقبل، بإعتماده على التكنولوجيا الحديثة بما يخفض من تكاليفه ويوسع من دائرة مستخدميه، فأنتشار أجهزة النشر الالكتروني ووسائل الإتصال الإلكترونية المحمولة في كف اليد والتي يستطيع حاملها الدخول على الانترنت ومطالعة موقعه الالكتروني المفضل أو قراءة صحيفته المفضلة من أي مكان وفي أي زمان، وكل ذلك يصاحبه استمرارية انخفاض أسعار هذه الأجهزة.
خاصية التفاعلية سرعة استجابة الجمهور وسهولة مناقشة الحدث او الموضوع إذ أدخل الجمهور كشريك أساسي في صنع محتوى الاعلام ومكّن الجمهور من أن يتفاعل مع المادة الإعلامية من خلال النص المكتوب والصوت والصورة و الفيديو وحفظ نسخة من النص وسهولة الرجوع للنص في أي وقت أو إرسالها لشخص آخر، أو التعليق على الخبر أو المقال وقراءة تعليقات وآراء الآخرين على الموضوع.
خاصية التحديث ”’ إذ يتم تحديث وتجديد الأخبار والمواد الاعلامية بإستمرار دون مواعيد ثابتة، فالمحتوى الإعلامي الإلكتروني يتمتع بالسبق والقدرة على التفاعل واستخدام الصورة ومقاطع الفيديو، والخلفيات والمعلومات الأساسية والتحليلات ومقالات الرأي ذات العلاقة، مما يضفي تفاعلا حقيقياً مع المواد الإعلامية.
سمات الإعلام الإلكتروني
******************
يتسم الإعلام الإلكتروني بعدد من السمات أهمها
سرعة انتشار المعلومات ووصولها إلى أكبر شريحة وفي أوسع مجتمع محلي ودولي وفي أسرع وقت وأقل تكاليف والنقل الفوري للأخبار والأحداث والوقائع ومتابعة التطورات التي تطرأ عليها مع قابلية تعديل وتحديث وتجديد الأخبار والنصوص الإلكترونية في أي وقت، مما جعله ينافس الوسائل الاعلامية التقليدية.
توفير للوقت والجهد والمال، فالإعلام الإلكتروني لايحتاج إلى مقر واحد ثابت يحوى كل الكادر الإعلامي لأنه يبث عبر الانترنت فهو لايحتاج إلى توفير المباني والمطابع والورق ومستلزمات الطباعة ومتطلبات التوزيع والتسويق، والعدد الكبير من الموظفين والمحررين والعمال، مما يقلل ذلك من حجم التكاليف المالية مقارنة بالاعلام التقليدي. وغالبا ما يعتمد الإعلام الإلكتروني على التمويل من خلال الاعلانات.
منحت تقنيات الاعلام الالكتروني عملية رجع الصدى .
إمكانيات حقيقية لم تكن متوفرة من إمكانية الحصول على احصاءات دقيقة عن زوار مواقع الإعلام الإلكتروني، ويوفر مؤشرات عن أعداد قرائه وبعض المعلومات عنهم كما تمكنه من التواصل معهم بشكل مستمر.
يوفر أرشيف وقاعدة معلوماتية للإعلامي في كل وقت، إذ يوفر الاعلام الالكتروني فرصة حفظ أرشيف الكتروني سهل الاسترجاع غزير المادة، حيث يستطيع الزائر أو المستخدم أن يبحث عن تفاصيل حدث ما أو يعود إلى مقالات قديمة بسرعة قياسية بمجرد أن يذكر اسم الموضوع.
فرض الإعلام الإلكتروني واقعاً مهنياً جديداً فيما يتعلق بالإعلاميين وإمكانياتهم وشروط عملهم، فقد أصبح المطلوب من الإعلامي المعاصر أن يكون ملما بالامكانيات التقنية وبشروط الكتابة للانترنت وللصحافة الالكترونية كوسيلة تجمع بين نمط الصحافة ونمط التلفزيون المرئي ونمط الكومبيوتر.
إتاحة الفرصة للشباب وشرائح المجتمع كافة للمساهمة بابداعاتهم وهواياتهم .
توسيع دائرة التنافس الإعلامي بين المواقع والمنتديات والصحف والمجلات الإلكترونية المختلفة من خلال ماتقدمه من مقالات وبرامج تعليقات تميز أحدها عن الأخرى.
تنامي دور القطاع الخاص في مجال العمل الإعلامي
العقبات التي تواجه تطور الإعلام الإلكتروني
المنافسة الشديدة بين المواقع الإعلامية الإلكترونية، إذ ترجح الكفة دوما إلى صالح المواقع الأكثر تطوراً من الناحية التقنية والأكبر حجما على مستوى المضمون مما قد تساهم هذه المنافسة في التخفيف من طموح وسائل الاعلام في إحتلال جزء كبير على الانترنت.
صعوبات الحصول على التمويل، إذ يعاني الإعلام الإلكتروني من صعوبات مادية تتعلق بتمويله وتسديد مصاريفه، وإن عدم توفر دخل من قبل المواقع الإعلامية الإلكترونية يؤثر في عملية تمويله، فأغلب المواقع الالكترونية على الاعلانات لتحقيق الربح ولكن أغلب المؤسسات والشركات لاتؤمن بالإعلانات على المواقع الإلكترونية وتشعر بعدم الثقة في الإعلام الإلكتروني.
غياب التخطيط للإعلام الإلكتروني نوعاً ما وعدم وضوح الرؤية المستقبلية له.
عدم توفر الامكانيات التقنية في بعض الدول، مما أثر على عملية تقدم وتطور الإعلام الإلكتروني.
الحاجة إلى السرعة في البث الإلكتروني، والسرعة سلاح ذو حدين، قد تحمل المؤسسة أو الجهة المسؤولة عن الموقع الإلكتروني إلى النجاح أو قد تدفعه إلى الخسارة.
إنعدام القوانين والضوابط الخاصة بعمل الإعلام الإلكتروني، وعدم خضوعه للرقابة، وذلك أدى إلى الإساءة في استخدام تقنية الإعلام الإلكتروني وإستغلالها لعرض مواد مشبوهة ومخالفة للقوانين والعادات والتقاليد الاجتماعية.
صعوبة الوثوق والتحقق من صحة ومصداقية العديد من البيانات والمعلومات التي تحويها بعض المواقع الالكترونية في ظل الحاجة إلى التعزيز المتواصل للقدرات الثقافية والتعليمية للمتلقي. فليست كل المواقع والمدونات الالكترونية مصدراً للمعلومة، كما أنها يمكن أن تضعف من قوة وسائل الاعلام الحرفية، وأن تتسبب في ضعف أسلوب الكتابة واندثار أخلاقيات الكلمة.
انتهاك حقوق النشر والملكية الفكرية وسهولة الترويج للمعلومات الزائفة من خلال الانترنت وظهور الأجيال الحديثة من أجهزة الكومبيوتر المتطورة القادرة على تغيير شكل المعطيات وخاصة على مستوى الصور.
أثر سلبا في الحياة الأسرية والاجتماعية، وتدخله في انشاء الجيل الجديد، من خلال نشر الثقافة الالكترونية بينهم وتداول الموضوعات المختلفة.
مؤسسات الإعلام الإلكتروني عملت على التناقص في عدد الموارد البشرية في المؤسسة الاعلامية، وبالتالي زادت في حجم البطالة وعدم توفر فرص العمل.
قلة عدد جمهور الإعلام الإلكتروني بالمقارنة بجمهور الإعلام التقليدي، و ذلك نظراً لانحصاره في إطار مستخدمي الانترنت وهم قليلون رغم التزايد المستمر في عددهم.
قلة الشرعية القانونية الذي يعانيها الإعلام الإلكتروني، مثله مثل معظم الخدمات الالكترونية كالنقود الالكترونية والتوقيع الإلكتروني.
بعض أشكال الإعلام الإلكتروني:
– المواقع الإعلامية على شبكة الإنترنت.
– الصحافة الإلكترونية: خدمات النشر الصحفي عبر مواقع على الشبكة، و “حزم النشر الصحفي”.
– الإذاعة الإلكترونية والتليفزيون الإلكتروني: خدمات البث الحي للإذاعات والقنوات التليفزيونية على مواقع خاصة على الشبكة ومن خلال “حزم البث الإذاعي والتليفزيوني” والتي تحملها الشبكة إلى المتلقي مباشرة وإلى مختلف المواقع.
– خدمات الأرشيف الإلكتروني.
– الإعلانات الإلكترونية: خدمات النشر الإعلاني عبر مختلف المواقع على الشبكة.
– خدمات إعلامية إلكترونية متنوعة : تواصلية ومعرفية وترفيهية.
– المدونات (Blogs).
– خدمات البث عبر الهاتف الجوال، وتشمل:
- البث الحي على الهاتف الجوال.
- بث الرسائل الإعلامية القصيرة عبر خدمة الـ SMS والـ MMS، وغيرهما.
- بث خدمات الأخبار العاجلة.
مشاركات وأراء :
د منذر علي احمد \ مدير الاعلام الالكتروني في وزارة الاعلام :
Monzer Ali Ahmad
لا شك بأن وضع تصور شامل للشكل المتوقع أن يكون عليه الاعلام الجديد (الإلكتروني) في المستقبل هو أمرٌ بالغ الصعوبة والتعقيد وخاصة في ظل ما نراه من ظهور لمشاريع عملاقة تتخطى الحدود الزمانية والمكانية واللغوية، كمشروع “ستارلينك” لإيلون ماسك ومشروع “ميتافيرس” لمارك زوكربيرغ، وما سيكون عليه حال الانترنت الدلالية وانترنيت الأشياء، وخاصة بعد دخول الذكاء الصنعي وتطبيقاته إلى حقل الإعلام بقوة سواء في مرحلة انتاج المحتوى وعمليات التوليد الآلي للنصوص والتحرير الآلي لها ومعالجة الصور ووصل الامر إلى صناعة روبوتات آلية قادرة على العمل كمذيع آلي قادر على قراءة نشرات الأخبار التقاريروغيرها.
كل تلك التطورات والكثير غيرها من الأمور يمكن أن تعطينا تصورات مبدئية عن الشكل الذي ستكون عليه العملية الاتصالية الاعلامية مستقبلا، بأنها ستكون خارج نطاق التصورات التقليدية، وخاصة في ظل تطبيقات الجيل الخامس للاتصالات وتصريحات بيل غيتس عن اختفاء أجهزة الهاتف المحمول مستقبلا وتحولها إلى وشم إلكتروني..
كل تلك الامور تقودنا وتدعونا لتوسيع مخيلتنا ورفع سقف توقعاتنا للتطورات المستقبلية وللشكل الذي سيكون عليه الاعلام الالكتروني مستقبلاً فالتغيرات التي ستحدث ستطال بشكلٍ كامل عملية انتاجه ونشره وتوزيعه واستهلاكه وشكل الرسالة وعملية استيعابة لها وتفاعله معها والتحكم بدرجة التأثير المرغوب أن تحدثها فيه…..
******
بتاريخ 9 جانفي 2023 كتبت سامية بنت حمادي المدربة الدولية والاعلامية .
️العنوان:الاعلام الاليكتروني : الواقع والٱفاق :
✍️ واقعا واكاديميا نطرح سؤالا بديهيا ونحن في زمن القرية الصغيرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي :
مازال السؤال يطرح نفسه هل مواقع التواصل الاجتماعي مستقبل الإعلام أم أنها وسيلة مؤقتة ومرحلة انتقالية لوسائل أخرى؟
بادئ ذي بدء نعرف جليا ان الاتصال والتواصل والتفاعل سمة إنسانية منذ الأزمنة القديمة، وقد تعددت الوسائل الاتصالية قديمًا من بين الاتصال الشفهي والمكتوب إلى أن تطورت الوسائل بعد الثورة الصناعية واختراع الصحف والإذاعة والتليفزيون. وقد استمر على نفس المنوال لعقود طويلة حتى اكتشاف وتوكيد الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) الذي اعتبر حدثا مهما غير مسار التاريخ وجعل العالم قرية صغيرة ضيقة الأطراف وصولًا لما يعرف بالإعلام البديل واستخدام المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي في نقل مجريات الأحداث وظهور مجموعة من المؤثرات الإلكترونية التي تنقل أفكار مختلفة للأفراد بمؤثرات متنوعة تبهر المتلقي.
فالإنترنت، أو الشبكة العنكبوتية، أداة للإعلام والاتصال، حوت كل ما سبقها من وسائل الإعلام والاتصال، بل وأضافت إليها أبعاداً جديدة لم يكن يدركها متلقي أو مرسل الرسالة الإعلامية. مرت تلك الأداة بمراحل تطور مختلفة، سواء تقنياً أو على مستوى المحتوى الذي استفاد من إمكانات الأداة بشكل تدريجي، ومثلما تطورت الأداة تطور سلوك مستخدميها، وتطور تبعاً له أداء منتجي المحتوى على الإنترنت وضمنه المحتوى العلمي.
وقد نجد العديد من العناوين الالكترونية قد أضحت معروفة لدى القارئ (المتلقي).
ويحظى الإعلام الالكتروني بحصة متنامية في سوق الإعلام وذلك نتيجة لسهولة الوصول إليه وسرعة إنتاجه وتطويره وتحديثه كما يتمتع بمساحة أكبر من الحرية الفكرية، إذ تمثل الصحف الالكترونية رافدا هاما باعتبارها تفتح آفاقا جديدة لتكريس حرية الرأي والتعبير والنشر كما تفتح آفاقا رحبة للإبداع ولتشغيل الموارد البشرية في مجال الصحافة.
غير انه اجمع العديد من العاملين في المجال ان مجمل مشاكل الصحافة الالكترونية تتمثل أساسا في حقوق التأليف والملكية الفكرية المهددة بفعل القرصنة والسرقات الصحفية بالإضافة إلى مسألة التمويل المالي لمثل هذه الصحف وصعوبات الحصول على الإشهار مقارنة بالصحافة المكتوبة ونقص الصحفيين المختصين في مجال الكتابة الصحفية الالكترونية.
ورغم ذلك نطرح إشكاليات كثيرة لهذا الإعلام الجديد وما يحمله من فرص ومخاطر، خاصة على الشباب الذي يبدو غير مؤهل بالدرجة الكافية للتعامل مع افاق وتحديات ثورة الإنترنت، التي قربت المسافات بين الشعوب والثقافات، وكسرت احتكار المعلومات والأخبار.
وحين نلقي نظرة حول هذه المفاهيم الجديدة لمفهوم “الإعلام الجديد” New Media، الذي يعرف كذلك بالإعلام الرقمي Digital Media، وبالإعلام التفاعُلي Interactive Media، وبالإعلام الشبكي Network Media، وبالإعلام الإلكتروني Electronic Media، وبالإعلام السيبرانِي Cyber Media، وبالإعلام التشعبي Hyper Media، وبالإعلام الاجتماعي Social Media؛ وكلها تشير إلى مجموعةٍ من الأنشطة والأساليب التقنية الجديدة التي مكنت من إنتاج وإعداد وبث واستهلاك مختلف أشكال المضامين الإعلاميّة عبر الوسائِط المتعددة والأجهزة الإلكترونية المتصلة منها وغير المُتصلة بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، متيحة إمكانية الاتصال والتواصل الجماهيري من خلال الشبكات الاجتماعية والأجهزة الرقمية المحمولة.
وتنجلي آلية استخدام هذا الإعلام الجديد، بالشكل الصحيح النافع، والعمل على استيعاب الشباب لآليات ومقتضيات عصر العولمة والتفاعل الحيوي والأصيل معها، ومساعدتهم للتصدي لأشكال الغزو والاستعمار الحضارية والثقافية الجديدة، وتحقيق متطلبات المواطنة الصالحة وتنمية الوعي بالثقافة والخصوصية المجتمعية الأصيلة وعلاقتها بالمتغيرات الجارية.
نضال عيسى \ لبنان
نائب رئيس تحرير مجلة وموقع كواليس
الأديبة والأستاذة منيرة أحمد المديرة العامة لموقع نفحات قلم
جزيل الشكر لحضرتكِ على دعوتي للمشاركة بهذه المحاضرة والتي تحمل عنوان الإعلام الإلكتروني واقع وافاق
لا شك ان الإعلام هو صلة الوصل بين الحدث والمواطن.
وقد بات بإمكان الجميع وخلال دقائق قليلة معرفة اي خبر في اصقاع العالم من خلال الإعلام الألكتروني الذي قام بنقلة نوعية لمواكبة السرعة والتطور التكنولوجي
ومن الطبيعي ونحن الذين نعمل في الإعلام ومن خلال المواقع التي ننشئها ان نواكب هذا التطور ولكن علينا أن نحرص على تطبيق عاملين مهمين جيدا”
اولا” المصداقية في الخبر
وثانيا” مواكبة الأحداث بالسرعة والدقة الممزوجة بالتفاصيل المهمة.
من هنا نبدأ في البحث عن واقع الإعلام الألكتروني وافاقه
لقد انتقل الإعلام من الشاشة المتلفزة والراديو إلى كل مواطن من خلال التطور التكنولوجي الذي مكن الجميع من استخدام تطبيقات اخبارية وإعلامية من خلال هاتفه النقال وأصبح بإمكانه مواكبة الأحداث من اي مكان وفي أي مكان حتى بات العالم كله واخباره العاجلة الأمنية والثقافية والسياسة والفنية في يده من خلال هذا التطور التكنولوجي
ولكن هذا الأمر أيضا” كما له ايجابيات له سلبيات وهي تتمثل في مواقع إعلامية إلكترونية وهمية او غير معروفة المصدر تبث اخبار كاذبة وفي الكثير من الأحيان تكون تلك المواقع ممولة ومشغلة من قبل دول تهدف لبث تلك الأكاذيب لخلق فتنة طائفية او مذهبية او أمنية، هذا هو واقع بعض السلبيات بهذا الخصوص، وكما يوجد مثل تلك المواقع يوجد ايضا” مواقع ذات أهمية ومصداقية ويقوم بتشغيلها إعلاميون وكتاب وادباء ومثقفين يملكون المصداقية والمهنية الإعلامية الكبيرة
نحن اليوم في عصر السرعة والتطور وكل يوم يوجد اختراع جديد يمحي القديم وعلينا مواكبة هذا التطور
وعلينا أن نكون حريصين بهذا التطور ان لا ننسى القيم التي عشنا لأجلها وتطبيقها في السلطة الرابعة فالإعلام هو صورة الوطن اما ان نكون رسالة وصوت الحق او نبث الأكاذيب والاضاليل ولدينا الكثير من تلك المواقع المشبوهة وهنا على وزارة الإعلام مسؤولية في محاسبة ومراقبة تلك المواقع واقفالها وكذلك على الوزارة مساندة ومساعدة ومكافئة المواقع التي تعمل بالشكل القانوني والمهني
مجددا” أتقدم بجزيل الشكر للأديبة والأستاذة منيرة أحمد على دعوتي ومشاركتي بهذه المحاضرة القيمة
=========
لينا ناصر /لبنان .رئيس تحرير مجلة مرافئ الحنين الإلكترونية .
تحية واحترام..
استهل كلمتي بأثيل الشكر والتقدير لحضرة الإعلامي الصديق الأستاذ نضال عيسى على الدعوة الكريمة، كما وأتوجه بجزيل الإمتنان والإحترام لحضرة المديرة العامة لموقع نفحات القلم الأديبة الأستاذة منيرة أحمد، مع خالص أمنياتي بالتوفيق الدائم..
بديهي أن ينال الإعلام الإلكتروني حيّزاً كبيراً من اهتمامات العالم في شتى الميادين، لا سيما والعصر الحالي برمته بات يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا وذلك لعدة أسباب منطقية جدا ابرزها سهولة التواصل بين مصادر الإعلام والمتلقّي وإمكانية مواكبة كل جديد دون الحاجة للحضور الشخصي وتلك الميزة تحديدا تفتح آفاقاً شاسعة للعرض والطلب حيث تجعل العالم بين يديك بمجرد كبسة زر..
هذامن الناحية الإيجابية أما من الناحية الأخرى فلا بد من الاعتراف أن هذا النوع من الإعلام سهل الاختراق وأبوابه مشرعة دون قيد أو شرط خاصة في عالمنا العربي حيث غياب الرقابة والفوضى السائدة مما يسمح للجميع باستخدام المواقع الالكترونية بغض النظر عن الخلفية التقنية وشفافية الأهداف ..
من هنا لا بد من التصرف بحكمة والبحث عن المصادر الحقيقية والمواقع الموثوقة قبل التصديق او الإنجراف خلف أي معلومة او خبر تتناقله وسائل الاعلام الإلكترونية، ولا يختلف الأمر كثيرا في الإعلام المرئي والمسموع فمن سمته الكذب وديدنه التحريف في الحقائق لا تثنيه عن ممارسة فساده الاعلامي طقوس ومواقع..
باختصار، أي منصة إعلامية مهما كان موقعها وكيفما كانت سياستها لا يجوز أن نأخذ كل ما يتم تداوله على أنه حقيقي إلا بعد التأكد من مصدره الرئيسي كي لا نسمح لأنفسنا ان نكون عرضة لقرصنة إعلامية إلكترونية دون أن ندرك..
شكراً لكم على هذا الطرح المميز 6. يوفر الإعلام التقليدي أرضية خصبة للإعلام الجديد، عن طريق التسويق، فلولا الدعم والتشجيع الذي حظي به الإعلام الجديد من طرف الإعلام التقليدي، لما ظهر هذا الأخير إلى العلن.
- ساهمت الطفرة النوعية في أعداد مستخدمي الإنترنت، أو المتصفحين اليوميين، في توفير أرضية صلبة للإعلام الجديد.
- يبقى الإعلام الجديد بحاجة إلى التطوير والتحديث، من خلال تحسين المضمون، والبحث عن طرق أفضل للتسويق. ويبقى التكامل بين النوعين، الخيار الأمثل للنجاح في عالم ينقسم إلى افتراضي وواقعي ( الغامدي، 2012).
اعلام اكتروني وافاق
نلاحظ أن التوجه نحو هجرة وسائل الإعلام التقليدية يأخذ في الانعكاس كلما زاد عمر الفرد فوق الخمسة وأربعين سنة؛ إذ نرى أن الميل لمتابعة شاشات التليفزيون، والاستماع إلى الإذاعة عبر المذياع، وكذا مطالعة الصحف الورقية يوميًّا يتزايد إلى نسب مرتفعة كلما اقترب الفرد من سن الخمسين؛ وهذا في كل الدول العربية دون استثناء.
إن القطيعة الملاحظ ارتسامها بين الجيل الرقمي والجيل القديم تعني أننا في مرحلة طفرة كبيرة في البنية الإدراكية والمعرفية للبشرية سينتج عنها لا محالة تأثيرات سيكولوجية وأيديولوجية يصعب الحكم في الوقت الراهن على ما سيترتب عنها من تداعيات على الإنسانية (بمعنى إن كانت خطوة للأمام أم خطوة للوراء فيما يخص القدرات الذهنية والمعرفية لبني البشر). فمن الناحية السيكولوجية، بدأت التكنولوجيات التواصلية الجديدة المتسببة في تلك القطيعة في فرض محددات إدراكية/معرفية كحتمية أصبحنا نلمسها في كل المجتمعات العالمية دون استثناء، تمثَّلت في بنية فكرية رقمية بصرية تشعبية، زادت من قدرات الجيل الرَّقمي على التفاعل مع المحتويات الصورية البصرية وقلَّلت من استعداداتهم للتفاعل مع المحتويات النصية الخطية. وهو ما جعل الجيل الرَّقمي يهجر وسائل التواصل التقليدية التي لم يعد قادرًا على التفاعل مع محتوياتها. ولا أدلَّ على ذلك من توجه المؤسسات التعليمية مؤخرًا نحو فرض الكتاب المدرسي الإلكتروني، الذي يراعي في بنائه تلك البنية الفكرية التشعبية من حيث الإكثار من الصور والمحتويات التفاعلية والتقليل من المحتويات الخطية، كشكل من أشكال التكيف مع الحتمية الإدراكية/ المعرفية التي فرضتها وسائط التواصل الجديدة. وليس صدفة أن اتجهت بعض الجامعات العريقة مؤخرًا نحو النظر في التوقف عن استخدام الكتابة اليدوية في الامتحانات الصفية، على غرار جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة(9). إن ذلك القرار لم ترتجله تلك المؤسسات العريقة، بل جاء مبنيًّا على مؤشرات سبق لبعض الباحثين أن فهموا مدلولها، على غرار الخبير الفرنسي في مجال التعليم، ميريو فيليب (Meirieu Philippe)،
وقد أسهمت التغيرات التقنية وما نجم عنها من تغيرات سيكولوجية ذكرناها أعلاه في حدوث تغير آخر لا يقل أهمية عنه، وهو التحول الأيديولوجي الذي بات يترتب على الفضاءات الرقمية بحكم المحدِّدات النفسية، والمعرفية، والفكرية التي تفرضها تلك التقنية. فقد أصبح الجيل الرقمي يغلب عليه -في غالبيته- خيارات فكرية ذات توجهات ليبرالية، فهو أصبح يؤمن أكثر من أي وقت مضى بمبدأ الحرية الفردية، وحرية التعبير، وحرية الاختيار، وتعدُّد الطروحات، كما أنه لم يعد يحتمل أحادية الطرح والفكر المنغلق. وهو ما أثَّر بدوره بالإيجاب على طبيعة البيئة الاتصالية في الكثير من الدول التي اضطرت مع بروز هذا الواقع الجديد لتبني إصلاحات إعلامية -ولو بشكل نسبي- حتى لا تبقى وسائل الإعلام- خاصة الحكومية منها- ظلًّا لنفسها. وفي هذا السياق الاتصالي والإعلامي الجديد الذي ولَّدته تكنولوجيات الاتصال الجديدة، بات الإعلام الاجتماعي ذا أهمية قصوى بالنسبة للجيل الرقمي، كفضاء بديل للإعلام القديم. فهو منبر لمن لا منبر له في التعبير، ونادٍ للتعارف لمن لا مكان له في نوادي العالم الحقيقي، وفضاء لإبراز مختلف أشكال الإبداع الذاتي لمن لم يتسنَّ له التعريف بمهاراته في العالم الحقيقي، ومكتبة لمن لا كتب أو موسوعات في بيته، ومدرسة متعددة التخصصات لمن لا مدرسة له، ومكتب تشغيل لمن لا وظيفة له… أضف إلى ذلك أن إعلام الشبكات الجديد، اكتسب قلوب مستخدميه بفضل ميزة أخرى أصبح يتميز بها عن الإعلام التقليدي، وهو تحقيقه لمختلف شروط القيم الخبرية السبعة (الآنية، والقرب، والأهمية، والشهرة، والتأثير، والتداول، والجدل) وبشكل خاص، معيار الآنية الذي بات الإعلام الشبكي يتفوق في جزئيته على الإعلام التقليدي، بفضل سرعة إنزال الأخبار أو صورها بمجرد وقوع الحدث. وبالمثل، بات الإعلام الشبكي الأقرب إلى تناول مواضيع تغطي قيم الأهمية، والقرب، والشهرة، والتداول، والتأثير، والجدل (الصراع)، بحكم أن الشبكات الإعلامية الرقمية لا تخضع في طبيعة عملها لنفس معايير التدقيق المهنية التي تتبعها وسائل الإعلام التقليدية، وبحكم أنها متحررة من كافة أشكال الأخلاقيات ومواثيق الشرف التي عادة ما تلتزم بها المؤسسات الإعلامية العريقة.
كما نتج عن التغيرات المذكورة آنفًا، تداعيات أخرى على المنظومة الإعلامية بكاملها (وبشكل خاص على الممارسات الإعلامية)؛ ما أصبح يؤثِّر حتى على البيئة الاتصالية الجديدة التي خلقتها تلك التكنولوجيات الجديدة. فتلك البيئة الجديدة باتت غير ثابتة المعالم كما كانت سابقًا، بل متغيرة وبوتيرة شديدة التسارع، بحكم ما تفرضه عناصر تلك البيئة من تكيفات مهنية وتكنولوجية مطَّردة في مجال الإعلام والاتصال، بهدف تمكين المؤسسات الإعلامية من مسايرة توجهات ورغبات الجمهور الجديد. لقد فتحت هذه التكنولوجيات الاتصالية الجديدة الباب أمام إعداد المحتويات الإعلامية لأي كان، بشكل جعل الشبكات الاجتماعية والمدونات تزاحم وسائل الإعلام التقليدية في صياغة المحتويات ووضع الأجندة الإعلامية. إلى درجة أن المؤسسات الإعلامية التقليدية، بل وحتى مكاتب العلاقات العامة في المؤسسات والشركات باتت تسارع الزمن من أجل التواجد في منصات تلك الشبكات الاجتماعية من خلال طرح محتويات إعلامية تفاعلية، تركز على الصورة والنصوص التَّشَعُّبِيَّة مع التقليل من المحتويات الخطية. وهو ما فرض بدوره التكيف تكنولوجيًّا من خلال اقتناء برامج حاسوبية جديدة، والتكيف مهنيًّا من خلال إعادة تأهيل الكوادر الإعلامية لبلوغ ما أصبح يسمى بالصحفي المتعدد المهارات أو المتكامل. هذا الأخير بات يتوجب عليه ليس فقط بناء النصوص الإعلامية عبر التحكُّم في مهارات كتابة النصوص كما كان متوقعًا منه سابقًا، بل أيضًا من خلال تحكمه في كمٍّ هائل من المهارات البصرية، ومهارات الكتابات التشعبية المختصرة، ومهارات التصوير وتحميل المحتويات على الإنترنت.
استخدامات وحاجات التشبيك الافتراضي عند جيل التلمتيكس
خاتمة
بعد ما اوردنا نستطيع القول :
الاعلام الإلكتروني إنج Electronic media هو الإعلام الذي يتم عبر الطرق ال إلكترونيات الكترونية وعلى رأسها إنترنت الإنترنت ، يحظى هذا النوع من الإعلام بحصة متنامية في سوق الإعلام وذلك نتيجة لسهولة الوصول إليه وسرعة إنتاجه وتطويره وتحديثه كما يتمتع بمساحة أكبر من حرية الإعلام الحرية الفكرية . تعد التسجيلات الصوتية والمرئية و وسائط متعددة الوسائط المتعددة قرص مضغوط الأقراص المدمجة والإنترنت أهم أشكال الإعلام الاكتروني الحديث.
كل ما سبق وغيره مما يصعب حصره من الأسباب تؤكد أن الإعلام الإلكتروني هو إعلام المستقبل، ومن ثم وجب الاهتمام به وآداؤه بالشكل الأمثل، والدليل على ذلك اتجاه كثير من الصحف الغربية والأمريكية تحديدا إلى التحول من الشكل التقليدي إلى الإعلام الإلكتروني، وخاصة في ظل الأزمة المالية التي عصفت بالعالم عامي و والتي ولدت أزمات مالية لكثير من جوانب الاقتصاد بما فيها المؤسسات الصحفية التي تعمل على أنها مؤسسة ربحية تصرف من مداخيلها.
أثبت الإعلام الإلكتروني في سنوات عمره القليلة (تم التعارف على أن عام 1992 هو عام ظهور أو صحيفة إلكترونية في العالم)، أثبت أنه أكثر جدوى في الوصول إلى الجمهور من الصحف التقليدية، وكثيرا ما يلبي احتياجات قراء الصحف ومشاهدي التلفزيون ومستمعي الإذاعة في آن واحد، كما تعد هذه الوسيلة الإعلامية ثورة في مجال التفاعل مع الجمهور، إذ أثبتت قدرة هائلة على تقديم مواد تفاعلية لم يسبق أن قدم التاريخ مثيلا لها حتى في التواصل المباشر بين الأشخاص.
أصبح الإعلام الإلكتروني محور الحياة المعاصرة له أهميه كبيرة باحتواء قضايا الفكر والثقافة وبات يطلق عليها (ثقافة التكنولوجيا) أو (ثقافة الميديا)، أصبح مستخدموا الانترنت في العالم في تزايد مستمر في ظل ثورة الانفوميديا والتي تتجسد في الدمج بين وسائل الإعلام والاتصال فالقنوات التلفزيونية أمكن لها أن تبث برامجها عبر الموبايل ؛ وبذلك استطاع الإعلام الإلكتروني أن يفرض واقعاً مختلفاً على الصعيد الإعلامي والثقافي والفكري والسياسي، فهو لا يعد تطويراً فقط لوسائل الإعلام التقليدية وإنما هو وسيلة إعلامية احتوت كل ما سبقها من وسائل الاعلام، من خلال انتشار المواقع والمدونات الإلكترونية وظهور الصحف والمجلات الالكترونية التي تصدر عبر الانترنت، بل إن الدمج بين كل هذه الأنماط والتداخل بينها أفرز قوالب إعلامية متنوعة ومتعددة بما لا يمكن حصره أو التنبؤ بإمكانياته، فالعصر الحالي يعد بحق عصر الإعلام الإلكتروني، إعلام المستقبل، والعالم أجمع يتجة اليوم بشكل عام نحو الانترنت وتطبيقاته في المجالات المختلفة.
لم يتوقف التغير على والوسيلة الإعلامية فقط أو كم الجمهور وإنما تعداه لطبيعة هذا الجمهور وموقعه من العملية الإعلامية المكونة من مرسل ومستقبل ووسيلة ورسالة ورجع صدى، إذ تغيرت تماماً عناصر هذه العملية في ظل ثورة الإعلام الإلكتروني وصار بينها نوع من التداخل والتطور النوعي أهمه اختفاء الحدود بين المرسل والمستقبل فأصبح الجمهور هو صانع الرسالة الإعلامية، وأبرز مثال على ذلك ظاهرة المواطن الصحفي والتي مثلت اتجاه كاسح في الإعلام الإلكتروني الغربي.
لقد فرض الإعلام الإلكتروني واقعاً إعلاميا جديدا بكل المقاييس، حيث انتقل بالإعلام إلى مستوى السيادة المطلقة من حيث الانتشار، واختراق كافة الحواجز المكانية والزمنية والتنوع اللامتناهي في الرسائل الإعلامية والمحتوى الإعلامي، لما يملكه من قدرات ومقومات الوصول والنفاذ للجميع، وامتداده الواسع بتقنياته وأدواته واستخداماته وتطبيقاته المتنوعة – على الفضاء الإلكتروني المترامي الأطراف بلا حدود أو حواجز أو فوارق.