أكدت العربية السعودية استقلالية قرارها السياسي بعدما اتصل ولي العهد محمد بن سلمان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد محاولة التمرد التي قادها زعيم مليشيات فاغنر، وهي خطوة أخرى بعد إعلان رغبتها الانضمام إلى البريكس.
ومنذ اندلاع حركة التمرد التي قادها يفجيني بريجوجن زعيم حركة فاغنر ودامت أقل من 24 ساعة، عمّد صناع القرار في الغرب على إعطاء صورة بانتشار الفوضى والسقوط الوشيك للعاصمة موسكو بعدما جرى الحديث عن نجاح المتمردين في إسقاط طائرة مقاتلة ومروحيات تابعة للجيش النظامي، كما عمل الغرب على عزل بوتين عن العالم وكأنه سقط عن عرش السلطة.
وتبين مع مرور الوقت، كيف كان خبر سقوط الطائرات المروحية مجرد أخبار كاذبة للتأثير على المواطن الروسي وعلى الجنود. وتعد الخسارة الحقيقية للغرب هو قرار عدد من قادة الدول الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكان الرئيس التركي طيب رجب أردوغان السباق الى الاتصال، وهو الذي يدرك حساسية مثل هذه اللحظات بعدما تعرض لمحاولة انقلابية سنة 2016، وكان أردوغان هو الوحيد من الحلف الأطلسي الذي اتصل بالقيادة الروسية.
وجاءت المفاجأة الحقيقية من بعض الدول العربية، وكانت الإمارات العربية سباقة الى الاتصال عبر رئيسها الشيخ محمد بن زايد، وهو الذي رافق بوتين منذ أسبوعين في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي، ولم تتأخر قطر في الاتصال عندما أجرى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مباحثات مع بوتين وأعرب عن دعمه للقيادة الروسية.
ويعد اتصال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مفصليا، فبعدما أعلنت الرياض منذ أسابيع عن رغبتها في الانضمام الى منظمة البريكس في تغيير لدفتها السياسية، يأتي اتصال ولي العهد ببوتين ليوجه رسالة الى الولايات المتحدة ومفادها استقلال القرار السياسي السعودي في العلاقات الخارجية ولو تعلق الأمر بمصالح حيوية لواشنطن.
وتبدو الاتصالات الهاتفية عادية، لكنها في هذه الحالة تعتبر إيذانا بهزيمة الغرب في جلب عدد من المتعاطفين معه في القضايا الدولية.
Discussion about this post