تقول المصادر التاريخية إن أول سيجارة أشعلت في العالم كانت على يد شعب المايا، ولم تنطفئ حتى الآن، لكنها مرت بفترات تحويل كثيرة قبل أن تصبح على ما هي عليه اليوم.
وتظهر النقوش في المواقع الأثرية كهنة من حضارة المايا القديمة يدخنون خلال تأدية طقوس دينية.
واستوطنت حضارة المايا أميركا الوسطى واللاتينية وتُعرف بمعابدها الرائعة وطقوس السحر والفن وحقول الذرة؛ كما أنها تُعرف بأنها أصل التبغ والسجائر.
وفي العصر الحديث، يعود التدخين إلى عام 1492 حيث أعيد اكتشافه في أميركا، ووصل إلى أوروبا بعد ذلك، وانتشر إلى جميع أنحاء العالم بدءاً من القرن الـ17 الميلادي.
وانتقل التدخين من مضغ التبغ مباشرة، إلى تدخينه في غليون، والسيجار، وكان كل ذلك حكرا على الأغنياء فقط، قبل أن يبدأ التصنيع التجاري في القرن الـ19 وبدأ يخرج في الإعلانات ووسائل الإعلام قبل أن يحظر ذلك حديثاً.
وفي العصر الحديث، يعتبر الأميركيون الأصليون من الشعوب التي لعب التبغ لديها دوراً كبيراً، خصوصاً في الاحتفالات ذات البعد الديني إذا كانت نسبة النيكوتين الكبيرة فيه تؤدي إلى حالة من السكر عند المضغ، الأمر الذي يؤدي دوراً حاسماً في الطقوس الشامانية (التواصل مع العالم الآخر).
واستخدم الأيروكوا النيكوتين لعلاج ألم الأسنان، كما استخدمه هنود وسط المكسيك لآلام الأذن، وقبيلة الشيروكي كمسكن عام للألم، وفي غواتيمالا كمطهر للجروح.
كذلك، لعب النيكوتين دوراً اجتماعياً كهدايا تقوي الروابط الاجتماعية، وقرابين للآلهة، وفي الاتفاقيات السياسية حيث يمرر الغليون على المجتمعين.
وكما ينسب له اكتشاف الأميركيتين، ينسب أيضاً إلى “كريستوفر كولومبوس” اكتشاف التدخين أوروبيا.
وفي عام 1531 تم زراعة التبغ لأول مرة في أوروبا في “سانتو دومينغو”. وبحلول عام 1600 ، انتشر استخدام التبغ في جميع أنحاء أوروبا وإنكلترا وكان يُستخدم كمعيار نقدي، وهي ممارسة استمرت طوال قرن كامل. كذلك، فقد تبنى الأوروبيون الشماليون الغليون وفضل الإسبان ومنطقة البحر الكاريبي تدخين السيجار.
وبحلول القرن الثامن عشر الميلادي ، أصبح التدخين أكثر انتشارًا، وبحلول القرن التاسع عشر، وتحديدا في النصف الأخير منه، بدأ الإنتاج التجاري الواسع عبر الآلات بمعدل 200 سيجارة في الدقيقة، وسمح الإنتاج الرخيص إلى انتشار السجائر في الأسواق.
وبعد إدخال التبغ إلى أوروبا، انتشر تدخينه وزراعته منها إلى أجزاء أخرى من العالم. وبحلول بداية القرن السابع عشر، كان التبغ يُزرع في الهند والصين واليابان وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وغرب إفريقيا.
وعندما تم إدخال “الغليون” إلى آسيا، تم تكييفه بسرعة وصُنع من مواد متنوعة مثل الخشب والخيزران واليشم والعاج والمعدن والخزف.
ماذا عن النرجيلة؟
تعود أصول النرجيلة إلى الهند على أغلب الظن، لكن كلمة “شيشة” المتداولة هي إيرانية الأصل، وتعني الزجاجة، ومن هناك انتقلت إلى تركيا في عصر السلاطين الذين أعجبوا بها، وتقول صحيفة “ديلي صباح” التركية، إن السلطان عبد الحميد الثاني كان أكثر المعجبين بها في القصور العثمانية.
دخلت الشيشة إلى تركيا في القرن السادس عشر، وانتشرت في القرن السابع عشر، وكانت تقتصر على فئات معينة من الناس.
كذلك، أهديت الشيشة من تركيا إلى محمد علي باشا في مصر، وانتشرت بين المماليك، وكانت حكراً على طبقات معينة من المجتمع، وكانت تدخن في البيوت الخاصة. (عربي21 لايت)
Discussion about this post