خلال الأيام الأخيرة من حياته، اتجه أدولف هتلر لإصدار أوامر بإعدام العديد من الشخصيات النازية التي خدمته على مدار سنوات عقب إدانتهم بالخيانة. وإضافة لقائد سلاح الجو هرمان غورينغ (Hermann Göring) المصنف كثاني رجل بالنظام النازي، طالب هتلر بعزل وإعدام هنريش هملر (Heinrich Himmler)، قائد فرق الأس أس (Reichsführer-SS)، بعد وصفه بالجبان والخائن بسبب دخوله في مفاوضات سلام سرية مع الحلفاء الغربيين.
هنريش هملر عقب انتحاره
إلى ذلك، يرتبط اسم هنريش هملر بشكل وثيق بالهولوكوست، كما تنسب إليه عمليات الإبادة التي طالت الغجر والمعوقين جسديا وذهنيا إضافة لمئات الآلاف من الضحايا البولنديين والسوفيت. وبسبب ذلك، وصف الأخير كواحد من أخطر وجوه النظام النازي من قبل الحلفاء.
آخر لقاء بهتلر
أثناء عيد ميلاد الفوهرر (Führer)، أي أدولف هتلر، السادس والخمسين الموافق ليوم 20 نيسان/أبريل 1956، التقى هنريش هملر بأدولف هتلر لآخر مرة. وخلال هذا اللقاء، رفض هتلر مغادرة برلين محبذا الموت بالعاصمة الألمانية. ومع رحيله عن برلين، التقى هملر يوم 21 نيسان/أبريل 1945 بالدبلوماسي السويدي والمبعوث للكونغرس اليهودي العالمي نوبرت ماسور (Norbert Masur) للتفاوض حول إمكانية إنهاء الحرب. وعقب هذا الاجتماع، وافق هملر على إطلاق سراح حوالي 20 ألف يهودي ممن تواجدوا داخل معسكرات الموت كبادرة حسن نية. أيضا، حاول هملر نفي التهم الموجة إليه وتحدث عن استخدام الأفران بالمعسكرات للتخلص من جثث المصابين بمرض التيفوس فقط. وبشكل مخالف للواقع، سعى هملر للتملص من قضية الهولوكوست وتحدث عن نسبة وفيات ضئيلة بعدد من المعسكرات التي أكدت التقارير إبادة الملايين داخلها.
أوامر بإعدامه
يوم 23 نيسان/أبريل 1945، التقى هملر شخصيا بسفير السويد بلوبيك (Lübeck). وخلال هذا الاجتماع، أعلن هملر نفسه ممثلا رسميا عن ألمانيا مؤكدا للحاضرين أن أدولف هتلر سيموت خلال قادم الأيام. وأثناء المحادثات، حاول هملر إقناع البريطانيين والأميركيين بالانضمام لألمانيا لمواجهة الجيش الأحمر وصد المد الشيوعي بأوروبا. أيضا، عرض هملر على السفير السويدي مبدأ استسلام ألمانيا للحلفاء الغربيين بدلا من السوفيت.
يوم 28 نيسان/أبريل 1945، نقلت شبكة البي بي سي تقريرا تحدثت من خلاله عن رغبة هنريش هملر في الاستسلام للحلفاء الغربيين لإنهاء الحرب. ومع حصوله على تقارير تؤكد إجراء هملر لمفاوضات سلام سرية، استشاط أدولف هتلر غضبا ووصف هملر بالخائن والجبان بعد أن لقّبه في وقت سابق بـ”هملر الوفي”.
عقب إعدام المساعد الشخصي لهملر ببرلين، طالب أدولف هتلر بوصيته التي دوّنها يوم 29 نيسان/أبريل 1945 بتجريد هملر من جميع صلاحياته، تزامنا مع طرده من الحزب، وإعدامه بتهمة الخيانة. أيضا، عيّن أدولف هتلر الأميرال كارل دونيتز (Karl Dönitz) خليفة له كرئيس لألمانيا.
في الأيام التالية، التقى هملر بكارل دونيتز بفلنسبرغ شمال ألمانيا وحثّه على تعيينه قائدا لفرق الأس أس. ومن خلال ذلك، آمن هملر بحاجة الحلفاء لقوات الأس أس للحفاظ على الأمن والاستقرار بأوروبا ما بعد الحرب. إلى ذلك، رفض دونيتز مطلب هملر وأمر بتجريده من جميع صلاحياته.
عقب استسلام ألمانيا، حاول هملر الفرار اعتمادا على وثائق مزورة. ومع كشفه واعتقاله من قبل الحلفاء، أقدم الأخير على الانتحار يوم 23 أيار/مايو 1945.
المصدر: العربية نت
Discussion about this post