واشنطن ـ (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اليوم الجمعة إن الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة بحث في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان سلامة الأمريكيين.
يأتي ذلك في الوقت الذي تدرس فيه واشنطن خيارات محتملة لإخلاء سفارتها في خضم القتال الدائر في العاصمة السودانية.
وذكر بيان صادر عن مكتب الجنرال ميلي “ناقش الزعيمان سلامة الأمريكيين وتطورات الوضع في السودان”.
ومن جهته قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اليوم الجمعة إن الجيش يعد خيارات لإخلاء السفارة الأمريكية في السودان، في الوقت الذي لا تزال فيه إدارة الرئيس جو بايدن تدرس ما إذا كانت ستجلي الموظفين من العاصمة السودانية التي تشهد حالة من عدم الاستقرار المتزايد.
وقال أوستن في مؤتمر صحفي في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا “نشرنا بعض القوات في مسرح العمليات لضمان توفير أكبر عدد ممكن من الخيارات إذا طُلب منا التحرك. ولم تتم مطالبتنا بفعل أي شيء بعد… لم يُتخذ قرار بشأن أي شيء”.
وقال مسؤولان أمريكيان إن من المتوقع صدور قرار قريبا بشأن إخلاء محتمل للسفارة ولكن لم يتضح إن كان سيصدر إعلان عام بهذا الصدد.
وبدأت قوات الجيش وقوات الدعم السريع صراعا عنيفا على السلطة في مطلع الأسبوع. ولقي المئات حتفهم حتى الآن وبات السودان الذي يعتمد على المساعدات الغذائية على شفا كارثة إنسانية حسبما قالت الأمم المتحدة.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن الرئيس بايدن وافق على خطة هذا الأسبوع لنقل القوات الأمريكية إلى مكان قريب في حالة الحاجة إليها للمساعدة في إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين.
وقال كيربي للصحفيين “نحن ببساطة نضع مسبقا بعض القدرات الإضافية في مكان قريب في حالة الحاجة إليها”.
ومع اشتعال حدة القتال في مطار الخرطوم وحالة عدم الأمان في الأجواء السودانية، لم تتمكن الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وإسبانيا من إجلاء موظفي السفارات.
وقال دبلوماسي غربي إن الموقف المتعلق بالإجلاء من السودان من أصعب المواقف التي مروا بها إذ يركز الأمريكيون على الأرجح على وقف إطلاق النار واستخدام ذلك لإجلاء الأفراد.
وأضاف الدبلوماسي “في هذه الحالة (الوضع في السودان) تبدأ الحرب الأهلية في العاصمة ويدور القتال تحديدا في الأماكن التي توجد بها السفارات والمطار. إنه أمر صعب بشكل غير عادي”.
وقال كاميرون هدسون، الخبير الأمريكي في السياسة الأفريقية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية والمدير السابق للشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومي، إن مستوى العنف في الخرطوم يجعل الإجلاء غير متوقع.
وأضاف “التحدي الرئيسي هو أن هناك حربا تدور في جميع أنحاء المدينة والمطار الدولي في وسط المدينة لا يعمل حاليا، لذا فإن التحدي هو نقل الناس إلى مكان آمن لإجلائهم”.
وقالت واشنطن إن المواطنين الأمريكيين العاديين في السودان يجب ألا يتوقعوا إجلاء منسقا من جانب الحكومة الأمريكية من السودان.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن الولايات المتحدة على اتصال بمئات المواطنين الأمريكيين الموجودين في السودان.
وفي وقت سابق اليوم، أكدت وزارة الخارجية وفاة مواطن أمريكي في البلاد.
* إجلاء الأمم المتحدة للموظفين
تبحث دول أخرى والأمم المتحدة سبل إجلاء المواطنين والموظفين من السودان.
قال القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان عبده ديانج أمس الخميس إن الأمم المتحدة تحاول إجلاء الموظفين من مناطق “خطيرة للغاية” في السودان ونقلهم إلى أماكن أكثر أمانا. وقال ديانج إنه نُقل إلى منطقة أكثر أمانا أول أمس الأربعاء.
وللأمم المتحدة نحو أربعة آلاف موظف في السودان منهم 800 موظف دولي. وقال مصدر بالأمم المتحدة اشترط عدم الكشف عن هويته إن هناك ستة آلاف آخرين من أفراد أسر موظفي الأمم المتحدة وأفرادا مرتبطين بهم في السودان.
وقالت سويسرا اليوم الجمعة إنها تدرس سبل إجلاء مواطنيها من السودان، فيما أشارت السويد إلى إنها ستجلي موظفي السفارة والأسر في أقرب وقت ممكن.
ووضعت إسبانيا طائرات عسكرية في حالة تأهب لإجلاء نحو 60 مواطنا إسبانيا وآخرين من الخرطوم، وأرسلت كوريا الجنوبية طائرة عسكرية إلى قاعدة عسكرية أمريكية في جيبوتي لإجلاء رعاياها عندما يتأتى ذلك.
Discussion about this post