تقوم الولايات المتحدة بانتظام باستفزاز خصومها وخاصة روسيا والصين، بإرسال طارات تجسس متطورة قرب حدودها في حوادث خطيرة تضع العالم على شفير حرب لا تحمد عقباها.
حادثة جزيرة هاينان في 1 أبريل 2001، كانت مثالا عن هذا النوع من سياسات المغامرة لاختبارات ردود فعل خصوم الولايات المتحدة بالتحرش بهم على حدودهم خلف البحار والمحيطات.
في ذلك اليوم اصطدت طائرة تجسس تابعة للقوات البحرية الأمريكية من طراز “إي بي-3 إي أريس 2” بمقاتلة صينية طراز “جي – 8 أي” كانت أقلعت مع مقاتلة ثانية لاعتراض طائرة التجسس الأمريكية ومنعها من الاقتراب من حدود البلاد.
عقب اصطدام طائرة التجسس الأمريكية، بالمقاتلة الصينية فوق مياه بحر الصين الجنوبي، تحطمت المقاتلة الصينية، فيما تضررت طائرة التجسس الأمريكية وأرسلت نداء استغاثة قبل أن تهبط في مطار جزيرة هاينان.
فقد الصينيون قائد المقاتلة “جي – 8” بمقتله بعد تحطم طائرته، فيما اعتقلت السلطات الصينية أفراد طاقم طائرة التجسس الأمريكية وعددهم 24 شخصا وقامت باستجوابهم.
الرواية الرسمية الصينية:
وزارة الخارجية الصينية أصدرت بيانا حينها ذكرت فيها أن طائرة التجسس الأمريكية ذات الأربع محركات طراز ” إي بي 3″، وكانت أقلعت من قاعدة كادينا الجوية، التابعة للقات الجوية الأمريكية في أوكيناوا باليابان، غيرت اتجاهها فجأة وهي على بعد 10 كيلو مترات من جزيرة هاينان الصينية، واحتكت بأنف وبالجناح الأيسر لمقاتلة صينية ما أدى إلى تحطمها، وفقدان قائدها، بحسب الرواية الأولية قبل الإعلان مقتله.
بكين ألقت بالمسؤولية الكاملة عن الحادث على عاتق الولايات المتحدة، مشددة على أن طائرة استطلاع عسكرية أمريكية دخلت صباح الأول من أبريل 2001، المجال الجوي الصيني جنوب شرق جزيرة هاينان، وأن مقاتلتين صينيتين أقلعتا لاعتراضها، وأن طائرة التجسس الأمريكية التي كانت على بعد 104 كيلو مترات من الجزيرة، غيرت اتجاهها فجأة نحو المقاتلتين الصينيتين وأصابت إحداهما والحقت أضرارا بها، ما تسبب في تحطمها.
الرواية الرسيمة الأمريكية:
الأمريكيون قالوا على لسان بحريتهم إن طائرة الاستطلاع الامريكية كانت في المجال الجوي الدولي، حين تعرضت لها مقاتلتان صينيتان، مشيرين في مجال تأكيدهم لروايتهم إلى أن المقاتلتين الصينيتين لم تحاولا إجبار الطائرة الأمريكية على الهبوط. وأوحى الأمريكيون حينها بأنهم “يعتقدون” بأن المقاتلة الصينية لم تتعرض لأذى!
معلومات عن طائرة التجسس الأمريكية:
طائرة التجسس الأمريكية “إي بي 3” هي عبارة عن طائرة دورية “ف-3 أوريون”، ومجهزة بمعدات خاصة.
هذه الطائرة مزودة برادارين على الأسطح العلوية والسفلية من هيكلها، وهي مجهزة أيضا بأنظمة اتصال وكشف وتحليل خاصة، وبأنظمة للتشويش ومعدات للكشف بواسطة الأشعة تحت الحمراء، وبنظام أوتوماتيكي لفك تشفير الإشارات الإلكترونية.
نهاية الأزمة:
بعد أن أعرب الجانب الأمريكي عن “أسفه العميق” عن الحادث الجوي، أطلقت الصين سراح طاقم طائرة التجسس الأمريكية في 11 ابريل 2001.
جميع أفراد طاقم طائرة التجسس الأمريكية وعددهم 24 شخصا غادروا الأراضي الصينية على متن طائرة مؤجرة طراز “بوينغ 737″، هبطت في قاعدة أندرسن الجوية في جزيرة غوام في غرب المحيط الهادئ.
مثل هذه الاحتكاكات يمكن أن تحدث وهي احتمال وارد، لكن تكرارها في أكثر من منطقة ساخنة وبنفس السيناريو تقريبا، يشير إلى أن الولايات المتحدة، أما أنها تحاول إيجاد مبرر للحرب، أو أنها تختبر قدرة خصومها على الصبر!
ومع ذلك، ومع كل احتكاك خطير، تظهر الولايات المتحدة نفسها على أنها ضحية، وأن الآخرين تحرشوا بها وحاولوا إيذاءها، وتتجاهل تماما أنها هي من قطع عشرات الآلاف من الأميال وأطل على الآخرين من نوافذهم الحدودية.
المصدر: RT
Discussion about this post