“راي اليوم” ـ من نور علي
احتضنت العاصمة الروسية الاجتماع الرباعي الذي ضم نواب وزراء الخارجية التركية والسورية والروسية والإيرانية بعد تأجيل وتأخير للموعد على خلفية الموقف السوري الرافض لعقد اجتماع دون مبادئ أساسية أولها الحصول على ضمانات للانسحاب التركي من الأراضي السورية، ومن ضمنها وقف انقرة للدعم الذي تقدمه لجماعات المعارضة في الشمال السوري.
وقد صرح رئيس الوفد السوري نائب وزير الخارجية أيمن سوسان بأن الوفد السوري سيركز بالتحديد على إنهاء الوجود العسكري التركي على الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
وإذ يمكن اعتبار الاجتماع اختراقا جديدا في مسار التقارب بين دمشق وانقرة برعاية روسية وايرانية فان نتائج هذا الاجتماع ستحدد مستوى الاختراقات واللقاءات المقبلة بين الجانبين. وبالتالي يطرح التساؤل ان كان هذا الاجتماع هو الأخير في هذا المسار قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي سوف تجرى في منتصف الشهر المقبل. ام ان الاجتماع الراهن سوف يفتح للقاء جديد على مستوى اعلى خلال هذا الشهر ؟ كل ذلك مرهون بالنتائج للاجتماع الحالي. وحسب الأجواء في العواصم المعنية بهذا المسار فان الجانب التركي يسعى لتسريع المسار قبل موعد الانتخابات القادمة، بينما تربط دمشق وتيرة اللقاءات وتقدم المسار بالنتائج.
وحسب المعلومات المتوفرة من موسكو حول الاجتماع فان الوسيطين الروسي والإيراني يقومان بجهود للوصول الى ورقة مبادئ تشمل الضمانات التي تطالب بها سورية، و مطالب مقابله لتركية. تكون هذه الورقة قاعدة للانتقال من مستوى نواب وزراء الخارجية الى مستوى سياسي اعلى. ولم تظهر نتائج الاجتماع وتفاصيله عدا عن جملة واحدة تقول ان الأطراف اتفقت على مواصلة الاتصالات.
وبحسب الخارجية الروسية فان المشاورات الرباعية على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا وإيران وسورية وتركيا بحثت مسائل الإعداد للقاء بين وزراء خارجية هذه الدول.
وأضافت المشاركون في الاجتماع الرباعي عرضوا مواقفهم بصورة مباشرة وصريحة واتفقوا على مواصلة الاتصالات.
وحسب المعطيات المتوفرة فان دمشق باتت تفضل تسريع مسار التقارب السوري العربي أولا، وصولا الى حضور الأسد او من ينوب عنه القمة العربية المقبلة في الرياض، وحصول دمشق على موقف عربي داعم لها في التفاوض مع انقرة، وهو ما سوف يعطي سورية موقف تفاوضي اقوى على الطاولة مع تركية. وبذات الوقت تكون قد اتضح المشهد السياسي في تركيا بعد الانتخابات، وبات واضحا هل سيكون الرئيس اردوغان على الطرف المقابل او المعارضة التركية الطامحة الى التغيير.
يترأس الوفد السوري معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، فيما يترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية بوراك أكجابار، أما الوفد الإيراني فبرئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، والوفد الروسي برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.
وانقطعت العلاقات السورية التركية منتصف العام 2011 بسبب دعم تركيا لجماعات مسلحة وانخراطها في مشروع دولي لاسقاط النظام في سورية، ولاحقا دخلت تركية الى داخل الأراضي السورية ومنعت الجيش السوري من بسط سيطرته على المناطق التي تسيطر عليها جماعات مسلحة متطرفة.
Discussion about this post