محمود القيعي:
زيارة تاريخية قام بها الشاعر السوري “أدونيس” إلى المملكة العربية السعودية أخيرا، فماذا دار فيها وكيف استقبله مثقفو المملكة؟ وما هي كواليس الزيارة التي اعتبرها الكثيرون مفاجأة من العيار الثقيل.
البعض اعتبر زيارة أدونيس للمملكة ترويجا لصورة المملكة الجديدة الداعية للحداثة والتغيير ومسايرة العصر بديلا عن الصورة القديمة.
على المستوى الرسمى تعاملت السعودية مع زيارة أدونيس بهدوء لافت.
السؤال الذي فرض نفسه: كيف لهذا المفكر (الإشكالي) أن تدعوه عاصمة (الدولة الدينية) التي لطالما انتقدها في الماضي بأشد العبارات جرأةً، معتبراً أنها تعيش قطيعة مع العصر.
اللافت كان في الترحيب الذي لقيه أدونيس على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جمهور المثقفين والمتعلمين والشباب دون تحفظ في التعبير عن الابتهاج باستضافة بلادهم لهذا المثقف العلماني الشهير بتمرده على الثوابت الدينية والفكرية سواء بسواء.
لقاؤه بالغذامي
أحد متابعي الناقد السعودي د.عبد الله الغذامي كتب قائلا: كنت أنتظر لقاءك بأدونيس عند زيارته للرياض، فرد عليه بقوله: كان هناك مناظرة مقترحة بينه وبين أدونيس، مشيرا إلى أنه وافق عليها ووافق أدونيس على المناظرة أيضا.
وأضاف الغذامي أن أدونيس كرر الموافقة مرتين وتحدد لها موعد وتم ترتيب كل شيء، لكن أدونيس فجأة قرر الاعتذار عن المناظرة.
لا يستحق
في ذات السياق هاجم نشطاء أدونيس، قال قائل منهم: أدونيس مثل أي ظاهرة غير مفهومة بالحياة لا تعرف لماذا أعطي كل هذا الاهتمام؟
الفأس تعرف الحجر
ناشط آخر قال إن أدونيس لن يوافق ، مذكّرا بالمثل العربي الشهير: “الفأس تعرف الحجر”.
إمام مسجد
يذكر أن أدونيس سبق أن وصف الغذامي بأنه (إمام مسجد أكثر منه ناقدا)، وهو الأمر الذي دعا البعض إلى التساؤل: هل كان بتصنيفه ذلك يحمي نفسه مسبقاً من أي دراسة نقدية قد يفكر بها الغذامي مجرد تفكير لكتاباته، الأمر الذي استغربه الكثيرون، لأنه لم يصف أحد الغذامي بالتقليدية إلاّ هو، فما الذي استفزه وهو يدرك أن الغذامي أحد أبرز نقاد الحداثة الأدبية في العالم العربي.
رأي اليوم
Discussion about this post