شبكة أخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
فتح الاشتباك، الذي وقع الأسبوع الماضي، في قرية بيت جن السورية، الباب أمام طرح الكثير من علامات الإستفهام، حول مستقبل الأوضاع في هذه الساحة، تحديداً على مستوى العلاقة مع إسرائيل، التي تُصر على التعامل معها من مبدأ حرية الحركة وفق مصالحها، بعيداً عن أي حق في المقاومة من الممكن أن تتعرض له، ما دفعها إلى رفض الذهاب إلى أي إتفاق أمني جديد مع السلطة الانتقالية في دمشق، بالرغم من المساعي الأميركية الواضحة في هذا الإتجاه.
هذا السلوك الإسرائيلي كان قد برز منذ لحظة سقوط النظام السابق، حيث بادرت إلى توسيع دائرة الإعتداءات التي تقوم بها، بالرغم من الرسائل الإيجابية التي بادرت دمشق إلى إرسالها لها، ليس فقط من منطلق أنها لا تسعى إلى الحرب معها، بل أيضاً سعت إلى طرح إمكانية التعاون في مواجهة “الأخطار” المشتركة، ولذلك عقد أكثر من لقاء، برعاية الولايات المتحدة، بين الجانبين.
بعد إشتباك بيت جن، أشار الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع إلى أن “إسرائيل كانت من بين الدول الأكثر قلقاً من استعادة الدولة السورية لسيادتها”، معتبراً “أن ما قامت به من خطوات متقدمة جاء نتيجة اعتقاد خاطئ بإمكانية حماية واقع ما داخل سوريا”، لافتاً إلى أن “الاعتقاد بأنها قادرة على اقتطاع الجنوب السوري أو السيطرة على السويداء مستحيل تماماً، في ظل الظروف الحالية التي تمر بها بعد حرب غزة وتبعاتها”.
في هذا السياق، تشير مصادر متابعة، عبر “النشرة”، إلى أن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه اليوم، يتعلق بالتوجهات التي ستذهب إليها إسرائيل بعد ما حصل، ليس فقط على المستوى العملي حيث عاد الحديث ليس عن إمكانية الإعتماد على الضربات الجوية فقط، بل أيضاً على المستوى الإستراتيجي، أي كيفية التعامل مع السلطة الإنتقالية في دمشق، في ظل علامات الإستفهام المطروحة من قبلها حول هويتها.
هنا، يدور الحديث عن مجموعة من الإحتمالات، بحسب ما تؤكد المصادر نفسها، أبرزها العودة إلى البحث عن إتفاق أمني مع دمشق، بالرغم من عدم سهولة هذه المهمة في ظل سقف المطالب المطروح من قبلها، أو التركيز، بشكل أكبر من الحالي، على المخطط الأساسي، الذي يقوم بالسعي إلى العمل على إضعاف السلطة الإنتقالية أكثر، انطلاقاً من المشاكل التي تواجهها الأخيرة مع مختلف المكونات الطائفية والعرقية، من خلال دعم الدعوات التقسيمية.
في المقابل، ترى المصادر المتابعة أنه لا يمكن تجاهل التحديات التي تفرض نفسها على السلطة الإنتقالية في دمشق، التي لا تستطيع الإعتماد على الدعم الخارجي في هذا المجال من قبل بعض الحلفاء، على إعتبار أن هؤلاء لن يذهبوا إلى أي خطوة من الممكن أن تقود إلى صدام عسكري مع تل أبيب، كما أنها لا تستطيع أن تبقى في موقع المتفرج، الذي من الطبيعي أن يشجع إسرائيل على التمادي في الخروقات التي تقوم بها، ليبقى أمامها طريق واحد هو السعي إلى تحسين الواقع الداخلي.
بالنسبة إلى المصادر نفسها، هنا من الممكن طرح الكثير من علامات الإستفهام حول قدرة دمشق على تحقيق هذه المهمة، أي البحث عن الحلول التي قد تؤدي إلى تحصين الواقع الداخلي، في ظل إستمرار العلاقة الملتبسة مع “قوات سوريا الديمقراطية”، بالإضافة إلى التوترات التي تشهدها العلاقة مع باقي المكونات، لا سيما الدروز والعلويين، الأمر الذي يعود، بالجزء الأكبر منه، إلى سلوك تلك السلطة نفسها، إلى جانب خطابات المجموعة المؤيدة لها، والذي كانت قد عبرت عنه الشعارات التي رفعت في المظاهرات التي نظمتها في الأسبوع الماضي.
في المحصلة، تشدد هذه المصادر على أن إشتباك بيت جن، على المستوى العام، هو جزء من علاقة ملتبسة، تؤكد أن سوريا لا تزال ساحة مفتوحة على كافة الإحتمالات، في ظل تداخل العوامل الداخلية مع الخارجية على نطاق واسع، حيث تبقى المعضلة، التي تمثل عامل ضعف لكن من الممكن أن تتحول إلى عامل قوة، هي في الأوضاع المحلية، التي لم تنجح السلطة الإنتقالية في إيجاد العلاج اللازم لها.
المصدر- النشرة












Discussion about this post