“السبت الأسود”.. رعب نووي من أقرب نقطة ممكنة!

شبكة أخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net

في 27 أكتوبر 1962، دخل التاريخ يومًا يُعرف بـ”السبت الأسود”، حين بلغ التوتر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ذروته خلال أزمة الصواريخ الكوبية. كانت الأجواء مشحونة إلى درجة أن العالم وقف على حافة مواجهة نووية شاملة، بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية السوفيتية طائرة تجسس أمريكية من طراز “U-2” فوق سماء كوبا.

خنجر نووي تحت الأنف الأمريكي

في ذلك اليوم، كانت طائرات “U-2” الأمريكية تحلق بانتظام فوق كوبا، ترصد تحركات الصواريخ السوفيتية التي وصلت بالفعل إلى الجزيرة، الواقعة على مرمى حجر من السواحل الأمريكية. سقوط إحدى هذه الطائرات بصاروخ “S-75” سوفيتي، ومقتل قائدها الرائد رودولف أندرسون، أشعل فتيل أزمة كادت أن تتحول إلى كارثة نووية.

خلفيات الأزمة: صواريخ على حدود الخصم

بدأت الأزمة فعليًا عام 1961، حين نشرت واشنطن صواريخ “جوبيتر” في تركيا، قادرة على ضرب موسكو خلال دقائق. ورد السوفييت بعملية سرية حملت اسم “أنادير”، تضمنت نشر صواريخ نووية من طراز “R-12″ و”R-14” في كوبا، ما اعتبرته واشنطن تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

ردود محتملة… وكينيدي يختار الحصار

إدارة الرئيس جون كينيدي درست عدة خيارات للرد، منها شن ضربة جوية شاملة أو غزو كوبا، لكنها استقرت على فرض حصار بحري. وفي اليوم التالي، بدأت مفاوضات بين موسكو وواشنطن، بمشاركة كوبا والأمم المتحدة، انتهت باتفاق يقضي بسحب الصواريخ السوفيتية من كوبا مقابل تعهد أمريكي بعدم غزو الجزيرة، وسحب الصواريخ الأمريكية من تركيا وإيطاليا.

لحظة كادت تغيّر التاريخ

يؤكد مؤرخون عسكريون أن “السبت الأسود” كان أقرب نقطة بلغها العالم نحو حرب نووية شاملة. حالة الذعر دفعت آلاف الأمريكيين إلى مغادرة المدن الكبرى خوفًا من هجوم سوفيتي وشيك.

الطائرة التي أشعلت الأزمة

الرائد رودولف أندرسون، الطيار الذي قاد طائرة “U-2” في ذلك اليوم، كان من قدامى المحاربين في الحرب الكورية. قُتل على الفور بعد إصابة طائرته على ارتفاع 21 كيلومترًا، وتناثر حطامها في حقل لقصب السكر. أجزاء من الطائرة لا تزال معروضة في متاحف كوبا حتى اليوم.

حادثة سابقة في الحرب الباردة

لم تكن هذه أول طائرة “U-2” تسقطها الدفاعات السوفيتية. ففي مايو 1960، أسقطت طائرة مماثلة بقيادة فرانسيس باورز فوق منطقة الأورال، لكنه نجا وقفز بالمظلة، ليُعتقل ويُعاد لاحقًا في صفقة تبادل أسرى.

روسيا اليوم