شبكة أخبار سوريا والعالم worldnews-sy.net
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Medicine أن تناول اللحوم الحمراء **باعتدال** لا يرتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة، كما كان يُعتقد سابقاً، ما يعيد فتح النقاش حول النصائح الغذائية المتداولة منذ عقود بشأن تقليل استهلاكها.
إعادة تقييم الأدلة القديمة
اعتمدت الدراسة على تحليل شامل شمل أكثر من 1.2 مليون شخص من مختلف القارات، وراجعت نتائج أكثر من 70 دراسة سابقة تناولت العلاقة بين استهلاك اللحوم الحمراء والأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والسكري.
وأوضح الباحثون أن معظم الدراسات السابقة تعتمد على بيانات غير دقيقة أو على ذاكرة المشاركين حول نوع وكميات اللحوم المستهلكة، ما قد يؤدي إلى نتائج مضللة.
وقال الدكتور آيرك نيسين، من جامعة نورث وسترن الأميركية، إن النتائج الجديدة تشير إلى أن “تناول اللحوم الحمراء بحدود معقولة لا يشكل خطراً صحياً مباشراً، بل قد يكون جزءاً من نظام غذائي متوازن عندما يُستهلك بجانب الخضروات والحبوب الكاملة.”
كمية الاستهلاك الموصى بها
توصي الدراسة بألا يتجاوز استهلاك اللحوم الحمراء 3 حصص أسبوعياً (حوالي 350 إلى 500 غرام)، مع تفضيل اللحوم الطازجة غير المعالجة على اللحوم المصنعة التي ما تزال مرتبطة بزيادة خطر أمراض القلب والقولون.
وأشار الباحثون إلى أن المشكلة الصحية الكبرى ليست في اللحوم ذاتها، بل في أسلوب الطهي (مثل الشواء الزائد أو القلي بالزيوت المهدرجة) وفي قلة التنويع الغذائي لدى الأفراد الذين يعتمدون على اللحوم كمصدر أساسي للغذاء.
نحو فهم أكثر توازناً للتغذية
أكدت الدراسة أن تناول اللحوم الحمراء ضمن نظام متوازن يحتوي على الخضار، الفواكه، البقوليات، والمصادر الجيدة للدهون يمكن أن يساهم في تحسين الصحة العامة، مشددة على ضرورة التمييز بين الاعتدال والإفراط في الاستهلاك.
ويرى خبراء التغذية أن هذه النتائج تمثل تحولاً في الخطاب الغذائي العالمي، إذ تدعو إلى الابتعاد عن “الشيطنة غير العلمية” لبعض الأطعمة والتركيز بدلاً من ذلك على جودة النظام الغذائي ككل.
العربية












Discussion about this post