اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
في ظل مخاوف إسرائيلية متجددة من حدوث عملية تسلل جماعية مماثلة لتلك التي وقعت في 7 أكتوبر 2023، قام الجيش الإسرائيلي بتعبئة حوالي 12 ألف جندي من الاحتياط بشكل طوعي، مع بناء وتعزيز خطوط دفاعية على الحدود مع الأردن، وفق تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وجاء في التقرير أن الجيش الإسرائيلي، مستفيدًا من الدروس المستخلصة من أحداث أكتوبر، قرر تسريع تأسيس فرقة “جلعاد” (الفرقة 96) المسؤولة عن تأمين الحدود الشرقية مع الأردن، لضمان قدرة استجابة سريعة لأي محاولة تسلل.
تُعد الحدود مع الأردن الأطول بالنسبة لإسرائيل، وتمتد على أكثر من 500 كيلومتر من خليج إيلات جنوبًا، مرورًا بالضفة الغربية، وصولًا إلى منطقة “حمات غدير” في هضبة الجولان. هذه الحدود تتفاوت بين مناطق مفتوحة تمامًا وأخرى محاطة بأسوار غير مكتملة أو مثقبة، حيث يجري حالياً تعزيز الأسوار والمواقع العسكرية، إلا أن إكمال السياج بشكل كامل قد يستغرق سنوات.
رغم بناء بنى تحتية استخباراتية لجمع المعلومات على طول الحدود، إلا أن إغلاق كل الثغرات يبقى تحديًا كبيرًا، إذ يطور المهربون باستمرار طرقهم للاختراق. وقال مسؤول عسكري في التقرير: “الجهات المعادية تغير تكتيكاتها باستمرار، ونحن نراقب ذلك عن كثب”.
الظروف الجغرافية والمناخية تشكل تحديًا إضافيًا، حيث تؤدي الحرارة العالية والمساحات الشاسعة إلى صعوبة الحفاظ على اليقظة على مدار الوقت، مما يزيد من تعقيد مهمة الجنود على الحدود الشرقية. وعلى الرغم من هذه التحديات، أكد التقرير أن المخاوف ليست من الجيش الأردني، الذي أعاد الخدمة العسكرية الإلزامية بعد 34 عامًا، بل من محاولات تسلل محتملة من ميليشيات وعناصر مسلحة عراقية وفلسطينية وذات صلة بالحوثيين.
وأشار التقرير إلى أن التعاون الأمني بين الأردن وإسرائيل قائم على مصالح مشتركة، حيث تعمل كلتا الدولتين على منع اختراق الحدود من قبل العناصر المعادية. ورغم ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يركز على تعزيز قواته على الحدود لتقليص حجم أي حادث تسلل محتمل، في حين يعتمد جزئيًا على التنسيق مع الجانب الأردني لمنع وقوع مثل هذه الحوادث.
افتُتحت فرقة “جلعاد” رسميًا مؤخرًا، رغم جاهزيتها العملياتية منذ حرب الأيام الـ12 مع إيران. وتشمل الخطة بناء عدة خطوط دفاعية، منها مواقع “خط المياه” القديمة، والسياج العازل غير المكتمل، بالإضافة إلى إنشاء مستوطنات جديدة في غور الأردن لتعزيز السيطرة الأمنية، حيث تم تخصيص أراضٍ للمزارع الزراعية والمستوطنات التي تعمل كخط دفاع أول.
وقد تطوع حتى الآن نحو 12 ألف جندي احتياطي لتعزيز صفوف الفرقة، وبدأ الفوج الأول بالعمليات، فيما يستمر تدريب فوج استخباراتي سيكتمل بحلول عام 2027. كما تم تجهيز مجندات بآليات حديثة مثل مركبات (JLTV) لتحل محل المركبات القديمة، ما يعزز قدرة الاستجابة للحوادث المفاجئة.
ويتركز الدور الأمني الأساسي للفرقة على إحباط عمليات التهريب والتسلل التي تستهدف إدخال أسلحة وعبوات ناسفة وأسلحة مضادة للدبابات إلى الضفة الغربية، بالإضافة إلى اعتقال المخربين قبل تنفيذ هجماتهم. وأكد المتحدث العسكري أن الجيش أحبط منذ بداية العام 120 محاولة تسلل، وصادر مئات الكيلوغرامات من المخدرات، واعتقل 11 مشتبها بهم.
على مدار السنوات الماضية، أصبحت الحدود مع الأردن معبرًا رئيسيًا للتهريب المسلح بدعم من إيران، في محاولة لإثارة التوترات في الضفة الغربية والحد من استقرار إسرائيل. لذلك، غير الجيش الإسرائيلي استراتيجيته الدفاعية في هذه المنطقة، مع الإشارة إلى أن الهدوء النسبي الحالي قد يكون “هدوءًا زائفًا”، حيث تواصل الجماعات المسلحة تحضير نفسها لإشعال الأوضاع.
وفي مايو الماضي، قررت الحكومة الإسرائيلية تنفيذ خطة لإنشاء 22 مستوطنة جديدة على الحدود الشرقية، تشمل مراكز تعليمية، ومزارع زراعية، وتوسيع المستوطنات القائمة، بهدف تعزيز السيطرة الأمنية. وقد رصدت المرحلة الأولى من المشروع ميزانية بقيمة 80 مليون شيكل، ويشرف عليه فريق من المديرين العامين لتطوير خطة خمسية.
حفل افتتاح فرقة “جلعاد” حضره كبار قادة الجيش الإسرائيلي، الذين أكدوا على أهمية الدروس المستفادة من 7 أكتوبر، وعلى أن التغييرات الأمنية تعكس تحولًا جذريًا في استراتيجية الدفاع الإسرائيلي، مع التركيز على تعزيز الاحتياطيات والوحدات القتالية الطوعية.
وفي كلمة له، قال قائد الفرقة، العميد أورين سيمحا، إن إنشاء هذه الفرقة هو درس مباشر من الفشل الذي شهدته إسرائيل في أكتوبر، معبرًا عن فخره بالجنود الذين تطوعوا لخدمة وطنهم رغم التحديات، مؤكداً على أن الفرقة تمثل جزءًا أساسياً من الأمن القومي ومستقبل إسرائيل.
روسيا اليوم












Discussion about this post