اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
أثار إعلان الحكومة السورية عن اجتماع وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني مع وفد إسرائيلي في العاصمة الفرنسية باريس اهتماماً سياسياً واسعاً، إذ يُعد هذا اللقاء أول اعتراف رسمي عبر الإعلام الحكومي بمحادثات مباشرة بين الطرفين، في إطار جهود إقليمية ودولية لخفض التوتر في الجنوب السوري.
وسائل الإعلام الإسرائيلية الكبرى سارعت لتغطية البيان الصادر عن وكالة “سانا”، حيث وصفت هيئة البث الإسرائيلية وصحيفة يديعوت أحرونوت الخطوة بأنها “استثنائية”، فيما أكدت القناة 12 العبرية أن هذه هي المرة الأولى منذ نحو 25 عاماً التي يُكشف فيها رسمياً عن محادثات سورية – إسرائيلية.
رمزية التوقيت والمكان
انعقاد الاجتماع في باريس – التي لطالما شكّلت ساحة لمفاوضات حساسة تجري عادة بعيداً عن الأضواء – يعكس استعداد دمشق لإخراج هذه الاتصالات من دائرة السرية إلى العلن.
ويبدو أن التوقيت مرتبط مباشرة بتطورات أمنية وميدانية متسارعة في محافظة السويداء ومحيط الجنوب السوري، ما يدفع جميع الأطراف إلى البحث عن تفاهمات جديدة لضبط الأوضاع.
محاور النقاش
البيانات الرسمية أوضحت أن الحوار شمل ملفات أساسية أبرزها:
تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء.
إعادة تفعيل اتفاقية 1974 لفصل القوات.
رفض أي تدخل خارجي في الشأن السوري.
هذه النقاط تؤشر إلى رغبة دمشق في تحييد الجنوب عن أي تصعيد، مقابل التزام إسرائيلي بعدم استغلال الفوضى الداخلية أو توسيع رقعة المواجهة.
الدور الأمريكي
مشاركة الولايات المتحدة كوسيط رئيسي منحت المحادثات ثقلاً إضافياً، وأشارت إلى سعي واشنطن لإعادة ضبط قواعد الاشتباك بين دمشق وتل أبيب.
كما أن الربط بين لقاء باريس والاجتماع الثلاثي في عمّان (سورية – الأردن – أمريكا) يعكس توجهاً نحو تنسيق إقليمي أوسع لفرض تهدئة مستقرة.
أبعاد سياسية
الإعلان الرسمي عن اللقاء ينهي مرحلة طويلة من السرية، ويُظهر استعداد القيادة السورية لطرح ملف الجنوب بشكل علني تحت رعاية دولية.
هذه الخطوة يمكن قراءتها كجزء من سياسة الانفتاح التي ينتهجها الرئيس السوري أحمد الشرع، وإشارة إلى رغبة دمشق في إعادة تموضعها الإقليمي عبر مسار تفاهمات أمنية.
التحديات
رغم ذلك، يظل مستقبل هذه الاتصالات مرهوناً بعدة عوامل، أبرزها هشاشة التفاهمات الميدانية في الجنوب، واحتمال التصعيد الإسرائيلي، إضافة إلى الانقسام الداخلي حول جدوى مثل هذه اللقاءات.
ومع ذلك، فإن تحول المفاوضات إلى مسار علني قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات الإقليمية تقوم على التهدئة وتبادل الضمانات الأمنية.
“شبكة شام”












Discussion about this post