اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
في تحوّل لافت في المشهد السياسي الإقليمي، رجّح مركز القدس للشؤون العامة والأمنية (JCPA) أن يتجه الرئيس السوري أحمد الشرع نحو نهج مشابه لما فعله الرئيس المصري الراحل أنور السادات في مسار السلام مع إسرائيل. التقرير الإسرائيلي أشار إلى أن مؤشرات غير مسبوقة بدأت تظهر لأول مرة منذ سنوات، تكشف عن محادثات غير مباشرة بوساطة أمريكية بين دمشق وتل أبيب.
اتصالات غير معلنة… ومصالح مشتركة
بحسب التقرير، تجري اتصالات هادئة عبر قنوات غير رسمية، في ظل تزايد الفهم بين الطرفين أن الاستقرار الإقليمي بات مصلحة مشتركة. كما نقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين استعدادهم لبحث خطوات تهدئة شاملة دون التخلي الكامل عن مرتفعات الجولان، حيث صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن “إسرائيل لها مصلحة في السلام، شرط الحفاظ على أمنها القومي”.
خطة محتملة: انسحاب جزئي ومنطقة سلام دولية
يُطرح في التقرير تصور أولي لأي اتفاق محتمل، يشمل:
انسحاب تدريجي من المناطق العازلة بالجولان بنهاية 2024،
التزام سوري بوقف الأعمال العدائية،
إنشاء ما يُعرف بـ”حديقة سلام” تحت إشراف دولي، دون عودة كاملة للسيادة السورية.
لكن تبقى قضية السيادة على الجولان نقطة خلافية كبرى، تُعتبر في الشارع السوري خطًا أحمرًا لا يمكن تجاوزه.
تحديات سياسية على الجانبين
التقرير لم يُخفِ العقبات الكبرى أمام هذا المسار:
من جهة، يفتقر الرئيس الشرع للشرعية الكاملة داخلياً لاتخاذ قرار بهذه الجدية.
من جهة أخرى، الحكومة الإسرائيلية اليمينية تواجه ضغوطًا داخلية تمنعها من تقديم تنازلات استراتيجية، خصوصاً بعد تصاعد التوترات الأمنية منذ أكتوبر 2023.
كما أشار التقرير إلى الدور المؤثر لتركيا، نظرًا إلى سيطرتها الفعلية على شمال سوريا، مما يجعلها طرفًا حاسمًا في أي تسوية سياسية مستقبلية.
قناة اتصال مفتوحة وتصريحات ناعمة
في تصريح مفاجئ، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود قناة اتصال مفتوحة مع الرئيس السوري أحمد الشرع، قائلاً إن دمشق باتت تدرك فوائد السلام مقابل الخسائر في حال العودة إلى الصراع.
وأضاف نتنياهو أن:
“الوضع تغير… إيران تراجعت، وحزب الله لم يعد يدير المشهد في سوريا كما في السابق. هناك الآن فرصة حقيقية للسلام والاستقرار، والرئيس السوري فتح الباب لذلك”.
ترامب: “رفعت العقوبات عن سوريا بطلب من نتنياهو”
أما المفاجأة الكبرى فجاءت من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي كشف أن نتنياهو طلب منه رفع العقوبات عن سوريا، وقال:
“التقيت بالزعيم الجديد في دمشق، وأُعجبت به. رفعنا العقوبات لنمنح سوريا فرصة حقيقية. طالما كانت العقوبات قائمة، لم تكن لديهم أي فرصة”.
هل نحن على أعتاب اتفاق سلام تاريخي؟
رغم أن الطريق نحو تطبيع العلاقات لا يزال مليئًا بالعقبات السياسية والشعبية، إلا أن ما يجري خلف الكواليس يشير إلى تحرك جاد قد يُفضي إلى اتفاق سلام جزئي أو شامل، يُعيد رسم خريطة العلاقات في الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون أن الاضطراب القادم في الشرق الأوسط قد ينطلق من دمشق، لا من تل أبيب أو طهران، ما يعكس حجم التحول المحتمل في المنطقة.
روسيا اليوم












Discussion about this post