تحتل زراعة الزيتون أهمية اقتصادية كبيرة في سورية حيث تعتبر المهد الأول لهذه الشجرة المباركة ومنها انتشرت إلى باقي دول البحر الأبيض المتوسط ، كما وتأتي هذه الزراعة في المرتبة الثالثة بين المحاصيل الزراعية من حيث الأهمية الاقتصادية ومساهمتها في الدخل القومي والذي قدر بـ حوالي 3% و5‚9% من الدخل الزراعي كما ويعمل في قطاع الزيتون حوالي 300 ألف أسرة وهي تمثل حوالي 15% من مجمل عدد السكان
وبينت مديرة مكتب الزيتون عبير جوهر في تصريح موقع اخبار سوريا والعالم أن سورية وصلت في مراحل سابقة إلى مراكز عالمية متقدمة على مستوى الإنتاج والمساحة وعدد الأشجار، وتقدر المساحة المزروعة بالزيتون بـ 674 ألف هكتار، وهي تشكل 12% من إجمالي المساحة المزروعة و65% من مجمل المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة وبذلك تعتبر الشجرة الرئيسية في سورية والتي وصل عددها إلى 101 مليون شجرة، المثمر منها حوالي 90 مليون شجرة
واشارت جوهر الى ان انتاج سوريا من زيت الزيتون بعام 2024 وصل الى 122 الف طن ووصل الاستهلاك المحلي منه الى ١٠٠ ألف طن أي يوجد فائض للتصدير حوالي ٢٢ ألف طن .
وبينت جوهر انه يوجد في سوريا حوالي ٣٥ شركة فلترة وتعبئة وانتاج زيت الزيتون .يسوق انتاجها في الاسواق المحلية والعالمية وتنتج زيت زيتون بكر بعبوات مختلفة الاحجام والانواع ومطابقة للمواصفات القياسية السورية والمواصفات العالمية وتصدر انتاجها إلى العديد من الدول العربية والاجنبية وتعتبر السعودية وقطر والإمارات العربية أسواق دائمة واساسية لزيت الزيتون السوري.
واشارت جوهر الى ان انتاج الزيتون النهائي لموسم ٢٠٢٤ حوالي ٧٦١٧٦٤ طن خصص منها ٢٠% لزيتون المائدة و٨٠% لاستخراج الزيت والذي وصل الى ١٢٢ الف طن زيت وهي أعلى من التقديرات الأولية بالنسبة لإنتاج الزيتون بحوالي ٥% الزيادة مردود الزيت في المعاصر نظرا لتوفر ظروف مناخية مساعدة على تصنيع الزيت في الثمار , و كان لإنتاج المحافظات الشمالية حلب وادلب تأثيراً كبيراً في زيادة الانتاج والتي أصبح بالإمكان الحصول على بيانات افضل لإنتاجها بعد انتصار الثورة المباركة والتحرير
وعن اهمية عودة سوريا الى المجلس الدولي للزيتون قالت جوهر أن العمل الدولي مع المنظمات الدولية المعنية بقطاع الزيتون أحد أهم عوامل تطوير هذا القطاع وتحويله لقطاع اقتصادي جاذب للاستثمار وقادر على مواجهة التحديات التي يعاني منها على المستوى المحلي ونتيجة للظروف التي تعرض لها خلال الفترة الماضية والتي أدت تراجع جدواه الاقتصادية إضافة إلى التحديات العالمية المتمثلة بالتغيرات المناخية وزيادة المنافسة في الاسواق العالمية وتشديد الرقابة على جودة ومواصفات زيت الزيتون في المواصفات القياسية الدولية
واشارت إلى أن سورية انضمت إلى المجلس الدولي للزيتون في عام 1998 وفق الاتفاقية الدولية للأمم المتحدة لزيت الزيتون، واستفادت بشكل كبير من الدعم الذي يقدمه المجلس للدول الأعضاء والمتمثل بالمشاركة في
البرنامج والمشاريع التي ينفذها المجلس كما كان ذلك في فترات سابقة حيث تم تنفيذ برنامج الترويج والإنعاش لزيت الزيتون السوري في عام 2002، ومشروع حصر وتقييم المصادر الوراثية لأصناف الزيتون 2002-2005 ، ومشروع إعادة استخدام مياه عصر الزيتون وتفل الزيتون في الأراضي الزراعية 2002-2007 , والدعم التقني من خلال الدورات التدريبية في كافة المجالات المتعلقة بقطاع الزيتون (خدمات زراعية – تحسين وراثي – تصنيف- مكافحة حشرات وأمراض – تحليل كيميائي وحسي لزيت الزيتون وتشكيل طواقم تذوق- تصنيع زيتون المائدة ).
اضافة لدعم الأبحاث الخاصة بدراسة تأثير التغيرات المناخية الحالية وتقييم حساسية أصناف الزيتون لهذه التغيرات في الدول العربية ,و الدعم العلمي وتطوير الخبرات من خلال المنح الدراسية ( ماجستير – دكتوراه ) الممولة من قبل المجلس في جامعات اسبانيا وايطاليا ,ودعم الدراسات العلمية الخاصة بأصناف الزيتون السوري ومواصفاته الانتاجية والكيميائية والحسية والجزيئية من خلال تنفيذها في مخابر عالمية معتمدة من قبل المجلس وبإشراف خبراء دوليين , بالإضافة الى مساهمته في الترويج لزيت الزيتون للدول الأعضاء من خلال المعارض والمسابقات المنفذة من قبله.
Discussion about this post