اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
في نوفمبر/تشرين الثاني 1970، تولى حافظ الأسد زمام السلطة في سوريا، وحكم البلاد بقبضة من حديد. بعد أن صعد من منصب وزير الدفاع إلى رئيس الجمهورية، حرص على تعيين أخيه رفعت الأسد في منصب قائد “سرايا الدفاع”، وهي وحدة عسكرية منفصلة عن الجيش النظامي، كانت تمثل خط الدفاع الأساسي لنظامه.
لم يقتصر اهتمام حافظ على تعيين أقاربه فقط، بل عزز هيمنة أخيه على المناصب الرئيسية في الدولة، مما سمح له بتأمين حكمه وتوريثه لأبنائه وأحفاده، ما جعل سوريا أشبه بإقطاعية عائلية . لاحظ المؤرخون هذه الظاهرة منذ وقت مبكر، حيث يشير نيكولاس فان دام في كتابه “الصراع على السلطة في سوريا” إلى اعتماد حافظ على الضباط في المناصب الحساسة، بينما احتل الضباط من الطوائف الأخرى مناصب رمزية دون صلاحيات حقيقية.
في ظل هذه الظروف، برز أفراد عائلة الأسد، وكان جميل الأسد، الأخ الأوسط، معروفًا بنفوذه الخاص. وُلِد جميل الأسد في القرداحة عام 1933، وبدأ نشاطه السياسي بعد وصول أخيه إلى السلطة، حيث انخرط في مجلس الشعب ثم اتجه للعمل في الاستيراد والتصدير، مما فتح له أبواب الكسب غير المشروع.
وفقًا لعبد الرحمن نموس في كتابه “تاريخ سوريا الحديث”، ظهرت طبقة جديدة من رجال الأعمال المرتبطين بنظام الأسد، وكان جميل ورفعت على رأسها. أسس جميل الأسد “شركة الساحل” للتخليص الجمركي وسيطر على مرفأ اللاذقية، حيث فرض ضرائب على التجار والمخلصين الجمركيين ووسع نفوذه ليشمل الموانئ والمعابر الحدودية.
في عام 1981، أطلق جميل الأسد على نفسه لقب “الإمام المرتضى”، وأنشأ جمعية دينية تحت اسم “جمعية الإمام المرتضى”، والتي كان هدفها توسيع نفوذ النظام السوري عبر نشر المذهب الشيعي. ارتبطت الجمعية بعلاقة وثيقة مع “سرايا الدفاع” التي قادها رفعت الأسد.
مع مرور الزمن، تحول جميل الأسد إلى رمز للتجارة غير المشروعة في سوريا، بما في ذلك تجارة المخدرات، واستمر في توسيع نفوذه من خلال استغلال سلطته وعلاقاته مع أفراد من عائلته الحاكمة.
الجزيرة
Discussion about this post