اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
في صباح يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، لم تكن مغادرة طائرة بشار الأسد من سورية الحدث الوحيد الذي شهدته البلاد بعد سيطرة فصائل المعارضة على دمشق وإعلان سقوط النظام الذي استمر خمسة عقود، فقد تبع الأسد آلاف المسؤولين وضباط الأمن المرتبطين بجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
رغم الحملات الأمنية التي أعلنتها إدارة العمليات العسكرية لتعقب بقايا النظام، لم تُعلن حتى الآن عن اعتقال ضباط بارزين باستثناء بعض التقارير عن أسماء معروفة مثل اللواء محمد كنجو حسن، المسؤول عن إصدار أحكام إعدام في سجن صيدنايا.
ومع تأكيد وصول بشار الأسد وعائلته إلى موسكو عبر قاعدة حميميم، يبقى السؤال قائماً حول أماكن اختباء آلاف الضباط والمسؤولين السابقين، ومدى قدرتهم على تشكيل تهديد أمني للنظام الجديد.
مناطق الدعم الشعبي للنظام السابق
مع تقدم القوات الجديدة نحو مدينة حماة بعد السيطرة على حلب وأرياف إدلب وحماة، شهدت المناطق الساحلية وريف حمص الغربي نزوحاً واسعاً.
هذه المناطق الجبلية القريبة من القرداحة، مسقط رأس الأسد، أصبحت ملاذًا مؤقتًا لكبار الضباط وقادة الميليشيات.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن شهادات المدنيين تؤكد أن هؤلاء الضباط اختبأوا في هذه المناطق التي توفر ملاذات آمنة بعيدًا عن الأنظار.
تستمر مطاردة الفلول في هذه المناطق، حيث نجحت القوات في القضاء على المدعو شجاع العلي الذي كان يقود مجموعة مسلحة في ريف حمص، كما تم اعتقال مسؤول الكاميرات في سجن صيدنايا خلال عمليات تمشيط مدينة حمص.
اللجوء إلى لبنان
لبنان، وخاصة المناطق الخاضعة لنفوذ حزب الله، كان وجهة لعدد من مسؤولي وضباط النظام السابقين.
وبحسب “أسوشيتد برس”، دخل نحو 8 آلاف سوري إلى لبنان بوثائق مزورة بعد سقوط النظام.
وفي 2 يناير/كانون الثاني 2025، أطلقت السلطات اللبنانية سراح شمس دريد الأسد ووالدتها بعد توقيفهما في مطار بيروت لمحاولتهما السفر بوثائق مزورة.
في الوقت نفسه، أبلغ مسؤولون لبنانيون عن توقيف شاحنة في مدينة جبيل الساحلية الشمالية، كانت تحمل مجموعة من الضباط السوريين، فيما سلمت السلطات اللبنانية لاحقًا 70 جنديًا وضابطًا إلى حكومة دمشق المؤقتة.
مناطق سيطرة “قسد”
كشف تقرير عسكري أن حوالي 2500 جندي من قوات النظام السابق انضموا إلى صفوف قوات سورية الديمقراطية (قسد) في مناطق شرق الفرات.
رغم أن بعض التقارير نفت تورط قسد في تهريب شخصيات بارزة من النظام، إلا أن هذه المناطق ظلت ملاذًا لبعض الفلول الذين فروا من مناطق سيطرة النظام على الضفة الغربية من نهر الفرات.
وجهات أخرى
قبل سقوط النظام بيومين، هرب أكثر من 2400 جندي وضابط إلى العراق عبر معبر “القائم” الحدودي، وتمت إعادة نحو ألفين منهم إلى سورية.
كما اتخذ ضباط كبار في النظام السابق قاعدة حميميم الروسية نقطة تجمع آمنة لنقلهم إلى الخارج عبر طائرات روسية، وفق تقارير استخباراتية.
إعادة التنظيم
يرى خبراء عسكريون أن احتمالية إعادة تنظيم الضباط المنشقين أمر مستبعد، إذ لا يتمتعون بعقيدة عسكرية موحدة.
إلا أن هناك مخاوف من أن تدعمهم دول معادية للنظام الجديد لتشكيل مجموعات مسلحة تهدد الاستقرار.
كما يمكن أن يحتمي بعضهم بمناطق الطائفة العلوية ويقاتلوا دفاعًا عن أنفسهم، بينما قد يلجأ آخرون إلى تكوين عصابات للنهب في ظل حالة الفوضى.
بالمقابل، يستبعد الخبراء أن يتمكن هؤلاء الضباط من تنظيم صفوفهم والعودة للقتال بشكل فعّال، وقد يقتصر نشاطهم على عمليات فردية أو كمائن ضد قوات النظام الجديد.
الجزيرة
Discussion about this post