اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
تستعد الأحزاب والحركات المسيحية السياسية في سوريا للعودة إلى دمشق من أجل ممارسة عملها السياسي والمشاركة في الحكم ضمن التغييرات السياسية والميدانية التي تشهدها البلاد بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
ويشير مسؤول المنظمة الآشورية الديمقراطية في سوريا، غابرييل موشي، إلى أن حزبه سيتجه مع مطلع العام الحالي إلى دمشق بهدف فتح مكتب هناك.
ويقول موشي لـ”الحرة” إنه “رغم القلق والتوجس من السلطات الحالية ذات الفكر الديني المتشدد إلا أنه هناك تطمينات لأتباع كل الطوائف وخصوصا أبناء الأقليات والمسيحيين”.
ويرى موشي أنه من المفترض أن تشارك كل مكونات الشعب السوري في عمليه صياغة دستور قبل طرحه على الاستفتاء العام وبهذا يأخذ مشروعية من جميع المواطنين المشاركة في الحكومة الانتقالية.
مرحلة جديدة
ويترقب المسيحيون في سورية الأوضاع في بلدهم، معربين عن أملهم في رسم بداية مرحلة جديدة تسودها المساواة والعدالة والعيش الكريم.
ويعتبر المطران “بطرس قسيس” مطران حلب للسريان الأرثوذوكس، أن الوضع الحالي في سورية يتسم بالترقب لما سيأتي في القادم من الأيام.
ويضيف قسيس لـ”الحرة”، “المسيحيون في سوريا يأملون بتجاوز المصاعب التي واجهتم في عصر النظام المخلوع، ونحن في مرحلة صلاة ورجاء وأمل من أجل سوريا واستقرارها بعد أن مزقته الحرب والخلافات على مدى 13 سنة السابقة”.
ولا يخفي المطران قسيس مخاوف المسيحيين بعد سقوط نظام الأسد، قائلا “القادة الكنسيون يشاركون المسيحيين المخاوف الموجودة وكذلك تحمل مسؤولية الدفاع عن وجود المكون المسيحي في سوريا ونقل هذه المخاوف إلى البعثة الأممية الخاصة بسوريا”.
ويلفت مطران حلب الى أن رسائل التطمين التي وصلت المسيحيين من قبل القادة الجدد لسوريا دفعت لممارسة حياتهم وعاداتهم الدينية بشكل كامل، ولكن مع بعض القيود التي فرضها الواقع الأمني للبلد بعد الاختفاء الفجائي للشرطة والأمن وتواجد الفاسدين والمجرمين ممن يعبثون بأمن المواطن والمجتمع بالتزامن مع الفتح المفاجئ للسجون.
ووفق المطران فإنه خلال الأيام الأولى من سيطرة الفصائل على حلب تعرضت بعض مؤسسات الكنسية للسرقة من قبل بعض المجرمين الذين استفادوا من حظر التجول في حلب.
كما تحدث المطران عما شهدته محافظة حماة من استهداف لمطرانية حماة للروم الأرثوذوكس بأعيرة نارية من قبل جماعات غير منضبطة من المعارضة المسلحة أثناء دخول فصائل الثورة إلى المدينة.
وتشير إحصائيات مطرانية حلب إلى أن أعداد العائلات المسيحية فيها قبل اندلاع الثورة السورية كانت 3200 عائلة لكن المدينة اليوم تحتضن فقط 1500 عائلة حيث هاجر أكثر من نصف المسيحيين في المدينة إلى خارج البلاد.
حالة ترقب
وتؤكد نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض، ديما موسى على أن المسيحيين يعيشون حالة ترقب لما ستؤول اليه الأحداث مستقبلا، مشيرة إلى أن الحوار الوطني الشامل لجميع أطياف الشعب السوري ووضع الجميع مخاوفهم ورؤاهم على الطاولة هو السبيل الوحيد للخروج برؤية تلبي ما يريده جميع السوريين وتبعث في نفوسهم الطمأنينة.
وفي حديث لـ “للحرة”، تضيف ديما وهي مسيحية من محافظة حمص، “هناك القليل من التهويل بخصوص خلفية بعض الجهات العسكرية الموجودة الآن في الساحة، ولكن حتى الآن المؤشرات مطمئنة وإيجابية بالرغم من بعض الحوادث الفردية التي تم التعاطي معها بشكل إيجابي ومعالجتها فيما يعطي المزيد من الاطمئنان للمسيحيين أو غيرهم وبالأخص نحن الآن في مرحلة أعياد الميلاد ولا يوجد هناك أي محاولة لوقف الناس عن الاحتفال بهذه المناسبة الدينية”.
من جهتها تلفت كوليت بهنام، الناشطة في مجال حقوق الانسان، إلى أن نظرة المسيحيين لمستقبل سوريا عقلانية وفيها الكثير من التروي والحكمة، مبينة أنهم كغيرهم من السوريين لديهم قلق من المجهول.
وتؤكد بهنام على “العيش المشترك في ظل دولة مدنية ديمقراطية يطالب بها الجميع. والمسيحيون بشكل العام لا يقبلون اعتبارهم أقلية فهم شركاء بالمعنى الحقيقي، ولدينا الثقة بالقيادة الجديدة التي سيديرها سوريون حكماء”.
الحرة
Discussion about this post