اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
كان وصول ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى أبوظبي ولقاؤه مع رئيس الإمارات محمد بن زايد، رغم التوترات السابقة بينهما، بمثابة مؤشر مهم على حجم المخاطر التي أدركتها الرياض وأبوظبي. هذا اللقاء جاء في ظل الهجوم التركي على مدينة حلب وريفها باستخدام جماعات مثل “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقًا) وغيرها من المجموعات المسلحة، بما في ذلك مقاتلين من آسيا الوسطى والقوقاز والإيغور الصينيين. هذا التصعيد التركي دفع الرياض وأبوظبي إلى إدراك أن تركيا تسعى لتغيير التوازنات السياسية في المنطقة عبر مشروع “العثمانية الجديدة”، وهو تهديد مباشر للمصالح العربية.
تسعى المنطقة الآن إلى تحقيق التوازن بين القوى الإقليمية الكبرى مثل إيران وتركيا والسعودية، بالإضافة إلى “إسرائيل” التي تسعى لحماية مكانتها في المنطقة. وبينما تدرك الرياض ارتباطها الجغرافي والتاريخي بإيران وتركيا، إلا أن التوسع التركي في سوريا خاصة في مناطق قريبة من حدودها أصبح يشكل تهديدًا. كما أن إيران وسوريا وحزب الله يشكلون تحالفًا قويًا في المنطقة، حيث يتم التعاون لحماية الأمن الإقليمي في مواجهة “إسرائيل”.
شهدت السعودية تحولات في سياستها بعد وفاة الملك عبدالله وتولي قيادة جديدة. فقد قررت الرياض تغيير موقفها تجاه سوريا بعد طردها من النظام العربي عام 2012. ولم تعد تدعم الجماعات المسلحة في سوريا، لكنها في الوقت نفسه لم تقترب من دمشق بسبب المخاوف من العلاقات الوثيقة بين إيران وسوريا.
وفي سياق ذلك، أدركت السعودية أن التحديات الجديدة تتطلب منها استراتيجيات مرنة، فبعد الهجوم على منشآتها النفطية عام 2019 من قبل أنصار الله في اليمن وعدم تدخل الولايات المتحدة، بدأت الرياض في تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين. ورغم ذلك، حافظت على موقفها من سوريا، حيث طالبتهما بالابتعاد عن إيران وحزب الله.
وبالرغم من قوتها المالية وموقعها القيادي في العالم العربي، فإن السعودية تشعر بقلق من التوسع التركي في المنطقة. فتركيا تسعى للهيمنة على العالم الإسلامي، وهي تحمل طموحات تهدد استقرار الأنظمة العربية، بما في ذلك السعودية. هذا القلق ازداد بعد التدخل التركي في حلب وما يمكن أن يعنيه من تغير في موازين القوى في المنطقة.
بعد تدخل تركيا في سوريا، أصبح من الضروري بالنسبة للسعودية أن تتبنى سياسة جديدة تدعم سوريا الموحدة كحاجز ضد التوسع التركي. ففقدان سوريا سيشكل تهديدًا مباشرًا لموقعها الاستراتيجي في المنطقة. ما يراه البعض تهديدًا من الإسلام السياسي في شكل “العثمانية الجديدة” يمكن أن يؤثر بشكل كبير على السعودية، مما يجعل الموقف العربي في سوريا أكثر حساسية في حماية الاستقرار الإقليمي.
الميادين
Discussion about this post