اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
تتواصل الجهود العربية مع دمشق بشأن التطورات الأخيرة في شمال سوريا، حيث كانت أحدث تلك الاتصالات من خلال محادثات بين وزيري الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ونظيره السوري، بسام صباغ. وقد تناولت المناقشات سبل تقديم الدعم العربي لسوريا في ضوء الأحداث الأخيرة، خاصة في إطار جامعة الدول العربية، وذلك بعد سيطرة الفصائل المسلحة على مناطق في محافظتي حلب وإدلب.
وأوضح مسؤول حكومي سوري في تصريح خاص لـ”الشرق الأوسط” أن هذه الاتصالات تحظى بأهمية كبيرة، مشيرًا إلى أن الدعم العربي يجب أن يشمل جوانب متعددة، مثل عدم توفير ملاذات آمنة للإرهابيين، وتقديم المعلومات والمساعدات العسكرية، على غرار الدعم الدولي الذي تم تقديمه في معركة الموصل ضد تنظيم “داعش”.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الاتصالات تعد الأكبر من نوعها منذ عام 2011، حيث يتوقع أن تشمل الدعم على المستوى السياسي والقانوني والدبلوماسي والإغاثي، مع إمكانية عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية. في المقابل، استبعد بعض الخبراء التدخل العسكري العربي في الوقت الحالي بسبب غياب التوافق على هذه الخطوة.
وفي الأيام الأخيرة، شنت فصائل مسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” هجومًا عسكريًا في شمال غربي سوريا، وتمكنت من السيطرة على مناطق في حلب وإدلب بعد سنوات من الهدوء النسبي. وقد تلقى عبد العاطي اتصالًا هاتفيًا من صباغ لبحث آخر التطورات الميدانية في شمال سوريا، حيث تم التأكيد على موقف مصر الثابت في دعم وحدة وسيادة سوريا وحماية المدنيين.
من جانبه، أكد مستشار مجلس الوزراء السوري عبد القادر عزوز أن ما يحدث في سوريا لا يقتصر على المسألة السورية فقط، بل يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي، خاصة مع سيطرة “جبهة النصرة”، التي تعتبر فرعًا لتنظيم “القاعدة”، على مناطق في الشمال السوري. وشدد على أن هذا يفاقم التهديدات الإرهابية في المنطقة.
وفي هذا السياق، أكد العديد من الخبراء أن الدعم العربي لسوريا سيكون ضروريًا في المرحلة المقبلة، مشيرين إلى أهمية تعزيز عودة سوريا إلى محيطها العربي بعيدًا عن التأثيرات الخارجية، خاصة الإيرانية. وبالنسبة للموقف العسكري، استبعد الخبير بشير عبد الفتاح وجود أي آلية واضحة لتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك، مؤكدًا أن الدعم سيشمل جوانب سياسية ودبلوماسية وإغاثية.
وفي مجلس الأمن، أكد ممثل الجزائر ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بينما اتهم المندوب السوري لدى الأمم المتحدة إسرائيل وتركيا بالتواطؤ مع الهجمات الأخيرة في الشمال السوري.
من جانبه، حذر مستشار مجلس الوزراء السوري من خطر إحياء تنظيمات إرهابية مثل “القاعدة” و”داعش”، مؤكدًا ضرورة تحرك عربي عاجل لمواجهة هذا التهديد.
الشرق الأوسط
Discussion about this post