اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
جاء هجوم المجموعات المسلحة في شمال سوريا في توقيت اقليمي ودولي حسّاس. لا يصدّق عاقل الاّ علاقة مباشرة لتنظيم “الاخوان المسلمين” بما يجري في أرياف الشمال السوري حالياً، رغم ان “جبهة النصرة” وهيئاتها هي فروع تنظيم “القاعدة” في سوريا، لكن ارتباط “النصرة” والمجموعات المتفرعة عنها، قائم مع الأتراك الذين يعود اليهم قرار الحرب والسلم في شمال سوريا. ويمكن رصد الخطاب الإعلامي للقنوات الفضائية التي تدور في فلك الدول والجهات المتعاطفة مع “الاخوان المسلمين” للدلالة على ذلك.
يروي خبراء استراتيجيون ل “النشرة” كيف تركت جماعات “الاخوان” و “النصرة” قطاع غزة، وتفرجوا جميعهم على حركة “حماس” تواجه الة الحرب الاسرائيلية، من دون سند “اخواني”، ولا مؤازرة المجموعات الاسلامية لها، لا بل تعاطفت مجموعات “الاخوان” في الدول الإسلامية والعربية ومنها سوريا، مع الإسرائيليين في حربهم ضد “حزب الله”، الذي ورّط لبنان معه في حرب ضد الاسرائيليين، فقط لإسناد غزة.
يعتبر الخبراء ان الهجوم في أرياف حلب و ادلب أتى نتيجة قرار تركي، بخلفية “اخوانية”، لاسباب عدة:
– لم يكترث الرئيس السوري بشار الاسد لكل طلبات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بحصول اجتماع بينهما، لفرض تسوية تركية – سورية. رفض الاسد طلبات اردوغان، لعدم تضمّن مشروع الصفقة المقترحة تركياً ابعاد مقاتلي مجموعات “الاخوان المسلمين” و “النصرة” إلى خارج المناطق السورية، بينما كان يصرّ الأتراك على اشراك السوريين معهم في حرب ضد الكرد، وهو ما رفضته دمشق، وتمسّكت بالتحالف مع الدول العربية، التي تربطها بالكرد علاقات ايجابية ايضاً، لا مع تركيا التي تُعتبر حاضنة لمجموعات “الاخوان المسلمين”.
– يستغل الأتراك التوقيت الاميركي الحالي، لمحاكاة الادارة الآتية، بالتأكيد على قدرة انقرة على خلط الأوراق في سوريا، خصوصاً ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو توعد السوريين بالحرب في حال استمر التعاون بين دمشق وطهران عسكرياً وإستراتيجياً. مما يدلّ ايضاً على وجود تنسيق تركي – إسرائيلي بشأن سوريا، خصوصاً بعد انسحاب عناصر “حزب الله” من ريف حلب.
– يطرح الأتراك انفسهم لاعبين أساسيين في الاقليم، بعدما خفت نجم اردوغان، وتراجع دور انقره، نتيجة حرب غزة: فلا هو ساند الفلسطينيين، بل اكد لقادة “حماس” عدم القدرة على حمايتهم في الأراضي التركية، اي الطلب منهم مغادرة بلاده، ولا هو لعب دوراً في مشاريع التسويات، بعدما كان ابدى الاستعداد للتواجد في جنوب لبنان ضمن القوات الدولية.
كل ذلك، يطرح دور “الاخوان المسلمين” في الدول العربية على طاولة النقاش مجدداً: تخلّ بشكل نهائي عن القضية الفلسطينية، والمساهمة في محاولات زعزعة الاستقرار الاقليمي الذي تسعى اليه ايران والدول العربية، وتنفيذ اجندات تركية – اسرائيلية، تمهيدا لفرض وقائع اقليمية قبل استلام الادارة الاميركية الجديدة.
النشرة
Discussion about this post