انتخابات الغرف التجارية..مرحلة جديدة بمتطلبات ضرورية… والفوز بالتزكية عطب للتنافسية

اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net

دمشق – الدكتور محمد الجبالي

‏‎التنافس الملموس في الانتخابات المرتقبة لمجلس إدارة الغرف التجارية السورية لهذه الدوره لعام 2024 .. ان غرفة تجارة العاصمة دمشق هذا الكيان التجاري العريق الذي يعتبر الأقدم من نوعه على مستوى المنطقة، والذي نطلع جميعا إلى زيادة مساهمته في خدمة التجار وتطوير الاقتصاد الوطني.

‏‎يجب الحرص من السادة التجار المنتسبين لهذه الغرف على المشاركة في هذه الانتخابات انطلاقا من عدة أسباب، من بينها أن هذه الانتخابات هي أحد أشكال الحراك الديمقراطي المـتأصل فيها ، حيث يقول التجار كلمتهم ويمنحون ثقتهم لمن يعتقدون أنه الأجدر والأكفأ في تمثيلهم ..

ومن الأسباب أيضا ان هناك تفائل بهذه المرحلة القادمة ، ونريد ان يحظى مجلس إدارة الغرفة بفرصة أخرى لتحقيق أهدافه، خاصة وأن الدورة السابقة واجهتها صعوبات كبيرة الجميع يعلمها ..

‏‎المشهد الانتخابي في هذه الدورة هادئ : بقوائم انتخابية يمثلون معظم العائلات التجارية العريقة ومن خلفيات قطاعات أعمال متنوعة لديها ارتباطات متشعبة ومتشابكة مع معظم التجار في سوريا وخارجها ، ومرشحون مستقلون قرروا قبول التحدي والمشاركة في الانتخابات، وأنا في الواقع أحييهم على شجاعتهم، فقد قالوا كلمتهم وعرضوا مرئياتهم خلال رحلة الترشح هذه نتمنى لهم كل التوفيق ..

‏‎فآخر ما نحتاج إليه هو انتخابات باردة لا روح فيها ولا تنافسية، والفوز بالتزكية هو أكبر عطب يمكن أن يصيب العملية الانتخابية الديمقراطية، ويعطي انطباعا بأن التجار انفضوا عن غرفتهم وليسوا مقتنعين بأهميتها ودورها في خدمتهم ..

ويجب ان يسجل مجلس إدارة الغرفة التناغم بين أعضائه، ليصبح للجميع في قارب واحد يدفعونه باتجاه واحد وفقا لخارطة طريق واضحة المعالم ..

‏‎نحن الآن أمام فرصة لإكمال نهوض الحالة الاقتصادية وذلك لاستعادة ما فاتنا من فرص ..

لاننسى ان تعديل القانون بالمرسوم رقم 21 لعام 2024 الذي صدر من رئيس الجمهورية الرئيس الدكتور بشار الاسد الذي كان له دور في تعديل المجرى الانتخابي وحقق العدالة به بحيث حدد التمثيل الصحيح بوصول المرشحين المسجلين في الدرجة الممتازة  الاولى والثانية  بأصوات ناخبيهم الحقيقيين من نفس الدرجة  وليس بأصوات الفئات الثالثة والرابعة كما كان يتم قبل صدور هذا المرسوم ..فجاء هذا المرسوم ليعيد الغرف التجارية السورية الى سابق عهدها وألقها ..

يجب ان يكون صوت التاجر مسموعاً في الغرفة ومقدراً ويجب  أن تبادر الغرفة إلى تقديم المزيد من الخدمات، مثل ضمان القروض، أو توفير محامين للتجار المتعثرين، أو دراسات جدوى حقيقية لمشاريع يمكن التاجر تنفيذها، ومن الممكن أيضا أن تستثمر جانبا من مواردها في تنفيذ مشروعات إنتاجية تغطي جانبا من نفقاتها، وتكوين أصول مدرة للربح تستخدم عوائدها في الإنفاق على برامجها ، وأرى أن غرف التجارة عليها مهام فاعلة وقوية جدا، ولديها الكثير من الصلاحيات مثل المشاركة في عمليات ضبط الأسعار ..

لذلك يحتاج أعضاء مجلس إدارة الغرفة للمطالبة بتوسعة صلاحيتها وإثبات قدرة الغرفة على تنفيذ هذه الصلاحيات بفاعلية ومسؤولية.

‏‎وإذا أردنا تعزيز دور غرفة تجارة دمشق علينا الاعتماد أكثر على الخبراء والمحترفين، حيث بإمكان رجال الأعمال طبعا شغل المناصب القيادية في الغرفة، ولكن عندما يتطلب الأمر تنفيذ المهام الدقيقة والخطط اللازمة لدعم مجتمع الأعمال فيمكن أن يتركوا تلك المهمة للخبراء والمحترفين لو أردنا أن تكون الغرفة أكثر فاعلية في معالجة المشكلات التي يواجهها التجار في دمشق والمحافظات الاخرى

‏‎لكن من هم هؤلاء الخبراء والمحترفين؟ إنهم بلا شك الجهاز التنفيذي للغرفة الذين يجب اختيارهم بعناية فائقة، وأن يكونوا من ذوي الخبرات المتراكمة في مجال استراتيجيات تطوير التجارة والاقتصاد والقطاعات الإنتاجية، حيث تكون مهمة مجلس الإدارة رسم الاستراتيجية العامة وتحديد الأهداف، ليتولى الجهاز التنفيذي مسؤولية تحقيقها على أرض الواقع من خلال خطط تنفيذية قابلة لقياس وتصوب الأداء.

‏‎مسؤولية أخرى كبيرة ملقاة على عاتق لجان الغرفة التي تتخصص في قطاعات معينة مثل الصناعة والمصارف وتقنية المعلومات، ورئيس وأعضاء هذه اللجان يجب اختيارهم بعناية بناء على خبراتهم ومعرفتهم الواسعة باحتياجات قطاعهم وكيفية تطويره، وليس عن طريق المحاباة والاسترضاء ورد الجميل ..

إن دور غرفة التجارة يجب أن يتماشى مع برنامج عمل الحكومة وخطة التعافي الاقتصادي وتوجهات التنمية الاقتصادية ووزارة الصناعة والتجارة والسياحة، ولكن على الغرفة أن تتمتع في الوقت ذاته باستقلاليتها وبشخصية تميزها.

‏‎ومن الضروري تنفيذ الغرفة لاستراتيجية ثلاثية المحاور أولها التوجه نحو تبني التحول الرقمي عن طريق أتمتة أنظمتها الداخلية قبل أن تقوم بدعوة التجار إلى عمل الشيء ذاته، وأناشد كل رجال الأعمال في سوريا بالتوجه نحو التحول الرقمي وتبني أحدث الحلول التقنية لأن  الرقمنة أصبحت العامل الحاسم في نجاح أي رجل أعمال.

والمحور الثاني هو أن تؤسس الغرفة لدعم مجتمع رجال الأعمال بصورة تتماشى مع التوجهات والتطورات الاقتصادية العالمية.

 وأخيراً أن تقوم الغرفة بتشجيع رواد الأعمال الواعدين عن طريق دعم أنشطتهم ومساندتهم في مشاريعهم

نتمنى للجميع التوفيق لما فيه الخير للعباد والبلاد ..

الدكتور محمد الجبالي رئيس المجموعة الاقتصادية للاستشارات والتنمية