اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
اكتشف علماء آثار بريطانيون أحد أقدم المباني المسيحية في منطقة الخليج العربي، وأعلنوا أن هذا الاكتشاف يعود إلى أكثر من 1300 عام.
وأظهرت تحاليل الكربون المشع أن المبنى الموجود في سماهيج، إحدى قرى جزيرة المحرق في البحرين، كان مأهولاً بين منتصف القرن الرابع ومنتصف القرن الثامن قبل أن يتم التخلي عنه بعد تحول السكان إلى الإسلام.
أوضح الفريق العلمي أن الموقع المكتشف كان جزءًا من كنيسة نسطورية، وهي طائفة مسيحية كانت موجودة في آسيا، مما يشكل أول دليل على وجود الكنيسة النسطورية في البحرين.
وقد أجرى علماء آثار بريطانيون وبحرينيون حفريات تحت تلّة في مقبرة القرية، وكشفوا عن مبنى كبير يضم ثماني غرف، من بينها مطبخ وغرفة طعام وغرفة عمل وثلاث غرف معيشة.
وقد بُني مسجد فوقه لاحقًا، مما ساعد في الحفاظ على المبنى.
يعتقد الفريق أن المبنى كان قصرًا لأسقف محلي في سماهيج، وهي قرية تاريخية تُعرف أيضاً باسم مشماهيج أو مسماهيج، قبل تحول المنطقة بالكامل إلى الإسلام بعد حوالي 300 عام.
وقد تم العثور على عدد قليل من المباني المسيحية في المنطقة، لكنها كانت تقع في مواقع نائية، ما يجعل اكتشاف سماهيج مميزًا لوجوده في قلب مستوطنة حديثة.
بُني المبنى بجدران حجرية مغطاة بالجبس من الداخل وأرضيات من الجبس، مع مقاعد وأبواب مثبتة داخليًا ومواقد في المطبخ مصنوعة من أجزاء أمفورات.
وكشف التحليل أن السكان كانوا يعيشون بمستوى معيشي جيد، يتناولون لحم الخنزير والأسماك والمحاريات والمحاصيل المختلفة، وهو ما انتهى بعد تحولهم إلى الإسلام.
يشير اكتشاف حبات العقيق شبه الكريمة وقطع الفخار الهندية إلى أن السكان كانوا نشطين في التجارة، خاصة مع الهند.
كما عُثر على أوانٍ زجاجية، بما في ذلك كؤوس النبيذ الصغيرة، وعملات نحاسية مسكوكة في الإمبراطورية الساسانية.
تم العثور على أدوات نسيج مثل جدلات مغزلية وإبر نحاسية في المبنى، مما يشير إلى إنتاج المنسوجات للاستخدام في العبادة.
وتؤكد الهوية المسيحية للسكان من خلال ثلاثة صلبان من الجص، بعضها كان يُزين المبنى، وبعضها كان يُحتفظ به كتذكار شخصي.
كما عُثر على رموز مسيحية منقوشة على الجدران، منها رمز “كاي رو” وسمكة.
نُقِب عن المبنى بين عامي 2019 و2023 ضمن مشروع مشترك بقيادة البروفيسور تيموثي إنسول من معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر والدكتور سلمان المحاري من هيئة البحرين للثقافة والآثار.
وأكد البروفيسور إنسول أن هذا الاكتشاف هو أول دليل مادي على وجود الكنيسة النسطورية في البحرين، ويعطي فكرة عن حياة الناس في تلك الفترة.
سيتم تحويل الموقع إلى متحف للحفاظ على هذه القطعة التاريخية المهمة، ومن المتوقع أن يُعاد افتتاح المعلم التاريخي للجمهور في عام 2025.
RT
Discussion about this post