اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
يدلي الإيرانيون بأصواتهم لاختيار رئيس جديد، اليوم الجمعة، بعد وفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، وسيختارون من بين مجموعة من أربعة مرشحين موالين للمرشد الإيراني على خامنئي.
افتتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح اليوم للانتخابات الرئاسية الإيرانية، بحسب ما نقلته “رويترز” عن التلفزيون الرسمي.
ورغم أنه من غير المرجح أن تؤدي الانتخابات إلى تحول كبير في سياسات طهران، فإن نتائجها قد تلقي بظلالها على اختيار خليفة خامنئي البالغ من العمر 85 عاما والذي يشغل المنصب منذ ثلاثة عقود ونصف.
ويدعو خامنئي إلى مشاركة “بالحد الأقصى” في الانتخابات، حيث تراجعت نسبة إقبال الناخبين على مدى السنوات الماضية، وسط استياء السكان الذين يشكل الشباب أغلبيتهم إزاء القيود السياسية والاجتماعية.
وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0430 بتوقيت جرينتش) وتغلق عند الساعة السادسة مساء (1430 مساء بتوقيت جرينتش)، لكن عادة ما يتم تمديد فترة التصويت حتى منتصف الليل. وبالنظر إلى أنه يتم فرز بطاقات الاقتراع يدويا فمن المتوقع إعلان النتيجة النهائية خلال يومين مع إمكانية توافر مؤشرات أولية في وقت أقرب.
وإذا لم يحصل أي مرشح على ما لا يقل عن 50 في المئة بالإضافة إلى صوت واحد من جميع بطاقات الاقتراع بما في ذلك البطاقات الفارغة، فسيتم إجراء جولة إعادة بين المرشحيْن الأعلى في النتائج في أول يوم جمعة بعد إعلان نتيجة الانتخابات.
انسحاب مرشحين
أعلن مرشحان انسحابهما من السباق الرئاسي الإيراني. فقد أعلن المرشح الأصولي المتشدد وعمدة طهران علي رضا زاكاني انسحابه “من أجل وحدة القوى الثورية”، وذلك بعد ساعات قليلة من انسحاب أمير حسين قاضي زاده هاشمي.
وقال زاكاني في منشور على منصة “إكس”: “بقيت حتى نهاية المنافسة القانونية، لكن مواصلة طريق الشهيد رئيسي هو الأهم. أطلب من جليلي وقاليباف أن يتحدا وألا يتركا مطالب القوى الثورية المحقة دون تجاوب، وأن يمنعا تشكيل حكومة حسن روحاني الثالثة. أنا ممتن للشعب العزيز والمؤيدين الأعزاء ولا أخاف من النقد”.
ومساء الأربعاء، أصبح قاضي زاده أول من ينسحب من أجل أن يلتف المتشددون حول مرشح واحد في التصويت ليحل محل الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن أمير حسين قاضي زاده هاشمي (53 عاما) أسقط ترشيحه وحث المرشحين الآخرين على فعل الشيء نفسه “حتى يتم تعزيز جبهة الثورة”.
شغل قاضي زاده هاشمي منصب أحد نواب رئيسي ورئيسًا لمؤسسة شؤون الشهداء والمحاربين القدامى. خاض الانتخابات الرئاسية لعام 2021، وحصل على ما يقل قليلاً عن مليون صوت، وجاء في المركز الأخير.
مثل هذه الانسحابات شائعة في الساعات الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، خاصة في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة قبل إجراء التصويت عندما تدخل الحملات الانتخابية فترة هدوء إلزامية دون تجمعات. يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع اليوم الجمعة.
وحافظت الثيوقراطية الإيرانية في عهد المرشد الإيراني علي خامنئي على موقفها المتمثل في عدم الموافقة على مشاركة النساء أو أي شخص يدعو إلى تغيير جذري في حكومة البلاد في الاقتراع.
من هم مرشحو الرئاسة الايرانية؟
بعد انسحاب أمير حسين قاضي زاده هاشمي وعلي رضا زاكاني، تَبقَّى في السباق الرئاسي 4 مرشحين، هم مسعود بزشكيان، ومصطفى بور محمدي، وسعيد جليلي، ومحمد باقر قاليباف.
وبحسب استطلاعات الرأي، يحلّ بزشكيان أولاً بنسبة 24.4% من المستطلعة آراؤهم، يليه المرشح سعيد جليلي في المرتبة الثانية بنسبة 24%، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف في المركز الثالث بنسبة 14.7%، فيما يحلّ بور محمدي في المرتبة الأخيرة.
ويُعَدّ بزشكيان (69 عاماً) الذي يمثل التيار الإصلاحي، الأكبر سنّاً من بين المرشحين الأربعة للانتخابات الرئاسية، وعمل وزيراً للصحة بين آب 2001 وآب 2005.
كما مثّل المرشح ذاته أهالي تبريز في مجلس الشورى الإسلامي لـ5 فترات، وفي 2021 استُبعد من السباق الرئاسي لعدم الحصول على صلاحية التأهل من مجلس صيانة الدستور.
في المقابل، يمثل سعيد جليلي (58 عاماً) تيار المحافظين، وهو أحد ممثلي المرشد الإيراني علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي.
وكان جليلي المولود في مدينة مشهد من قدامى المحاربين في الحرب العراقية-الإيرانية التي بُترت خلالها إحدى قدميه، كما قاد مفاوضات الملف النووي الإيراني بين عامَي 2007 و2013، وأظهر عدم مرونة أمام الغربيين.
وحصل على المركز الثالث بأكثر من 4 ملايين صوت في الانتخابات الرئاسية عام 2013، كما ترشح للانتخابات الرئاسية في دورتها الثالثة عشرة عام 2021، وقبل يومين من موعد الانتخابات انسحب من المشاركة لصالح رئيسي.
ويأتي في المرتبة الثالثة للاستطلاعات أحد أشهر السياسيين الإيرانيين، محمد باقر قاليباف (62 عاماً)، الذي خدم في الحرس الثوري الإيراني بين 1980 و1988، قبل انخراطه في السياسة.
وفي عام 1997 عيّنه المرشد الإيراني علي خامنئي قائداً للقوات الجوية في الحرس الثوري، ثم بعدها بـ3 سنوات صار قائداً للقوات الأمنية.
ويترأس المرشح المولود قرب مدينة مشهد، البرلمان الإيراني منذ 2020، وأعيد انتخابه في منصبه بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في آذار الماضي.
وترشح رئيس البلدية السابق لطهران ثلاث مرات للانتخابات الرئاسية رغم أنه لم يبق في الساحة الانتخابية في المرة الأخيرة حتى نهاية الانتخابات وانسحب من السباق لصالح رئيسي.
أما مصطفى بور محمدي (64 عاماً) الذي بدأ نشاطه السياسي مدعياً عاماً لمحكمة الثورة الإسلامية في 1979، وشغل منصب نائب وزير الأمن القومي الإيراني بين 1997 و1999، فيأتي في المرتبة الأخيرة في استطلاعات الرأي للانتخابات.
وفي عهد الرئيس أحمدي نجاد، شغل محمدي منصب وزير الداخلية حتى عام 2007، وبعدها تولى رئاسة هيئة التفتيش العامة الإيرانية ما بين عامَي 2008 و2013، وفي العام نفسه أصبح المرشح المولود في مدينة قم وزيراً للعدل لمدة أربع سنوات.
Discussion about this post