اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
ما يستشف من مواقف أهل اليمين أنه يريد القاء خطابه الرابع في الكونغرس في 24 تموز المقبل، ليكون بمثابة الضربة القاضية على رأس الرئيس الأميركي. تالياً عودة دونالد ترامب لنكون أمام “صفقة المجانين” بين واشنطن وأورشليم، بعدما فعلت “صفقة القرن” بنا ما فعلت.
طالما وصفنا الكابيتول بالنسخة التوراتية عن الهيكل، ليكون “اسرائيلياً” أشد ضراوة من “الكنيست”.
ردة فعل بعض المشرّعين من الحزب الديموقراطي البحث في مقاطعة الجلسة أو التظاهر “المهذب” أمام المبنى. لكن “الواشنطن بوست” ذكرت أن كبار أعضاء الكونغرس من الحزب الديموقراطي وافقوا على بيع “اسرائيل” 50 مقاتلة من طراز “F-15” ، التي تنتمي الى الجيل الخامس من النوع الشبحي، والى حد وصفها بـ”أفضل مقاتلة في العالم”.
وكانت بعض المقالات قد أشارت الى أن ادارة بايدن تريد تقديم هدية ضخمة للجيش “الاسرائيلي”، بعدما كشفت الحرب في غزة مدى هشاشته، كما مدى ضياعه، وذلك بعد عقود من تجربة الضربات الصاعقة التي تزعزع أعصاب العدو، وتدفع به الى التقهقر، ناهيك عن أن الادارة التي لا تثق بزعيم “الليكود”، والتي تعي أنه يلعب بكل الوسائل المكيافيلية ضدها، تسعى الى استمالة المؤسسة العسكرية في مواجهتها المكشوفة مع نتنياهو.
ولكن، هل كان بامكان الرجل أن يلعب هكذا، ويتلاعب هكذا في الانتخابات الرئاسية في أميركا تحت أنظار الجميع، متحدياً كل اللاءات التي انطلقت من الشوارع ومن الجامعات، لو لم يكون “اللوبي اليهودي”، بـأثيره الأخطبوطي على أركان الدولة العميقة يقف الى جانبه، واضعاً جو بايدن أمام الخيارات المرّة للبقاء لولاية ثانية؟
بيد أن الادارة اياها تعلم أن نتنياهو يلعب بهلوانياً، ليس فقط على التناقضات الداخلية، وانما أيضاً على التصدعات الداخلية، ان في المؤسسة السياسية أو في المؤسسة العسكرية.
يائير لبيد زعيم المعارضة، الذي يخشى من أن يلجأ الائتلاف الى اللعب بالورقة اللبنانية بتداعياتها الكارثية لانقاذ نفسه، ولاغراق “اسرائيل” في مستنقع أشد خطورة، وصف الحكومة بـ”المجنونة” التي “تخوض صراعات داخلية وهي عاجزة، ولا تهتم بالجنوب والشمال”.
يبقى على نتنياهو أن يلعب الورقة الأخيرة، الورقة الذهبية، بخطاب أمام الكونغرس في 24 تموز المقبل، ما يجعله يتجاوز ونستون تشرشل الذي دعي ثلاث مرات (وهو أربعة) لالقاء كلمة أمام ممثلي الشعب الأميركي. مع الاشارة الى أن هؤلاء صفقوا له 30 مرة خلال الكلمة (كما هتفوا له) عام 2014، وهذا ما لم يفعلوه مع أي رئيس أميركي. ولكن ألا تحذّر جهات أميركية و”اسرائيلية” بوحشية النرجسية التي تتحكم بالرجل، دون أن يكترث بالتفاعلات التي يمكن أن تحدثها أوضاع غزة في الشرق الأوسط.
من مؤشرات تلك التفاعلات اتصالات بالغة الأهمية بين دمشق وأنقرة، لنلاحظ أن قناة “الجزيرة”، وما يعنيه ذلك سياسياً، نقلت مقالاً للكاتب التركي يحيى بستان في صحيفة “يني شفق”، القريبة من حزب “العدالة والتنمية”، جاء فيه أن العاصمتين “حققتا نجاحاً نسبياً في التفاهم للتصدي للعديد من التحديات التي تواجههما، وربما أدى ذلك الى استقرار المنطقة بشكل عام”. أضاف “ثمة حال من التوازن في سوريا بين القوى الرئيسية (روسيا، ايران، أميركا، تركيا)، لكنه بدأ يتزعزع مع بدء عملية التطبيع بين تركيا وسوريا”.
المقالة اشارت الى “تغيير في قواعد اللعبة، والى كسر التوازن الحالي، ما أحدث اضطراباً جعل الأطراف المختلفة تباشر الاعداد لما بعد خروج أميركا من سوريا”.
اذاً، تحولات دراماتيكية في الخريطة الاستراتيجية، ما ينعكس على سائر بلدان المنطقة. أي لقاء بين بشار الأسد ورجب طيب اردوغان يشكل لحظة تاريخية في تغيير الشرق الأوسط ، وفق مصالح البلدين لا وفق مصالح أميركا و”اسرائيل”.
ضوء في النفق. قيل لنا “الاتصالات تأخذ منحى عملياً وجدياً، لتروا النتائج في وقت قريب”. انه منطق الأشياء اذا عاد الرئيس التركي الى المنطق. منطق الأشياء…
Discussion about this post