اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
منذ عام 1943، اتخذت الحرب العالمية الثانية منعطفاً جديداً بالنسبة للألمان. بعد استسلام الجيش الألماني السادس في ستالينغراد والهزيمة في معركة كورسك، اضطر الألمان إلى التحول للدفاع على الجبهة الشرقية.
في عام 1944، تعرض الألمان لخيبة أمل أخرى بعد نجاح إنزال نورماندي وتحرير الحلفاء لفرنسا في وقت لاحق من نفس العام. في ظل هذه الأحداث، أصبح سقوط نظام أدولف هتلر أمراً شبه مؤكد.
وأمام هذا الواقع الجديد، بدأ الحلفاء بمناقشة مستقبل ألمانيا بعد الحرب، وبرزت أغرب الأفكار من وزير الخزانة الأمريكي حينها، هنري مورغنثاو الابن، الذي اقترح خطة تهدف إلى إنهاء وجود ألمانيا كقوة عسكرية واقتصادية.
قام مورغنثاو بإعداد مذكرة حول مستقبل ألمانيا ما بين يناير وسبتمبر 1944، وكانت تعرف بالبرنامج المقترح لفترة ما بعد استسلام ألمانيا.
ويشير بعض المحللين الأمريكيين إلى أن الجاسوس السوفيتي هاري ديكستر وايت كان له دور في صياغة هذه المذكرة التي عُرفت فيما بعد بخطة مورغنثاو.
دعت خطة مورغنثاو إلى نزع سلاح ألمانيا بالكامل، وذلك من خلال تدمير جميع المعدات العسكرية البحرية والجوية والبرية، وتفكيك كافة المصانع التي تسهم في الصناعة الحربية.
كما اقترح مورغنثاو تفكيك المصانع في منطقتي الرور والسار، وإقناع سكان هذه المناطق بالهجرة إلى الداخل الألماني. وكان هدفه تحويل اقتصاد ألمانيا إلى اقتصاد زراعي بدلاً من الصناعي.
تضمنت خطة مورغنثاو أيضاً تقسيم ألمانيا إلى دول مستقلة، مع نقل أجزاء من بروسيا الشرقية وجنوب سيليزيا إلى بولندا، وتسليم أجزاء من السار والبالاتينات إلى فرنسا، وإنشاء منطقة دولية في منطقة الرور والمناطق المحيطة بها.
كما اقترح تقسيم ألمانيا إلى دولتين: الأولى في الجنوب وتضم بافاريا وفورتمبيرغ وبادن، والثانية في الشمال وتضم أجزاء كبيرة من بروسيا وساكسونيا وتورينغيا.
خلال مؤتمر كيبيك في سبتمبر 1944، حظيت بعض مقترحات مورغنثاو بدعم من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، حيث أيد تشرشل تحويل ألمانيا إلى دولة زراعية، لكن مقترح إزالة ألمانيا بالكامل لم يحظَ بقبول واسع.
Discussion about this post