اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
زبدية حنطة بلبن أو “متبلة” كما نسميها في الساحل السوري، واحدة من أنجح طرق مواجهة الحر. خصوصاً لاولئك الذين لا يستطيعون تناول الطعام نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
بدأت القصة يوم أمس الثلاثاء بينما كانت درجات الحرارة ترتفع لتأكل آخر “شوية صبر في مخنا”. حين أخبرت أصدقائي بمجموعة العمل عن نيّتي طبخ “متبلة”. قبل أن يقفز صديقي اللاحم ليسخر من فكرة خلط اللبن مع الحنطة.
دار حوار عميق فيما بيننا أشبه بحالة من صدام الحضارات. لم يخلُ من بعض الدبابيس المناطقية “بس نحن أوعى من أنو نوصل للطائفية ومنحب اللوحة الفسفسائية”.
تجاهلت كل تلك العبارات وفي ذهني كلمة واحدة “غشيم”، وانصرفت أعد الطبخة التي كان لزماً عليّ انتظار مرور 24 ساعة لأستمتع بتناولها. (كرمال تكون باردة طبعاً بظل حرارة جاي من جهنم وكهربا جاي من الحكومة).
وبعيداً عن صديقي المتطرف بالأكل كما يصف نفسه. تشاركنا أنا وباقي الأصدقاء بالمجموعة عبارات التهاني بالحصول على زبدية متبلة باردة نوعاً ما. فيما كان من المستحيل ألا يتم توثيق هذا الحدث بصورة نكايد بها صديقنا اللاحم. الذي يستعد للزواج من شابة “تحب المجدرة” وهذا أكثر ما يخشاه في حياته الزوجية القادمة. (مو عرفان إنو رح يدور عالمجدرة وما يلاقيها. لأن حفوضات الولاد أهم).
وبالعموم، إعداد كمية بسيطة من المتبلة يتطلب نصف كيلو من القمح المقشور مع نصف كأس من الحمص الحب. يتم نقعهما قبل ليلة ومن ثم سلقهما على الطباخ الكهربائي “حصراً كرمال الغاز”. وبعد النضج يضاف اللبن بمقدار 3 كيلو على الحنطة الساخنة كي لا “يحمض اللبن”. ومن ثم تترك لتبرد وتؤكل.
الشيء الآخر الذي لم أخبر صديقي اللاحم به. أن البعض يضيفون إليها الثوم المهروس والبندورة. (لأن بصراحة ما حبيت اسمع المزيد من التنمر). وعلى قولة المثل: “كول على ذوقك وإلبوس على ذوق الناس”.
سناك سوري
Discussion about this post