اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
نكشات ع مد عينك والنظر. هذا ما قالته في الأمس وزارة التربية للطلاب المتفائلين بنضوب نكشات الرياضيات من خزينة الوزارة. فلم تكتفِ بنكشة أو اثنتين، بل صممت لهم -وفق كلام البعض- ورقة من النكشات.
وفي ظل ضعف البحث العلمي وتمويله، ربما بسبب الحصار الجائر، الذي حال دون استثمار نوابغ الرياضيات في بلادنا لحل المعضلات الرياضية أو ابتكار نظريات جديدة. لم يكن أمام التربية إلا استثمار تلك العقول في إبداع أسئلة قادرة على إسالة الدموع بغزارة.
وهذا الأمر صار تقليداً سنوياً، كما لو أنّ الوزارة تحتفي بعلم الرياضيات بهذه الطريقة. وكعادة الاحتفالات في بلدنا، هناك ضحايا، حيث فقد بعض الطلاب والطالبات وعيهم إثر ذلك.
وكجزء متمم لهذا التقليد السنوي احتج الطلاب والأهالي بشدة. وبدلاً من الاستفادة من تجارب من سبقهم. رفضوا ابتلاع المقلب واتهموا الوزارة بأنها تتقصد إفشالهم وإحباطهم. لترد الوزارة بأنّ تلك الاحتجاجات غير محقة حيث أكدت أنّ الأسئلة تراعي مختلف المستويات.
وذلك يوحي بأنّ امتحان العام القادم سيتضمن على الأغلب نكشات جديدة. فعلى ما يبدو أنّ التربية ترى الأمر كمعركة عض أصابع ولن تترك النكشات وهناك محتج. وما يدعم الافتراض، عنادها وإصرارها على قطع الاتصالات لمنع الغش الامتحاني رغم كل الاحتجاجات والانتقادات. (الاستجابة بتطمِّع الناس، هاد مبدأ ثابت).
وفي ظل عناد الطرفين، يخشى بعض المحايدين من أن تطالهم تبعات التصعيد. مثل قطع الانترنت مع امتحان الرياضيات للعام القادم لمدة 72 ساعة ليتسنى للطلاب وأهاليهم الاحتجاج -على الأسئلة التي ستكون بالغة الصعوبة- براحتهم. ودون أي إزعاج. مع عدم إفساح المجال للجهات المغرضة لاستغلال هذا الشأن الداخلي. كما أنه يحمي الطلاب وأهلهم من ارتكاب جريمة الكترونية ما، دون أن يشعروا.
وهذه المناسبة السنوية. تُفرِح البعض، ممن يجدونها فرصة للشماتة بطلاب هذا الجيل ولومهم. وتحبط آخرين، ممن يقارنون هذه المطالب البسيطة المُهمَلَة بمطالب أكبر تراودهم. وبين هذا وذاك وأولئك، هناك من يترقب بقلق، لأنّ الدور في قادم الأعوام سيقع عليه، فالنكشات يبدو أنها لا نهائية، وإن انتهت يمكن ببساطة تغيير المنهاج لخلق المزيد.
سناك سوري _ هادي مياسة
Discussion about this post