اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
صبت إسرائيل غضبها على مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، مع احتدام الاشتباكات التي وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بأنها الأعنف منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما هاجمت «حماس» إسرائيل، وقتلت نحو 1200 إسرائيلياً، قبل أن تندلع الحرب الحالية.
وقصف الجيش الإسرائيلي مخيم جباليا من الجو والبر بالطائرات والمدفعية، ودمر مئات المنازل، وقتل العشرات في محاولة منه لتمهيد الأرض من أجل تقدم القوات البرية التي تواجه منذ أكثر من أسبوع مقاومة شرسة داخل المخيم الذي يعد أحد أهم معاقل حركة «حماس» في قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية في القطاع إن الجيش الإسرائيلي قتل نحو 50 فلسطينياً في جباليا، يوم السبت، في القصف العنيف هناك، وهو عدد مرشح للارتفاع مع عدم تمكن الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني من الوصول إلى عمق المخيم الذي تحول إلى ساحة حرب.
وقال محمد بصل الناطق باسم الدفاع المدني في القطاع: «إن الاحتلال دمر 300 منزل بشكل كامل في مخيم جباليا الذي يعد من أكثر المخيمات اكتظاظاً بالسكان في القطاع»، واصفاً الدمار في المنطقة بـ«الهائل».
مخيم جباليا
وكانت إسرائيل قد بدأت عملية واسعة في مخيم جباليا قبل نحو 8 أيام، بعدما فشلت في اقتحام المخيم في بداية الحرب. وحاولت إسرائيل في بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اقتحام المخيم من الجهة الغربية، لكنها لم تستطع الدخول إلى عمقه بسبب المقاومة الضارية آنذاك والتي كبَّدت الجيش الإسرائيلي 9 قتلى في 5 أيام، والأعداد الكبيرة للسكان في المخيم، وأزقة شوارعه الضيقة، واكتفت بهجمات جوية.
وتحاول إسرائيل، اليوم، إنجاز العملية التي ظلت عالقة، لكنها تواجه مقاومة غير مسبوقة وشرسة ترد عليها بقوة نيران مدمرة.
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن «الفرقة 98» تواصل خوض القتال في منطقة جباليا، وخاضت معارك وجهاً لوجه، وقتلت مسلحين، ودمرت منصات صواريخ، وعثرت على عدة فتحات أنفاق.
ووفق بيان الجيش «داهم مقاتلو (اللواء 460) بنى تحتية مسلحة ومجمعات قتالية تابعة لحركة (حماس) في ضواحي مدينة جباليا شمال قطاع غزة، ودمروا مخرطة لإنتاج الأسلحة والصواريخ بعيدة المدى والقنابل اليدوية والقنابل المتفجرة والهواتف وأجهزة الكمبيوتر».
15 جندياً إسرائيلياً
وفي المقابل، أكدت «كتائب القسام» أنها قتلت جنوداً، واستهدفتهم وكمنت لهم، كما دمرت دبابات وناقلات جند في مخيم جباليا، وأطلقت صاروخاً من نوع «سام 7» تجاه طائرة مروحية إسرائيلية من طراز «أباتشي» شمال المخيم. واحتدمت المعركة في جباليا في اليوم 225، بينما زادت ضراوتها في المنطقة الشرقية لرفح.
وأعلنت «كتائب القسام» و«سريا القدس» التابعة لتنظيم «الجهاد الإسلامي» أن مقاتليهم يخوضون معارك ضارية في شرق رفح مع القوات الإسرائيلية. وأصدرت «القسام» بياناً، يوم السبت، قالت فيه إن «(مجاهدي القسام) تمكنوا من الإجهاز على 15 جندياً إسرائيلياً في شرق رفح». وأضافت: «استهدفت مجموعة قسامية منزلاً تحصن فيه عدد كبير من الجنود بعبوة مضادة للأفراد (رعدية)، وبعدها اقتحم مجاهدونا عليهم المنزل، واشتبكوا مع من تبقى من الجنود من مسافة الصفر بالرشاشات الخفيفة والقنابل اليدوية في حي التنور شرق مدينة رفح جنوب القطاع».
وأعلنت «القسام» استهداف جنود، وتدمير دبابات وناقلات جند، وقصف الجنود الإسرائيليين داخل معبر رفح وفي مناطق قيادة وسيطرة. وفي وقت لاحق، قصفت «سرايا القدس» منطقة عسقلان بعدة صواريخ. وكانت إسرائيل قد اقتحمت شرق رفح قبل نحو 12 يوماً في عملية سبقت عملية مخيم جباليا، وتعارضها الولايات المتحدة.
مقتل قيادي فلسطيني
وسيطرت إسرائيل على معبر رفح في الجهة الشرقية، وتسعى إلى السيطرة على كل المدينة. وقال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي إن 650 ألف مواطن اضطُروا للنزوح من المدينة بسبب العملية الإسرائيلية. ومع مواصلة العملية في رفح، قال الجيش الإسرائيلي إنه اغتال عنصراً بارزاً لـ«الجهاد الإسلامي» في منطقة رفح، كان مسؤولًا عن الشؤون اللوجيستية في لواء رفح، وكان مسؤولًا عن الاستعداد للتعامل مع مناورة الجيش في المنطقة.
كما أعلن أنه قتل مسلحين، ونفَّذ عدة عمليات مداهمة دقيقة في المنطقة، وعثر على عبوات ناسفة وقطع أسلحة وصواريخ وقاذفات. وقال بيان للجيش حول العملية في شرق رفح إنه «حتى الآن جرى القضاء على أكثر من 80 مسلحاً، وجرى العثور على عشرات الأسلحة والقنابل اليدوية والخراطيش، بالإضافة إلى بنية تحتية تحت الأرض». وتعد معارك رفح وجباليا، المعارك الأساسية في قطاع غزة حالياً، وهي الأكثر ضراوة خلال الأسبوعين الماضيين.
وكان أبو عبيدة الناطق باسم «القسام»، قد قال، يوم الجمعة، إن مقاتلي «القسام» استهدفوا خلال 10 أيام 100 آلية عسكرية للاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً استعداد المقاومة لـ«معركة استنزاف طويلة مع العدو». ونقلت صحيفة «معاريف» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الإدارة الأميركية توصلت إلى حقيقة مفادها أن حركة «حماس» لن تختفي من قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وقال المسؤول إن الهدف الأميركي أصبح إضعاف «حماس»؛ حتى لا تكون قادرة على شن هجوم عسكري مماثل للذي شنته في 7 أكتوبر.
وقتلت إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 35386 فلسطينياً، وجرحت 79366.
Discussion about this post