اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
في خضم مواصلة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، مشاوراته ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، يسعى الموفد الفرنسي إلى تجنيب لبنان الانزلاق في حرب غزة حبر حدوده الجنوبية.
وأفادت تقارير غربية بأن زيارة المبعوث الفرنسي جاءت للتأكيد على تمسك باريس بالقرار 1701، وهي مشاركة في قوات “اليونيفيل”، وبالتالي، إعادة الجنوب إلى ما كان عليه، في منطقة عمليات القوة الدولية، منزوع السلاح، بعدما أفلت الزمام منذ انخراط “حزب الله” في حرب غزة.
وطرح بعض المراقبين تساؤلات بشأن إمكانية انصياع “المقاومة” في لبنان للمساعي الأوروبية، التي تهدف إلى جعل الجنوب منزوع السلاح، في خضم انخراطها بقوة في الحرب الدائرة بقطاع غزة.
ولا يزال الهدوء الحذر يخيم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، منذ إعلان الهدنة في القطاع، وذلك بعيدًا عن إعلان الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، اعتراض صاروخ جاء من الحدود اللبنانية باتجاه شمال إسرائيل.
مناورات إعلامية
اعتبر ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، أن “زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، في لبنان، والحديث عن إعادة الجنوب منزوع السلاح مجددًا، ليس له أي قيمة ومجرد أحلام ومناورات إعلامية واهمة”.
وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك”: “جاءت الأساطيل الأمريكية إلى البحر المتوسط، وهدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بنفسه، وقال إنها معنية بجبهة الجنوب وحزب الله، فيما ردت المقاومة عمليًا بفتح الجبهة مع إسرائيل وكسر قواعد الاشتباك”.
وتابع عوض، قائلا: “هدد زعيم حزب الله حسن نصر الله، بكلام واضح أمريكا، وأكد أنهم أعدوا العدة والعتاد إلى هذه الأساطيل البحرية، ويمكنهم مواجهتها ويكبدونها خسائر فادحة في العتاد والجنود”.
ويرى عوض أن “كل هذه الأحاديث التي تخرج هي للاستهلاك الإعلامي والسياسي لا أكثر، ولا يمكن أن يترتب عليها أي شيء على الإطلاق، بيد أن الحرب فتحت بالفعل وجنوب لبنان أحد أهم جبهاتها”.
واعتبر أن “حزب الله والمقاومة اللبنانية في الجنوب استعدوا لزيادة منسوب تأثيرهم في الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة”، مؤكدًا أنه “لا أساس لكل هذه التهديدات والمحاولات التي لن تردع المقاومة في لبنان”.
في السياق ذاته، اعتبر الناشط اللبناني أسامة وهبي، أن “الحرب في قطاع غزة، والاشتباكات الحاصلة على الحدود اللبنانية مع العدو الإسرائيلي، أعادت خلط الأوراق في المنطقة، حيث بات هناك واقع جديد نتج عن عملية 7 أكتوبر(تشرين الاول الماضي)”.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، قال وهبي إن “المنطقة بأكملها أصبحت في هذا المخاض الذي سينتج عنه اتفاقا سياسيا أو إعادة إحياء عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، أو الذهاب لإعادة تفعيل مبادرة بيروت، التي ترتكز بنودها على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وتابع: “نحن دخلنا في مرحلة جديدة، ما قبل 7 أكتوبر لا يشبه ما بعده، لبنان جزء من هذه المنطقة وجزء من الحرب القائمة، وحزب الله مرتبط بشكل عضوي وعقائدي مع طهران، وما صدر عن النظام الإيراني بأنه لا يريد انزلاق لبنان إلى الحرب هو الذي منع هذا الانزلاق حتى هذه اللحظة”.
ويرى وهبي أنه “ليس هناك أي نية لإدخال لبنان بشكل كامل في الحرب الدائرة في فلسطين مع إسرائيل، كما حدث في تموز عام 2006، بالتالي سيبقى هناك التزام بقواعد الاشتباك على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان، وهذه المناوشات ستستمر حتى نهاية الحرب”.
ويستبعد المحلل اللبناني أن “يكون الانزلاق لحرب شاملة يفيد أي من الطرفين، حزب الله وإسرائيل، لأن حزب الله يعرف بأن بيئته والشعب اللبناني لا يحتمل حربا شاملة كالتي حدثت، في 2006، والعدو الإسرائيلي فيه ما يكفيه من أزمات داخلية ومآزق خارجية، وهو بغنى عن فتح جبهة جديدة مع لبنان، ويعلم جيدًا أنها لن تكون نزهة على الإطلاق وستشكل منعطفا كبيرا في الحرب الدائرة في فلسطين”.
وفي وقت سابق، أعلنت كل من حركة “حماس” وإسرائيل، تمديد الهدنة المتفق عليها بينهما في قطاع غزة، ليوم واحد إضافي، نتيجة لجهود الوسطاء ولمواصلة عملية تبادل الأسرى.
ومنذ بدءعملة”طوفان الاقصى”، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تبادلا متقطعا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة و”حزب الله” وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
ومرّ أكثر من شهر ونصف على بدء عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها حركة “حماس” الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، والتي أسرت فيها عددا من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية “السيوف الحديدية”، وبدأت بتنفيذ قصف عنيف على قطاع غزة، أسفر عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة، بالتزامن مع قطع الماء والكهرباء والوقود، ووضع قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية، حيث تضاعفت الأزمة في القطاع وتحولت إلى مأساة حقيقية.
Discussion about this post