اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
يحتدم النقاش السياسيّ والأمنيّ الإسرائيليّ حول العملية البريّة لإعادة احتلال غزّة والقضاء على حركة (حماس)، حيثُ بدأ التشكيك في إمكانية القضاء على (حماس) لأنّ الحديث بموجب المُستشرق أوري ميلشتاين في (يديعوت أحرونوت) يدور عن فكرٍ وأيديولوجيّةٍ متجذرةٍ لدى الشعب الفلسطينيّ، وخصوصًا في قطاع غزّة.
ونقلاً عن مصادر وازنة وعليمة في المؤسستيْن الأمنيّة والسياسيّة في دولة الاحتلال، قالت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية، إنّه بينما يشتد الضغط للعمل في غزة دون إساءة الوضع الإنساني فيها حتى قبل أنْ يدخل جندي واحد مشيًا على الأقدام إلى القطاع، في إسرائيل وفي العالم يتساءلون ماذا سيكون مصير المنطقة إذا ما تحقق هدف الحرب، أيْ انهيار حكم حماس في غزة”؟ .
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أنّ جلسة المجلس الوزاريّ السياسيّ والأمنيّ المُصغّر (الكابينت) الإسرائيلي الأخيرة قررت عدم الخوض في الأمر، وصوت الوزراء على عدم البحث عن إجابة حاليًا لسؤال مَنْ سيحكم القطاع بعد إنهاء حركة حماس، أوْ عن دور إسرائيل هناك.
وبحسب الصحيفة السيناريوهات التي لم تُبحث في (الكابينت) لكنّها تُسمَع من جانب وزراء ومسؤولين أمنيين سابقين، هي أربعة:
ـ الأوّل: احتلال القطاع، أيْ حكم عسكري على مليونيْ مواطن فعلته إسرائيل سابقًا لكن الأمر ينطوي على كلفة اقتصادية عالية، كما أنّه توجد اعتبارات دولية لن تسمح بتموضع عسكري متجدد في المنطقة.
ـ الثاني: عودة السلطة الفلسطينيّة، وهكذا توقف إسرائيل عزل الساحات بين الضفة والقطاع، العزل القائم منذ فك الارتباط وإضعاف السلطة، فضلا عن ذلك ستخلق تواصلاً سلطويًا للسلطة سيشكل مرة أخرى ثقلاً سياسيًا في كلّ ما يتعلق بمسألة الدولتين.
ـ الثالث: قوة دوليّة، وشدّدّت الصحيفة على أنّه من حديث مع محافل أمنية يبرز سيناريو آخر، تدير فيه قوة دولية القطاع بدعمٍ ماليٍّ عربيٍّ، على نمط المساعدة القطرية لحماس، بهذه الطريقة، تابعت المصادر، لن تجتذب إسرائيل إلى الاهتمام بإعادة تأهيل القطاع في اليوم التالي وإدراج نفسها في إعادة التنظيم.
ـ الرابع: تقسيم القطاع، حيث قالت الصحيفة إنّ موطي كيدار، وهو مستشرق مخضرم، قدّم اقتراحًا إضافيًا: تقسيم القطاع إلى مناطق وفي كل واحدة منها يقام حكم محلي مدني يقوم على أساس العشائر.
وخلُصت الصحيفة إلى القول إنّ “مسؤولين كبارًا سابقين يدعون بأنّه من السابق لأوانه البحث في مستقبل غزة، ذلك أنّ الهجمة المفاجئة لحماس تفرض علينا ردًا بقوة يرمم الردع على الفور، حتى لو أدى هذا إلى فوضى في القطاع بكل ما يعنيه هذا“، على حدّ تعبيرها.
في سياقٍ ذي صلةٍ، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة إنّ الدعم الأمريكيّ بالوقوف إلى جانب إسرائيل ليس بلا ثمن، فأمريكا لا تريد لإسرائيل أنْ تبادر إلى حرب ضد حزب الله وبالمقابل تعهدت بمشاركة طيارين وطائرات أمريكية إذا ما هاجم أولاً، وشدّدّت على أنّه لأمريكا مصالح مع العرب المؤيدين لها وهي لا تريد حربًا كاسحة في غزة لا تراعي حياة المدنيين.
وتابع كاتب المقال، وهو الإعلاميّ الإسرائيليّ الأكثر شهرةً، ناحوم بارنيع أنّ “الغضب عظيم على نحو خاص بين أعضاء الكيبوتسات (القرى التعاونيّة) الذين دفعوا الثمن لقاء القصور بدمائهم. بعضهم غاضبون على ممثليهم، الذين أعربوا في وسائل الإعلام عن الأمل في أنْ تحرص الحكومة على إعادة تأهيلهم.”
وأضاف بارنيع: “حكومة إسرائيل وضعت هدفًا للحرب في غزة مشكوك أنْ يكون ممكنًا تحقيقه، فإبادة حماس هو هدف مرغوب فيه، لكن مَنْ يضعه يثير على الفور السؤال ما الذي سيأتي مكانها”.
ولفت إلى أنّه “عندما كان إيهود باراك وزير الأمن سألته لماذا لا تحتل إسرائيل غزة وتسلمها أمانة إلى السلطة الفلسطينية. فأجاب باراك هذا لا يمكنه أنْ يعمل على هذا النحو، إسرائيل لا يمكنها والسلطة لا يمكنها”.
وأردف قائلاً: “توجد محافل تتحدث عن نظام وصاية مؤقت لغزة بمشاركة الجيش التركيّ وجيوش إسلامية معتدلة أخرى، وعندما يستقر الوضع تعود السلطة الفلسطينية إلى الحكم، لهذا الحل أيضًا لا يوجد مَنْ يشتري“.
ولفت المحلل الإسرائيليّ في ختام مقاله إلى أنّ الأيام التي تتمتع فيها إسرائيل بإسناد الغرب المطلق آخذة في الانتهاء، مع انتشار صور الدمار من غزة، ومئات آلاف اللاجئين“، طبقًا لأقواله.
أمّا فيما يتعلّق بالجبهة الشماليّة مع حزب الله فنقل موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ عن مصادر في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن قولها إنّ حزب الله يستعِّد لمعركةٍ شاملةٍ ضدّ إسرائيل، وأنّه أكمل استعداداته العسكريّة للمعركة التي وفقًا للمصادر عينها ستشمل توجيه ضربةٍ صاروخيّةٍ للعمق الإسرائيليّ.
مع ذلك، أضافت المصادر أنّ القرار النهائيّ حول خوض حزب الله الحرب مع إسرائيل لم يُتخّذ حتى اللحظة، وأنّ القرار يتواجد في طهران، وزعمت أنّ حزب الله ليس معنيًا بحربٍ شاملةٍ، بل بعدّة أيّامٍ من المعارك على الجبهة الشماليّة ضدّ إسرائيل.
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس
Discussion about this post