اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
وسط حالة حداد عام أعلنتها الحكومة السورية، شهدت مدينة حمص، اليوم (الجمعة)، تشييع أول دفعة من ضحايا الهجوم بطائرات مسيّرة على الكلية الحربية الذي وقع يوم الخميس، وأوقع عشرات القتلى والجرحى من العسكريين والمدنيين. وفي حين تحدث وزير الدفاع السوري العماد علي عباس عن «ثمن غالٍ جداً» لدماء القتلى، أُفيد بسقوط ما لا يقل عن 13 قتيلاً في قصف شنته قوات الحكومة السورية على إدلب، معقل المعارضة الإسلامية المتشددة، شمال غربي البلاد. ويعزز قصف القوات الحكومية على شمال غربي البلاد، بما في ذلك غارات جوية للطيران الروسي، توقعات بأن المنطقة مقبلة على تصعيد أمني في الأيام القريبة رداً على «مذبحة» هجوم الطائرات المسيرة على حمص.
ومنذ الصباح الباكر، اليوم، احتشدت أعداد كبيرة من أهالي الضحايا أمام المستشفى العسكري في حمص، بعد ليلة حزينة عاشتها المدينة التي اكتظت مشافيها بالمصابين الذين جرى نقل قسم منهم إلى مراكز طبية في محافظتي حماة وطرطوس القريبتين.
وقالت مصادر محلية في حمص لـ«الشرق الأوسط» إن «وقع الصدمة كان هائلاً على أهالي الضحايا والسوريين عموماً ومدينة حمص خصوصاً؛ فقد امتلأت المشافي بالمتبرعين بالدم، وقدَّم كثيرون بيوتهم لأهالي الضحايا ممن وفدوا من خارج المدينة وأمضوا ليلهم في الشوارع والمشافي. هناك شباب من الخريجين قُتلوا مع ذويهم، وحالة الحزن والصدمة لا توصف».
ووسط أجواء من الحزن الشديد والقنوط، أُجريت مراسم التشييع الرسمية على دفعات لنحو 30 قتيلاً من عسكريين ومدنيين بحضور وزير الدفاع علي محمود. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن وزير الدفاع قوله خلال التشييع الذي جرى بحضور رسمي وشعبي من أمام المشفى العسكري في حمص: «الشهداء الذين ارتقوا (أمس) ثمن دمائهم غالٍ جداً».
وفي رد انتقامي فوري على الهجوم، صعَّدت القوات الحكومية عملياتها العسكرية في أرياف محافظتي إدلب وحلب منذ الخميس، وجرى قصف أكثر من 30 موقعاً في قرى وبلدات إدلب وحلب بشمال غربي البلاد، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة العشرات بينهم نساء وأطفال، بحسب مصادر أجهزة الإنقاذ في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة.
وفي دمشق، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع أعداد ضحايا الهجوم على الكلية الحربية إلى 89 قتيلاً وأكثر من 277 مصاباً. ورقم الضحايا مرشح للارتفاع نظراً لوجود إصابات حرجة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره لندن) إن 112 شخصاً قُتلوا في الهجوم، بينهم 21 مدنياً.
واتهمت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة «التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة» باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص، عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة، وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة.
"قدرنا التضحية في سبيل بلدنا والعزاء لنا جميعاً ".
وزير الدفاع السوري العماد علي عباس#سوريا #الميادين pic.twitter.com/eiwPJOjeZO
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 6, 2023
كما أعلنت الحكومة الحداد الرسمي العام لمدة 3 أيام بدءاً من اليوم (الجمعة)، وجاء في بيان لها: «تنكس الأعلام في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية وفي جميع السفارات والهيئات الدبلوماسية في الخارج طيلة هذه المدة».
من جانبها، دعت وزارة الأوقاف كل مساجد البلاد إلى إقامة صلاة الغائب عقب صلاة الجمعة على أرواح الضحايا، وقالت إن هذا الاعتداء «لن يزيد شعبنا الصامد إلا إصراراً وعزيمة وقوة للوقوف في وجه المعتدين وداعميهم ومموليهم والمخططين لجرائمهم».
وذكرت «سانا» اليوم أن الرئيس بشار الأسد تلقى برقية تعزية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ونقلت عن بوتين قوله في البرقية التي نُشرت على موقع «الكرملين»: «ندين بشدة هذه الجريمة الوحشية التي أسفرت عن ضحايا، كثير منهم من النساء والأطفال، ونأمل أن ينال مرتكبوها العقاب الذي يستحقونه»، معرباً عن خالص التعازي والمواساة والدعم لأسر الضحايا والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى. وأكد بوتين «عزم بلاده مواصلة التعاون الوثيق مع الدولة السورية في مكافحة جميع أشكال ومظاهر الإرهاب»، بحسب ما أضافت «سانا».
كما تلقى وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الخميس، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، نقل فيه إدانة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للهجوم والقوى والدول «التي تدعم الإرهاب وتقدم له المعدات المتطورة لارتكاب جرائمه»، وفق ما ذكر تقرير للتلفزيون الرسمي السوري.
وذكر تقرير لـ«المرصد» اليوم أن الطيران الحربي الروسي شن 5 غارات؛ واحدة منها على محيط قرية جفتلك حاج حمود شمال مدينة جسر الشغور، وتركزت بقية الغارات على محيط قرية القرقور في سهل الغاب، التي تُعدّ خط مواجهة مع قوات ويتمركز في محيطها عناصر من «الحزب الإسلامي التركستاني» و«أنصار التوحيد».
في المقابل، قصفت فصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» براجمة الصواريخ مناطق في ناحية جورين بسهل الغاب بريف حماة.
الشرق الاوسط
Discussion about this post