اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
نبيه البرجي
رداً على سؤال وجهته باربرا والترز الى المخرج الأميركي فرتسيس فورد كوبولا، لدى عرض فيلمه الشهير “الرؤيا الآن”، قال “لا أدري ما اذا كان صراعنا مع الله، أو مع الشيطان، لادارة البشرية …”، بعدما كان قد أبدى خشيته، في مقابلة سابقة، من أن تكون بلاده “حوذي العربة التي يقودها الشيطان” !
والترز التي رحلت العام الفائت كانت قد سألت آيات الله “هل تعتقدون أن أميركا كانت لتبقى في الشرق الأوسط لو أقمتم علاقات طبيعية معها ؟”. واذ رأت أن نظاماً ثيوقراطياً يسكنه االهاجس الأمبراطوري لا يمكن الا أن يكون متوتراً اًيديولوجياً، لاحظت أن الادارات المتعاقبة استفادت، الى أبعد مدى، من سياسات طهران.
في نظر غالبية مفكري العالم أن الولايات المتحدة هي من تصنع الصراعات، وتتولى ادارتها، “أما في الشرق الأوسط، الايرانيون هم من استولدوا، الصراعات من التاريخ، أو من الايديولوجيا، ما جعل الوجود الأميركي أكثر من ضروري للأنظمة الخائفة على مصيرها” .
ماذا يحصل اذا ما ظهر ابراهيم رئيسي في واشنطن، وجو بايدن في طهران؟ لن يعود هناك من داع لمرابطة الأسطول الخامس ان على مقربة من مضيق هرمز أو على مقربة من باب المندب، ناهيك عن انتشار آلاف الجنود الأميركيين على الأراضي العربية (في كل الأحوال شكل من أشكال الاحتلال).
كل وسائل الاعلام الأميركية تصف موقف ايران من اسرائيل بالموقف التكتيكي لتبرير اختراقها للمنطقة، مع أن تركيا اخترقت المنطقة، بعلاقاتها الوثيقة مع اسرائيل. كم ضجت الشاشات، والصحف اللبنانية، المناوئة لايران حين قال قائد الحرس الثوري “اذا اعتدى علينا الاسرائيليون ستفتح أمامهم أبواب جهنم”. كيف بالـ 100000 صاروخ التي لدى “حزب الله” ؟
في حديث الى قناة “فوكس نيوز” ألمح بول وولفويتز، الدماغ اليهودي الأميركي، الى ضرورة ابقاء الصراع على “نار مجنونة” بين واشنطن وطهران لصيانة المصالح الأميركية، ما عمل به دونالد ترامب حين ألغى اتفاق فيينا ليتولى، شخصياً، تسويق “صفقة القرن” التي تلقفتها بلدان عربية، وعلى أساس أن المفاعيل الاستراتيحية للصفقة باسم “ميثاق ابراهيم” تؤمن لها الأمان الأبدي، خصوصاً اذا ما تمكن آيات الله من حيازة القنبلة.
بونيت دالوار، الديبلوماسي الأميركي، تعامل مع اتفاق بكين بين السعودية وايران من زاوية مختلفة عن الكثير من نظرائه، باعتبار أنه “يعيدنا الى الشرق الأوسط”. للمرة الأولى دون االتركيز على الدور الاسرائيلي، وقد تعرض لسلسلة من الصدمات بسبب الاختلال الذي أحدثته الصواريخ في الميدان.
لا مجال للرهان على تغيير ما في العلاقات الأميركية ـ الايرانية، لا سيما بعد صفقة السجناء كتتويج لعملية ديبلوماسية معقدة، وشاقة، قامت بها الدوحة، وان كان هناك في وشنطن من يدعو الى التفاعل، بايقاع معيّن، مع الوساطات العمانية والقطرية، حتى لا تكون ايران جسر عبور للروس، وللصينيين، الى الشرق الأوسط.
أميركا الآن على مسافة قصيرة من السنة الانتخابية التي وصفتها “النيويورك تايمز” بـ”انتخابات القرن”، مبدية تخوفها من أن تتحول صناديق الاقتراع، كأساس للطريق الديمقراطي، الى خنادق، بسبب اساليب الاثارة، والتعبئة التي يستخدمها دونالد ترامب، حتى اذا حالت ظروف معينة دون أتباعه وتحقيق أهدافهم بغزو الكابيتول، فان الرجل يتطلع لأن يكون كاليغولا القرن …
الحزب الديمقراطي في أزمة. شكوك كثيرة حول الوضع الذهني لجو بايدن. نائبته كمالا هاريس لا تمتلك الحد الأدنى من البريق اسياسي. واذ يستبعد السناتور بيرني ساندرز، أوتوماتيكياً، بحجة أفكاره الراديكالية، لا توجد اسماء مؤثرة لمواجهة “البلدوزر الجمهوري” .
على المستوى الاستراتيجي، دون استبعاد بعض الصفقات الجانبية، لا مفاجآت أميركية حيال ايران. معلقون بارزون يحذرون من أن الغياب الأميركي ابان السنة الانتخابية سيجعل الجمهورية الاسلامية أكثر “اندماجاً” في الخط الروسي ـ الصيني.
أميركا حائرة. من يقود، اذاً، العربة التي يجرها الشيطان ؟ وكالة بلومبرغ، وفي تعليق على الأفق الانتخابي، اذ أشارت الى عودة هيلاري كلينتون الى الضوء، سألت “هل دفنت أميركا رجالها !”.
Discussion about this post