اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
اعلان العراق بدأت نقل جماعات كردية إيرانية من حدود إقليم كردستان العراقي مع إيران إلى مخيمات بعيدة عن الحدود في إطار اتفاق مع طهران. ولطالما قالت طهران ان جماعات انفصالية كردية تتمركز على حدودها مع إقليم كردستان العراق، تحاول العبث بالداخل الإيراني وتهديد الامن، وكثفت طهران هذه الاتهامات خلال الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها البلاد على خلفية مقتل “مهسا اميني”، متهمة تلك الجماعات بالمسؤولية عن شن هجمات في الداخل الإيراني، وبالمقابل نفذ الحرس الثوري الإيراني هجمات داخل إقليم كردستان العراق وعلى مواقع للجماعات الكردية، وقد إشارات بيانات إيرانية الى وجود مراكز للموساد الإسرائيلي في هذه المناطق قامت ايران باستهداف احدها وتدميره في أيلول سبتمبر العام الماضي.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال لقائه رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني في طهران أن حضور الجماعات الإرهابية في إقليم كردستان العراق وتحركاتها ضد الأمن القومي الإيراني يتنافى مع الدستور العراقي والعلاقات الودية بين البلدين. ويمكن اعتبار قدرة الحكومة العراقية في بغداد بتعاون مع حكومة إقليم كردستان على ابعاد الجماعات المسلحة الكردية عن الحدود الإيرانية ومنعها من تنفذ هجمات او التسلل والعبث بالامن الإيراني إنجازا كبيرا للعراق على صعيد امن الحدود وفرض السيادة العراقية، لكن هل نفذ العراق الاتفاق مع طهران بمعزل عن الولايات المتحدة التي استخدمت ورقة هذه الجماعات كشوكة في الخاصرة الإيرانية؟ اذا كان هذا فعلا الواقع، فهذا يعني ان العراق حكومة بغداد والاقليم وضعا حسن الجوار مع ايران في أولوياتهما في تحد للإرادة والاهداف الامريكية والاستثمار الأمريكي بهذه الجماعات ضد طهران، لكن ثمة احتمال ان تكون الإدارة الامريكية منخرطة بهذا الاتفاق، وهي من أعطت الضوء الأخضر لحكومتي بغداد والاقليم لتنفيذ عملية ابعاد الجماعات الكردية المسلحة عن الحدود الإيرانية، وقد يكون ذلك في سياق تفاهمات بالقطعة تجري بين واشنطن طهران، وقد يكون ابعاد تلك الجماعات عن الحدود الإيرانية جزء من سياقات جرى فيها اتفاق بين الطرفين لإطلاق سراح 5 أميركيين لدى طهران وإلغاء تجميد نحو 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني.
وعلى صعيد اخر تفككت جبهة المعارضة الإيرانية في الخارج التي تشكلت ووحدة صفوفها على خلفية الاحتجاجات الأخيرة وحاولت اكتساب زخم بدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية، بينما علّقت قناة “إيران إنترناشونال” عملها في بريطانيا، بعد ان كثفت نشاطها وتم رفدها بتمويل كبير لتكون الواجهة الإعلامية لحركة الفوضى والاضطرابات في ايران، واكتفت القناة بنشاط مكاتبها في واشنطن، وخفضت من برامجها والغت برامج، بما يوحي ان هذه الأوراق احترقت او أحرقت لصالح مرحلة من التفاهمات مع ايران، وقد عبر محلل الشؤون العسكرية الإسرائيلي عاموس هرئيل لصحيفة “هارتس” عن طبيعة هذه التفاهمات بالقول “ان اتفاق نووي غير مكتوب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران يحدث على ارض الواقع”، ويضيف عاموس “يبدو أن الأمر أكثر من اتفاقٍ غير مكتوب، جزء مهم منه بدأ يُنفّذ”، مشيراً إلى أنّ “إدارة بايدن ترفض وصفه رسمياً كاتفاق خشية أن يثير الأمر ردة فعلٍ سلبية من الجمهوريين في الكونغرس”.
ورغم بروز نوع من التهدئة الامريكية حيال طهران، وربما يكون تنفيذ بغداد لعملية ابعاد الجماعات الكردية المسلحة عن الحدود الإيرانية واحدة منها، والافراج عن الأموال الإيرانية، ولجم المعارضة في الخارج ووقف حملات التحريض بعض ملامحها، الا ان التصعيد الأمريكي واضح المعالم في المنطقة، في سورية ولبنان تحديدا، فهل تستخدم الولايات المتحدة سياسية مزدوجة تسعى من خلالها الى تقديم الحوافز والتلويح بالقوة والقدرة، ام ان هناك فصل للملفات؟
“راي اليوم” ـ نور علي
Discussion about this post