اخبار سوريا والعالم/ worldnews-sy.net
نبيه البرجي
الأميركيون كانوا يتوقعون كل شيء من “الاختراق” الصيني للسعودية، الا التسلل من البوابة النووية: هنا… البوابة المحرّمة!
“اسرائيل” التي ضغطت على جو بايدن لحمل المملكة على التطبيع معها، مقابل دعم اللوبي اليهودي له في المعركة الرئاسية العام المقبل، هي مَن ترفض الدخول السعودي، بالامكانات المالية الهائلة، النادي النووي. وكان معلقون “اسرائيليون” قد لاحظوا أن الشرق الأوسط هو المحطة المركزية في مشروع “الحزام والطريق”، وأن السعودية هي قلب هذه المحطة بالنظر لتأثيرها على المستوى العربي كما على المستوى الاسلامي.
على هذا الأساس، التنين قد يكون مستعداً لكي يحمل القنبلة النووية، ويضعها على باب قصر اليمامة، ما يمكن أن يفضي الى حلول الصينيين محل الأميركيين، الذي لم يقوموا بأي خطوة على امتداد نحو قرن من الزمن، للانتقال بالسعودية الى العالم الصناعي والتكنولوجي، ليس فقط كضرورة للمستقبل، بل وكضرورة للبقاء…
علناً يسأل معلقون أميركيون اذا كانت الادارة قد بلغت تلك الدرجة من الوهن، والى حد العجز عن زحزحة البلاط السعودي، الذي لم يحد قيد أنملة عن الخط الأميركي منذ لقاء الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس فرنكلين روزفلت على متن المدمرة “كوينسي” في قناة السويس غداة مؤتمر يالطا في شباط 1945. للتذكير ثانية. الرئيس الأميركي الذي يحمل في احدى ساقيه 7 كيلوغرامات من الحديد لاصابتها بالشلل، قطع نحو نصف المعمورة للقاء العاهل السعودي، وعقد ما دعاها الديبلوماسي البارز “الصفقة الأبدية بين الانجيل والقرآن”!
لا شيء في السياسة يبقى الى الأبد. السعوديون توجهوا الى واشنطن للتعاون في المجال النووي. للتو، حالة من الهيستيريا اجتاحت “الاسرائيليين”، بذريعة أن السعوديين الذين موّلوا القنبلة النووية الباكستانية، للتوازي مع القنبلة المسيحية والقنبلة اليهودية، اضافة الى القنبلة البوذية والهندوسية، يسعون الى … القنبلة العربية.
حتى ان “الاسرائيليين” رفضوا فكرة المقايضة بين التطبيع والمفاعل النووي، دون أن يقتصر الدور الأميركي على التلكؤ. خلال الاتصالات، طرحوا شروطاً في منتهى التفصيل ليبدو كما لو أن المفاعل على أرض أميركية، وبادارة أميركية…
الدوائر الرسمية الأميركية هي التي سربت الى الـ “وول ستريت جورنال” خبر عرض الشركة الصينية CNNC ، ربما لاثارة أكبر كمية من الضجيج حول هذه المسألة، للحيلولة من جهة دون الدخول الصيني من هذه “البوابة المحرمة”، ومن جهة أخرى للتفاهم مع الرياض حول “العبور الملكي” الى النادي النووي، دون أن يثير المخاوف “الاسرائيلية”، ودون أن يؤدي ذلك الى الحاق أي أذى بالمصالح الأميركية و”الاسرائيلية”.
أكثر من رسالة سبق وبعثت بها المملكة الى الأميركيين. كيف تتعاملون ديبلوماسياً مع البرنامج النووي الايراني (وايران عدوتكم رقم 1 ) في المنطقة، والى حد عقد اتفاق معها ثم التفاوض حول اعادة احياء الاتفاق، بعدما لامس آيات الله القنبلة، بينما تراوغون لمنعنا حتى من بناء مفاعل نووي، مع أننا أصدقاؤكم، لا وبل حلفاؤكم؟
واذ تذكر مصادر أميركية أن ادارة بايدن لا بد من أن تتراجع خشية تطور العلاقات بين بكين والرياض الى حدود استراتيجية، يبدو أن كل خطوة أميركية في اتجاه أي بلد عربي، ينبغي أن تكون تحت العين “الاسرائيلية”.
المؤكد أن ولي العهد السعودي الذي أرهقه الدوران الأميركي حول المسألة، هو من طلب العرض الصيني. لم يكن ذلك تكتيكياً قط. الطلب كان وما زال جدياً، بعدما بدأ يشعر باليأس من التذبذب الأميركي، بتلك التبريرات التي لا تليق بأمبراطورية عظمى.
المثير هنا ما قاله لنا زميل سعودي أن ردة الفعل “الاسرائيلية” على أي حديث حول برنامج نووي سعودي، فاقت ردة فعلها على البرنامج الايراني. لماذا؟!
المعلقون الأميركيون يرون أن ما حدث خطوة أخرى، ولعلها الخطوة الأكثر حساسية في مسلسل “العصيان السعودي” ضد أميركا، بعد الخطوة الأخيرة التي تمثلت بالانضمام الى مجموعة “بريكس”.
معلوماتنا تقول ان المملكة ماضية في استراتيجية الدخول في “الزمن النووي”، أياً يكن الموقف الأميركي. الأحرى… التهديد الأميركي!!
Discussion about this post